بحث عن الخرائط الذهنية
جدول المحتويات
بحث عن الخرائط الذهنية، من الأبحاث المهمّة التي قد تُطلب من الطلاب في الجامعات، والخرائط الذهنية هي من وسائل التعليم والتدريس الحديثة، فعملية التدريس تحتاج إلى تطوير دائم، حتّى تواكب تغيرات العصر، فقد أصبح التعليم يحتاج عددًا من المهارات التي لا بدّ من اكتسابها لمعلّمي المستقبل، وذلك قبل شروعهم بعلمية التعليم، حيث لم تعد هذه المهنةَ مهنةَ من لا مهنة له كما كان في الماضي، بل أصبحت مهنة عريقة وأساسًا لكلّ المهن كالهندسة والطبّ والمحاماة وغير ذلك، وفي هذا المقال سنتحدث عن الخرائد الذهنية التي تعدّ واحدةً من أساليب التعليم الحديثة.
مقدمة بحث عن الخرائط الذهنية
سنتحدّث في بحثنا هذا عن الخرائط الذهنية، وهي واحدة من وسائل ربط الأفكار والتي أصبحت كواحدة من وسائل التعليم الحديثة، والتي وصفها المفكرون في أبحاثهم وكتاباتهم، وسنتعرّف على مؤسسها وعى خطوات رسمها، وكيف أصبحت تستخدم في مجال التعليم، كما سنتعرف على سلبيات استخدام الخرائط الذهنية وفوائدها.
شاهد أيضًا: خريطة ذهنية فارغة للكتابة عليها
بحث عن الخرائط الذهنية
سندرج فيما يأتي بحثًا عن الخرائط الذهنية:
مفهوم الخريطة الذهنيّة
وهي عبارة عن أسلوب لربط المعلومات والأفكار بطريقة تسهّل فهمها وتذكرها ويعدّ العالم البريطاني Buzan من أوائل المفكّرين الذي تحدّثوا عن الخارطة الذهنيّة، وقد وصفها كثيراً في أبحاثه وكتاباته وعرّفها بأكثر من طريقة وبيّنها بأكثر من أسلوب، وكتعريف شامل للخارطة الذهنية كما تحدّث عنها بوزان فهي طريقة بسيطة لربط الأفكار والمفاهيم من خلال تحفيز القدرة على التخيّل والتصوّر عبر التعبير عن الأفكار برسومات وأشكال وعبارات مترابطة معاً بنمط مركزيّ يرسم فيه الفكرة العامة في المركز وتتفرّع الأفكار الثانوية من المركز بشكل يشبه لدرجةٍ كبيرةٍ الخليّة العصبيّة التي تتكوّن من جسم الخلية في المركز وتتفرّع منها الامتدادات العصبية على أطرافها، وهو أسلوبٌ رسوميّ يستخدم الأشكال والألوان ويركّز على مخاطبة الحس البصري وتحفيز الخلايا المخية للتعبير عن الأفكار والمعلومات ورسمها على الورق كما يرسمها الدماغ في الذاكرة ومن هنا جاءت تسميتها بالخرائط الذهنية، وقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث فعالية الخرائط الذهنية في عمليتي التعليم والتعلّم على حدٍ سواء، وتستخدمها الكثير من المدارس والجامعات حول العالم لتبسيط الأفكار وإيصال المعلومات وتبسيط المفاهيم.[1]
مؤسّس الخريطة الذهنيّة
يعدّ العالم توني بوزان هو المؤسس والمخترع للخرائط الذهنية وهو الذي وضع مبادئها الفكرية وأسسها العلمية وهو مفكّر وعالم بريطاني ولد عام 1942 يُعرف بأستاذ الذاكرة وهو ذو تاريخ حافل بالإنجازات والمؤلّفات والكتابات في علم الذاكرة والعقل وكتبه تحتلّ الصدارة من حيث الكتب الأكثر مبيعاً في هذا المجال حيث بيعت في الكثير من بلدان العالم وترجمت إلى أكثر من 30 لغة. ألّف بوزان وشارك في تأليف 82 كتاباً مختلفاً منها كتاب خرائط العقل والذي يتحدّث فيه عن الخرائط الذهنية وكتاب استخدم عقلك وكتاب تحكّم في ذاكرتك، فضلاً عن أنّه إعلامي مشهور ومقدّم برامج تلفزيونية وإذاعية ذاع صيته في جميع أنحاء العالم ومن برامجه الناجحة على قناة ال BBC برنامج استخدم عقلك Use your brain وسلسلة العقل المنفتح على ITV وغيرها، كما كان رائداً في مجال البطولات العالمية في الرياضيات الذهنية واستخدام الذاكرة وهو واضع أسس أولمبياد الألعاب الذهنية العالمية، أسّس بوزان نادي استخدم عقلك Use your brain ومؤسسة Brain trust charity إضافةً لكونه رئيس مؤسسة Brain foundation. ويعمل بوزان مستشار للعديد من الحكومات والمنظمات منها General Motors وIBM ومحاضر في الكثير من المدارس والجامعات ومتحدّث في المحافل الدولية، وقد صُنّف بأنّه صاحب أعلى “حاصل ذكاء إبداعي” في العالم.[2]
خطوات إعداد الخريطة الذهنيّة
الخريطة الذهنية عبارة عن كتابات ورسومات وأشكال تعبّر عن الأفكار وتربط بينها بطريقة منظمّة ولا يوجد معيار محدد لرسم الخريطة الذهنية حيث يمكن لكل إنسان أن يرسم الخريطة الذهنية بالشكل الذي يراه مناسباً ولكن على سبيل التعميم لا التخصيص سنبيّن كيفية رسم الخريطة الذهنية من منظور مؤسسها العالم بوزان بعد أن نتعرّف على متطلبات رسمها:[3]
متطلبات رسم الخريطة الذهنية
وفقا للعالم بوزان فإننا نحتاج لرسم خريطة ذهنية ما يأتي:
- ورقة بيضاء اللون مقاس A4
- أقلام ملونة.
