أين يقع جبل أحد

أين يقع جبل أحد

أين يقع جبل أحد ؟ إنّه أحد الجبال التي لها مكانة خاصّة عند المسلمين. وذلك لكونه شاهداً على العديد من الأحداث الدينيّة. كما أنّ جبل أحد يضمّ العديد من المواقع الأثرية الهامّة. لا سيما مقبرة شهداء أحد الصحابة السبعين الذين قُتلوا في غزوة أحد.

أين يقع جبل أحد

يقع جبل أحد في المملكة العربيّة السعوديّة، وتحديداً في منطقة المدينة المنوّرة، حيث يطلّ على المدينة من الجهة الشماليّة. في الواقع إنّ جبل أحد عبارة عن سلسلة جبليّة، تمتّد من الجهة الشرقيّة حتّى الجهة الغربيّة، في حين أنّه يميل باتجاه الشمال. كما ويحد جبل أحد من الجهة الشماليّة طريق الجامعات. في حين يحده من الجهة الجنوبيّة الطريق الدائري الجنوبي. بينما من الجهة الشرقيّة فيحد جبل أحد طريق المطار وجبل تيأب. أمّا من الجهة الشماليّة الغربيّة فيحده جبل ثور. كذلك يحده من الجهة الجنوبيّة الغربية جبل عنين، المعروف باسم جبل الرماة. ويمرّ وادي قناة من قاعدة جبل أحد، حيث يتجاوزه من الجهة الغربيّة.

أصل تسمية جبل أحد

يقع جبل أحد في المدينة المنوّرة، وتدور حول تسميته الآراء العديدة، وتتعدد الأسباب التي تعود لتسميته، ولعلّ أهمها ما يلي:

  • سمّي جبل أحد لتوحده، أي لوجوده وحيداً تحيط به الأودية والسهول.
  • ورأي آخر يقول بأنّ تسمية جبل أحد تعود لرجلٍ اسمه أحد، وهو من العماليق أوّل من سكنوا المدينة المنوّرة، فانتقل أحد إلى هذا الجبل، وسكنه؛ فأطلق اسمه عليه.
  • بينما البعض يقول بأنّ تسمية جبل أحد تعود لكونه يرمز إلى وحدانيّة الله.

معلومات عن جبل أحد

هناك العديد من المعلومات، التي لا بدّ من ذكرها في موضوعنا هذا أين يقع جبل أحد، أشهر الجبال في المدينة المنوّرة. ونذكر منها على سبيل المثال:

  • يرتفع جبل أحد عن مستوى سطح البحر حوالي 1.077 متراً، أي ما يعادل حوالي 3.533 قدم.
  • يبعد جبل أحد عن المدينة المنوّرة حوالي 3.5 ميلاً. كما يبعد جبل أحد عن المسجد النبويّ الشريف، حوالي 5 كيلو متراً.
  • إنّ طول جبل أحد يبلغ حوالي 7 كيلو متراً. بينما عرض جبل أحد فيبلغ حوالي 1077 متراً.
  • تتميز صخور جبل أحد بأنّها من الجرانيت الأحمر. إلا أنّه يوجد فيه صخور ألوانها تميل للّون الأخضر الداكن وأيضاً الذي يميل إلى اللّون الأسود. في الواقع إنّ جبل أحد فيه تجاويف ويطلق عليها اسم المهاريس، وهي التي تحتجز المياه التي تتساقط من الأمطار.
  • يقع في جبل أحد العديد من الشقوق والتي يقدّر ارتفاع معظمها بحوالي 1.5 متراً. بينما عمقها يصل أحياناً إلى حوالي 10 أمتار. بالإضافة إلى هذا فإنّه يحوي على الكهوف العديدة.
  • إنّ من أهم معالم جبل أحد الشقّ الذي احتمى فيه الرسول الكريم (ص) أثناء غزوة أحد.
  • يقع مسجد الفسح والذي يعرف بمسجد أحد بالقرب من جبل أحد، حيث يبعد عنه مسافة تقدّر بحوالي 4.5 كيلو متر.
  • إنّ جبل أحد غنيّ بالمعادن، حيث يوجد في الصخور الخارجيّة معدن الحديد، بينما في الصخور الداخليّة يوجد معدن النحاس.

معركة غزوة أحد التاريخية

وقعت في جبل أحد الذي يقع في المدينة المنوّرة معركة أحد التاريخيّة. وقد جرت المعركة في السنّة الثالثة الهجريّة بين المسلمين وقريش. لا سيما أنّها وقعت في الجهة الجنوبيّة الغربيّة من جبل أحد، وتحديداً على مقربة من جبل الرماة والذي يعرف كما ذكرنا سابقاً باسم جبل عنين. في الواقع قتل في غزوة أحد عم الرسول محمد (ص) حمزة بن عبد المطلب، وذلك إثر ترك الرماة للجبل، فقام جيش قريش بإحاطته من الجهة الخلفيّة.

