جدول المحتويات
الطاغوت هو كل ما عبد من دون الله وهو راض عن ماذا فعلى مدار التاريخ عبد البشر الكثير من الآلهة الوثنية التي اختلقوها بناء على أساطيرهم الحضارية أو أكاذيب الشيطان التي نشرها بينهم ليصدهم عن سبيل الله، ويخرجهم من النور إلى الظلمات، كما عبد البشر أيضًا الجن والصالحين والشياطين والملائكة ظنًا منهم أنهم سيقومون بحمايتهم أو تقريبهم من الله زلفى، لهذا أرسل الله تعالى رسله عليهم السلام بالإسلام والأديان السماوية ليهدي الناس إلى عبادة ربهم الحق.
الطاغوت هو كل ما عبد من دون الله وهو راض
إن الطاغوت هو كل ما عبده الإنسان غير الله تعالى وهو راض عن عبادته، وقد زاد العلماء قيد الرضا للتنبيه على أن بعض الناس قد يقوموا بعبادة غير الله تعالى من غير رضاه فحين ذلك لا يكون طاغوتًا حقيقيًا وإنما يكون طاغوتًا مجازيًا بالنسبة لهم لكونهم يعبدونه من دون الله لا بالنسبة لحقيقته التي هو عليها، وقد عرف العديد من علماء المسلمين معنى الطاغوت بشكل مفصل فقالوا:
- قال النووي: قال الليث بن سعد، وأبو عبيدة، والكسائي، وجماهير أهل اللغة: الطاغوت هو كل ما عبد من دون الله تعالى.
- قال ابن عطية: كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت، وهذه التسمية تسمية صحيحة في كل معبود يرضى ذلك كفرعون ونمرود وغيرهما، أما من لا يرضى ذلك كعزير وعيسى عليهما السلام، ومن لا يعقل كالأوثان فسميت طاغوتًا في حق العباد ويعد ذلك مجازًا، إذ هي بسبب الطاغوت الذي يأمر بذلك ويحسنه وهو الشيطان.
- وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي:والتحقيق أن كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت، والحظ الأكبر من ذلك للشيطان.
- قال ابن تيمية: الطاغوت فعلوت من الطغيان، والطغيان: مجاوزة الحد وهو الظلم والبغي، فالمعبود من دون الله إذا لم يكن كارهًا لذلك يعد طاغوت، ولهذا سمى النبي الأصنام طواغيت في الحديث الصحيح لما قال: و يتبع من يعبد الطواغيت الطواغيت، والمطاع في معصية الله، والمطاع في اتباع غير الهدى ودين الحق سواء أكان مقبولًا خبره المخالف لكتاب الله، أو مطاعًا أمره المخالف لأمر الله هو طاغوت.
- وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: والطواغيت كثيرة والمتبين لنا منهم خمسة: أولهم الشيطان، وثانيهم حاكم الجور، وثالثهم آكل الرشوة، ورابعهم من عُبد فرضي، وخامسهم العامل بغير علم.
- قال ابن القيم: الطاغوت كل ما تجاوز العبد به حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع.
شاهد أيضًا: من هم أصحاب الدرك الأسفل مِنَ النَّارِ
أمثلة لعبادة الطواغيت
يمكن للناس أن يعبدوا غير الله تعالى وهو غير راض عن عبادتهم وأقرب مثال لذلك عبادة بعض النصارى لسيدنا عيسى بن مريم عليه السلام حيث يعبدونه وهو غير راض عن ذلك، لهذا تسمى عبادتهم له طاغوت مجازًا على الرغم من أنه هو نفسه ليس طاغوتًا لأنه ينكر عبادتهم له من دون الله.
يمكن للناس أيضًا أن يعبدوا الطاغوت من دون الله وهو راض عن عبادتهم له عندها يسمى المعبود نفسه طاغوتًا، وقد ذكر في التاريخ العديد من الطواغيت مثل فرعون وقارون والنمرود والشيطان وسواهم.
تشريع القوانين التي تخالف الشريعة
يعد تشريع القوانين التي تحل الحرام وتحرم الحلال كفرًا وعبادة للطاغوت ولو كان ذلك بدون استحلالها، وقد قال عن ذلك علماء المسلمين:
- قال ابن تيمية: الإنسان متى حلل الحرام – المجمع عليه – أو حرم الحلال – المجمع عليه – أو بدل الشرع – المجمع عليه – كان كافرًا مرتدًا باتفاق الفقهاء.
- قال ابن كثير: فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الطاغوت وقدمه عليه؟ من تحاكم إلى الطاغوت فقد كفر بإجماع المسلمين.
وفي النهاية نكون قد عرفنا أن الطاغوت هو كل ما عبد من دون الله وهو راض عن عبادته فلا ينجي الإنسان من أهوال يوم القيامة إلا إيمانه بالله وعبادته له حق عبادته، أما من يؤمنون بالطاغوت ويتحاكمون له فقد خسروا الدين والآخرة ولن يغني عنهم ضرًا ولا نفعًا من الله الواحد القهار.