- موضوع.
- خيال إبداعي.
- أشكال وصور ورسومات.
طريقة رسم الخريطة الذهنية كما بينها العالم بوزان
فيما يأتي طريقة رسم الخريطة الذهنية وفق العالم بوزان:
- باستخدام ورقةٍ بيضاء A4 يتم ثني أطرافها الأربعة والانطلاق في الرسم من مركز هذه الورقة لتوضع الفكرة العامة أو الرئيسية في المركز بحيث يكون هناك مساحة كافية من جميع الأطراف لرسم الأفكار الفرعية وربطها، تماماً مثل شكل الخلية العصبية.
- يتم تمثيل الفكرة الرئيسية بأحد الأشكال أو الألوان أو الصور المعبرة التي تحفّز التفكير وتساعد على استخدام العقل والخيال.
- يفضل استخدام الألوان المختلفة للتعبير عن الأفكار وتصنيفها لأن الألوان تعطي انطباعاً مريحاً للعقل ومتعةً في التفكير والتأمّل.
- انطلاقاً من الفكرة الرئيسية المتمركزة في منتصف الصفحة البيضاء يتم رسم الخطوط الجانبية في عدة اتجاهات للوصول إلى المستوى الثاني من الأفكار الفرعية ثم الثالث وهكذا.
- رسم الوصلات والروابط بين الفكرة الرئيسية والأفكار الفرعية بشكل يسهل على الدماغ فهمها وتصورها وتذكرها بسهولة.
- لا يفضل جعل الخطوط مستقيمة بل متعرجة لأن الخطوط المتعرجة أكثر جاذبية بالنسبة للعين وأكثر متعة للعقل.
- استخدام الكلمات والمفردات لتوضيح الأفكار الرئيسية والفرعية في كل مستوى.
- التعبير باستخدام الصور والرسومات، لأن الصور والرسومات تحمل دلالات ذات معنى أكثر بكثير من التي تحملها المفردات والعبارات.
الأدوات المساعدة المستخدمة في رسم الخرائط الذهنية
وهي مجموعة من الأدوات التعبيرية التي يمكن استخدامها أثناء رسم الخريطة الذهنية والتي تجعلها أكثر وضوحا وأعمق تخيلاً وأغنى بالمعاني، ومن هذه الأدوات نذكر:
- الخطوط: تستخدم للربط بين الأفكار المختلفة ويمكن أن تكون خطوط مائلة أو مستقيمة، مستمرة أو متقطعة.
- الأسهم: وهي ما يميز الخطوط سابقة الذكر عن بعضها من حيث اتجاه السهم فقد يكون سهم ذو اتجاه واحد أو ذو اتجاهين أو متعدد الاتجاهات، وتستخدم لربط الأفكار وتمييز علاقاتها مع بعض من حيث تابعية الأفكار لبعضها كتابعيّة الأفكار الفرعية للفكرة الرئيسية.
- الرموز: تستخدم لتوضيح المعاني وإعطاء الدلالات المختلفة، ويوجد العديد منها مثل النجوم والأقواس وعلامات الاستفهام وإشارات التعجّب وغيرها.
- الأشكال الهندسية: مثل المربعات والمثلثات والمستطيلات والدوائر وغيرها، وتستخدم أيضاً للتوضيح وتحفيز الخيال كما تستخدم لتصنيف الأفكار في مستويات كأن يتم التعبير عن كل مستوى من الأفكار بشكل هندسي موحّد.
- الأشكال الإبداعية: وهي الرسومات أو الأشكال التي تحمل دلالات معينة أو الخطوط المزخرفة وغيرها.
- الصور: تعد من أكثر الأدوات أهمية لأنها تحمل معاني أكثر بكثير من المعاني والدلالات التي تحملها التعابير الكتابية وتمتلك قدرة أكبر على توضيح الأفكار وتحفيز العقل وتنشيط الخيال.
شاهد أيضًا: أحد البرامج التي تمكننا من إنشاء الخرائط الذهنية
استخدام الخرائط الذهنية في مجال التعليم
يمكن استخدام الخرائط الذهنية في عمليتيّ التعليم والتعلّم على حدٍّ سواء، فمن ناحية التعلّم، تساعد الخرائط الذهنية الطلاب على فهم الدروس وتلخيص أفكار عدة صفحات أو بحث كامل في ورقة واحدة تجمع فكرة البحث والأفكار الرئيسية المتفرعة منه ثم الأفكار الفرعية المنبثقة عن الأفكار الرئيسية، أما من الناحية التعليمية فهي تساعد المدرس أو المحاضر على تحضير الدروس وتلخيص الأفكار وترتيبها بطريقة تسهل شرحها وتقديمها وإيصالها إلى المتلقي، و يقوم العديد من المدرسين والمحاضرين على مستوى العالم بإعداد خريطة ذهنية شاملة للمقرر أو المنهاج تحوي عنوان المنهاج كفكرة رئيسية، وأسماء الأبحاث داخل المقرر كأفكار فرعية ثم تُصمّم خرائط ذهنية تخصّ كل بحث من الأبحاث على حدا وخرائط ذهنية تعبر عن الأفكار المختلفة المطروحة داخل ذلك المقرر ثم يتم تجميع هذه الخرائط بشكل ورقي توزع للطلاب أو تصمّم على شكل عرض تقديمي بمساعدة الحاسوب يستعين بها المحاضر في شرحه للطلاب على أجهزة الحاسوب أو من خلال أجهزة الإسقاط في الصفوف والمدرجات الدراسية، كما تعد الخرائط الذهنية وسيلة فعالة في تقييم مستوى الطلاب وإجراء الامتحانات والاختبارات إذا كان الهدف هو اختبار فهم الطلاب واستيعابهم حيث يتم تقديم السؤال على شكل خريطة ذهنية تحوي بعض الفراغات ويطلب إلى الطلاب في الامتحان ملء هذه الفراغات وهنا تظهر مواهب الطلاب الإبداعية وقدراتهم الكامنة على الفهم والتصور والتحليل وليس مجرد الحفظ والتذكر والنسيان.[3]
فوائد استخدام الخرائط الذهنية
سنذكر فيما يأتي مجموعة من فوائد استخدام الخرائط الذهنية:
- تحفيز التفكير وتنشيط قدرة الدماغ على الربط والتحليل والتصور وربط الأفكار وترتيبها وتذكرها.
- تنشيط الذاكرة وتقويتها لأن الخرائط الذهنية تحاكي الطريقة التي يقوم بها الدماغ لحفظ المعلومات داخل الذاكرة وترتيبها.
- شد الانتباه والمساعدة في التركيز وتسهيل قدرة الدماغ على الفهم والاستيعاب والانتقال من فكرة إلى أخرى واستيعابها بسلاسة.
- المساعدة على ترتيب الأفكار وتنظيمها بتسلسل واضح ومفهوم وإمكانية الربط بينها بعدة طرق وأشكال مختلفة.
- وسيلة مساعدة للمدرسين لتلخيص الأفكار وترتيبها في صورة واحدة تحوي جميع الأفكار التي سيتطرق إليها المحاضر خلال المحاضرة وتعطيه مرونة في الانتقال من فكرة إلى أخرى وتساعده في تقديم هذه الأفكار وشرحها بتسلسل واضح ومفهوم.
- وسيلة مساعدة للطلاب أثناء الدراسة تمكنهم من رسم وترتيب الأفكار بالطريقة التي تتناسب مع فهمهم واستيعابهم وتمكنهم من حفظها وتذكرها.
سلبيات استخدام الخريطة الذهنية
سندرج فيما يأتي سلبيات استخدام الخريطة الذهنية:
- لا يمكن تعميمها تعميما شاملا فالناس غير متساوون في مستوى التفكير والإبداع ولكل منهم طريقته في التعبير وذوقه المختلف المتعلق بالأشكال والألوان والتعابير وربط الأفكار.
- قد تحتوي الخريطة الذهنية على العديد من الأفكار والأشكال والروابط المتداخلة مما يجعلها معقدة في نظر الكثير من الناس فلا تعود تحقق الفائدة التي أوجدت من أجلها وهي التبسيط وتوضيح الأفكار.
- يتطلب رسم الخرائط الذهنية القيام بعملية العصف الذهني وهي عملية تجهد العقل وتسبب التعب الفكري.
شاهد أيضًا: شرح استراتيجيات التعلم النشط الجديدة
خاتمة بحث عن الخرائط الذهنية
في ختام بحثنا نكون قد تحدثنا عن كلّ كا يتعلّق بالخرائط الذهنية، التي أسسها العالم البريطاني Buzan، وتحدّث عنها في كتاباته وأبحاثه، لتصبح بعد ذلك من الوسائل التعليمية الحديثة، ونتمنى أن يكون البحث مفيدًا وملمًّا بالموضوع.
وهكذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا بحث عن الخرائط الذهنية، وأضفنا في المقال كلّ ما يتعلّق بالخرائط الذهنية من مؤسس الخرائط الذهنية، وخطوات إعداد لخرائط الذهنية وفوائدها وسلبيات استخدامها، كما تعرفنا على الأدوات التي تساعد على رسم الخريطة الذهنية.