بداية نوم النبي صلى الله عليه وسلم
جدول المحتويات
بداية نوم النبي صلى الله عليه وسلم ، هو عنوان هذا المقال، وفيه سيجد القارئُ بيان الوقتِ الذي كانَ ينامُ بهِ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- كما سيتمُّ بيان صفةَ نومهِ، وذكر بعضِ الأذكارِ التي كان يقولها النبيُّ قبل النومِ، مع ذكر الدليل الشرعي من السنة النبوية المطهرةِ على ذلك، كما سيتمُّ طرحُ سؤالٍ حول نومِ النبيِّ أثناء النهارِ وبيان الإجابة عليه مع الدليل من السنة النبوية المطهرة.
بداية نوم النبي صلى الله عليه وسلم
كان رسولُ اللهِ -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- ينامُ في أوَّلِ الليلِ، بعد أداء صلاةِ العشاءِ، ودليل ذلك ما رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- عندما سئلت عن نومِ رسول الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم حيث قالت: “كانَ يَنَامُ أَوَّلَهُ ويقومُ آخِرَهُ”،[1] وبناءً على ذلك فإنَّ بدايةَ نومِ النبيِّ كان بعد صلاةِ العشاءِ في أول الليل.[2]
شاهد أيضًا: كيفية الصلاة على النبي بطريقة صحيحة
صفة نوم النبي صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- إذا أرادَ النومَ نفضَ فراشهُ قبل الاضطجاعِ عليهِ، وقد أمر المسلمين بذلك حيث قال: ” إذا أوَى أحَدُكُمْ إلى فِراشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِراشَهُ بداخِلَةِ إزارِهِ”،[3][4] ثمَّ كان يضعُ يده تحت خدِّه ويقول: “اللَّهمَّ قِنِي عذابَك يومَ تبعَثُ عبادَك”، وكان ينامُ في أول الليلِ ثمَّ يستيقظُ في أول النصف الثاني من الليلِ، فبقومُ ثلث الليلِ، ثم ينام سدسه الباقي.[5]
شاهد أيضًا: متى تجب الصلاة على النبي
أذكار النبي صلى الله عليه وسلم عن النوم
ورد عن رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلم- عددًا من الأذكار التي كان يقولها قبل النوم، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقال سيتمُّ ذكر بعضها، وفيما يأتي ذلك:[6]
- النفثُ بالكفينِ بالمعوذاتِ الثلاث: ودليل ذلك ما رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: ” أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما، فَقَرَأَ فِيهِما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ”.[7]
- قراءة آية الكرسي: ودليل ذلك ما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: “إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبُكَ شيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ”.[8]
- قراءة آخر آيتين من سورة البقرة: ودليل ذلك قول رسول الله: “الآيَتانِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَن قَرَأَهُما في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ”.[9]
- قراءة سورة الإسراء والزمر: ودليل ذلك ما رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: “كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا ينامُ علَى فِراشِه حتَّى يقرأ بَني إسرائيلَ ، والزُّمَرِ”.
- قول باسمك اللهمَّ أموت وأحيا: وقد رُوي ذلك عن حذيفة بن اليمان حيث قال: ” كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أرَادَ أنْ يَنَامَ قالَ: باسْمِكَ اللَّهُمَّ أمُوتُ وأَحْيَا، وإذَا اسْتَيْقَظَ مِن مَنَامِهِ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيَانَا بَعْدَ ما أمَاتَنَا وإلَيْهِ النُّشُورُ”.
- التسبيح ثلاثًا وثلاثين مرة، والتحميد ثلاثًا وثلاثين مرة، والتكبير أربعًا وأربعين مرة: ودليل ذلك قول رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: “تُسَبِّحِينَ اللَّهَ عِنْدَ مَنَامِكِ ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وتَحْمَدِينَ اللَّهَ ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وتُكَبِّرِينَ اللَّهَ أرْبَعًا وثَلَاثِينَ”.
- قول اللهمَّ قني عذابك يوم تبعث عبادك: ودليل ذلك ما رُوي عن حفصة -رضي الله عنها- حيث قالت: “أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، كان إذا أراد أن يَرْقُدَ وضع يدَه اليمنى تحتَ خَدِّهِ ثم يقول : اللهم قِنِي عذابَك يوم تبعثُ عبادَك – ثلاثَ مِرارٍ”.
- قول: اللهم خلقت نفسي، وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية.
- قول: بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في الندي الأعلى.
- قول: اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم لا يهزم جندك ، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك.
شاهد أيضًا: أيهما أفضل الصلاة على النبي أم الاستغفار
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام في النهار
لقد كان ينامُ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أثناءَ النهارِ، بما يسمَّى بالقيلولةِ، وما يدلُّ على ذلك، ما رُوي عن فاطمةُ بنت قيس -رضي الله عنها- أنَّها قالت: قال رسول اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: “ولكنْ تميمٌ الداري أتاني فأخبرني خبرًا منعني القيلولةَ من الفرَحِ وقُرَّة العين”.[10]
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان بداية نوم النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي تمَّ فيه بيانُ وقتُ نومِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ- في الليلِ، كما تمَّ بيان صفةِ نومِه، وذكر الأذكار التي كان يقولها، وفي ختام هذا المقال تمَّ طرحُ سؤالٍ حول نومِ النبيِّ في النهارِ والإجابةَ عليه.