اقرأ أيضاً: أين يقع جبل طويق

فضل جبل أحد

إنّ لجبل أحد الذي يقع في المدينة المنوّرة فضل على المسلمين، لما يمثّل من أهميّة دينيّة. وقد قيل العديد من الأقوال في جبل أحد والأحاديث التي خلّدته، وخاصّة ما قيل عن هذا الجبل أنّه من جبال الجنة.

ما يقال عن جبل أحد

هناك العديد من الأقوال والأحاديث التي ذكر فيها جبل أحد الذي يقع في المدينة المنوّرة. ولعلّ أهمّها ما يلي:

  • أنس بن مالك: ذكر الصحابي أنس بن مالك عن الرسول (ص) أنّه قال عن جبل أحد: “هذا جَبلٌ يُحبّنا ونحبُّهُ”. وأيضاً: “أحد يحبّنا ونحبه، فإذا جئتموه فكلوا من شجره، ولو من عضاهه”. وهذا القول ورد أيضاً في الأوسط للطبراني.
  • ابن شبة: ذكر ابن شبة قول الرسول (ص): “أحد على باب من أبواب الجنة فإذا مررتم به فكلوا من شجره ولو من عضاهه”.
  • أبو عبس بن جبر: ذكر الصحابي أبو عبس بن جبر عن الرسول (ص) أنّه قاله: “جبلُ أحد يحبّنا ونحبّه وهو من جبال الجنّة”.
  • البخاري: ذكر البخاري من أحاديث أبي هريرة، أنّ الرسول (ص) قال: “من اتّبع جنازة مُسلمٍ إيماناً واحتساباً وكان معها حتّى يُصلّى عليها ويفرغ من دفنها، فإنّه يرجع من الأجر بقيراطين كلّ قيراط مثل أحد”.
  • أبو ذر الغفاري: كما ذكر أبي ذرّ الغفاري أنّه قد سمع الرسول (ص) يقول: “ما يسرُّني أن جبل أحد لي ذهباً أموت يوم أموت عندي دينار أو نصف دينارٍ، إلا لغريمٍ”.
  • زيد بن ثابت: قال زيد بن ثابت بأنّه سمع عن النبيّ (ص) قوله: ” لَوْ أَنَّ اللهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ، لَعَذَّبَهُمْ غَيْرَ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ، كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرًا مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ كَانَ لَكَ جَبَلُ أُحُدٍ، أَوْ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ، ذَهَبًا، أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، مَا قَبِلَهُ اللهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَأَنَّكَ إِنْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا، دَخَلْتَ النَّارَ”.

قصة اهتزاز جبل أحد

في موضوعنا أين يقع جبل أحد، نأتي على ذكر قصة جبل أحد. حيث ذكر الصحابي أنس بن مالك حادثة اهتزاز جبل أحد الذي يقع في المدينة المنوّرة، حيث قال أنّ الرسول (ص) صعد إلى جبل أحد وبصحبته كان كلّ من أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفّان، فرجف بهم جبل أحد واهتزّ، فقال النبيّ محمد (ص): “اثبت أُحُد، فإنّما عليك نبي، وصديق، وشهيدان”. والصديق هو أبو بكر، بينما الشهيدين على جبل أحد هما عمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان. والجدير بالذكر أنّ هذه الحادثة تعرف أيضاً بمعجزة جبل أحد.

اقرأ أيضاً: اين تقع جبال رضوى

جبل أحد في الشعر العربي

كثيراً ما تغنّى الشعراء وعلى مرّ العصور بجبل أحد الذي يقع في المدينة المنوّرة، وذلك نظراً لأهميّته عند المسلمين. وقد قيلت فيه أجمل القصائد، ومنها على سبيل المثال ما قاله الشاعر نفيلة بن عبد المدان الجرهمي:

فكم من حرة بين المصلى

إلى أحد إلى ما حاز ريم

إلى الجماء من خد أسيل

نقي اللون ليس به كلوم

كما قال الشاعر محمد بن عبد الملك الفقعسي:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

بسلع ولم تغلق علي دروب

وهل أحد باد لنا وكأنه

حصان أمام المقربات جنوب

يخب السراب الضحل بيني وبينه

فيبدو لعيني تارة ويغيب

وختاماً، قدّمنا في موضوعنا تعريفاً حول أين يقع جبل أحد ، وبعض الأحاديث عن هذا الجبل الأشم الذي ما اهتزّ إلى خشوعاً ورهبةً من مكوث النبيّ وصحبه فيه. إنّه الجبل الذي قيلت فيه العديد من الأحاديث الشريفة بالإضافة إلى الأقوال والقصائد التي خلّدته وخلّدت معجزته العظيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *