تاخير اخراج الزكاة عن وقت وجوبها لغير عذر

تاخير اخراج الزكاة

تاخير اخراج الزكاة عن وقت وجوبها لغير عذر من الأسئلة التي سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة وفي ظل ظروف معينة تصبح واجبة عينية على كل مسلم ويجب على الشخص الذي يفي بشروط الزكاة أن يدفعها فورًا دون تأخير وبيان تفاصيل هذا الحكم سيتم التعرف عليها فيما يأتي.

تاخير اخراج الزكاة عن وقت وجوبها لغير عذر

لا يجوز تأخير الزكاة إلى ما بعد رمضان، وفي فتاوى الشيخ ابن عثيمين: “الزكاة كغيرها من أعمال الخير تكون في الزمن الفاضل أفضل، لكن متى وجبت الزكاة وتم الحول وجب على الإنسان أن يخرجها ولا يؤخرها إلى رمضان، فلو كان حول ماله في رجب فإنه لا يؤخرها إلى رمضان، بل يؤديها في رجب، ولو كان يتم حولها في محرم فإنه يؤديها في محرم، ولا يؤخرها إلى رمضان، أما إذا كان حول الزكاة يتم في رمضان فإنه يخرجها في رمضان، وكذلك لو طرأت فاقة على المسلمين وأراد تقديمها قبل تمام الحول فلا بأس بذلك”.

أما إذا كانت الزكاة واجبة على المسلم ولا يمكن إخراجها لعدم وجود مال، ولا يمكن بيع ما لديه بثمن الزكاة فلا حرج في تأخير الزكاة لأنه لا يوجد تدفق نقدي.[1]

حكم تأخير الزكاة عن وقت وجوبها لعذر

وبعد أن تمت الإجابة على سؤال: تاخير اخراج الزكاة عن وقت وجوبها لغير عذر جدير بالذكر إلى إن الأصل في الزكاة أنها تخرج بعد سنة من اكتمال النصاب، في نفس اليوم الذي يقترب فيه العام، ولا تتأخر إذا توافرت الشروط وله أن يؤخر الزكاة في إخراجها لنفسه بشرط أن تكون صغيرة وليست كلها يقول يوسف القرضاوي: لا يجوز تأخير الزكاة بغير عذر وحاجة، ولهذا التأخير يكون إثمًا ويحمل تبعاته لأن الزكاة واجبة في الحال ولا يجوز لمن وجب عليه إخراج الزكاة أن يؤخرها وبما أنه حق للإنسان فقد وجه إليه طلب السداد ولا يجوز تأجيله مثل الوديعة إذا أراد المالك ذلك لأنه يؤجل ديونه مع إمكانية الأداء ويضمنها كوديعة.[1]

شاهد أيضًا: الفرق بين الصدقة والزكاة

كفارة تأخير زكاة المال

تأتي كفارة تأخير زكاة الفطر بثلاثة أمور لتخلص العبد المسلم من هذا الذنب: “الترك، والاستغفار، والتوبة” وهو حق واجب على الفقراء في مسؤولياتهم، ولا يسقط إلا بالدفع، فينبغي على من يؤخره دفعه، والاستغفار والتوبة من الله تعالى وكفارة تأخير زكاة الفطرة قبل وقتها، ينبغي أن يعلم أن إثم تأخير زكاة الفطرة متوقف على الأفضلية والنية والقدرة، فعلى من كان ضعيفًا أو ناسيًا أن يخرج زكاته حال تذكره.[2]

على من تجب الزكاة

كما بينا أنه لا يجوز تاخير اخراج الزكاة عن وقت وجوبها لغير عذر فقد ورد وجوب الزكاة على ثمانية أصناف في القرآن الكريم في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ)، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[3]

الفقراء والمساكين

الفقراء والمحتاجون هم الذين لا يجدون مؤهلاتهم، فيكون لدى الأغنياء ما يكفيهم ما يحتاجون إليه قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية لأنفسهم ولأطفالهم؛ وجود مال أكثر مما يلزم من غير أكل أو لبس أو شرب، وأما من لا يستطيع الوفاء بحاجته فهو فقير ويخرج من الزكاة، ولا فرق بينهما في الزكاة فرق بين الفقراء والمحتاجين، وقد وحدهم الله تعالى في آية الزكاة وبما أن بعض الفقراء هم من الفقراء والمساكين ممتنعون، فإن الأغنياء يظنون أنه ليس محتاجًا، فيعطون الزكاة بالقدر وبالشكل الذي يلبي حاجتهم يصرفه عن الحاجة إلى الكفاءة.

أصحاب الديون

قد تعددت أقوال الفقهاء في حكم ذلك، فورد عن المذهب الحنفي أن على الجميع نصاب وليس له نصاب أكثر من دينه، وقسمه الناس إلى قسمين أولاً: المدين لنفسه وهو، الزواج، الملابس، إلخ هو الشخص الذي اقترض لمصلحته وليس له ما يسدد دينه، وسبب الدين جائز وغير مقبول ويكون مديونًا في سبيل الخطيئة، وثانياً: لمنفعة المجتمع؛ حيث تعطى الزكاة له، ولو كان غنيًا، كمقترض لمصالحة الناس أو لاستضافة ضيوف.

جباة الزكاة

جباة الزكاة هم من يوظفهم الحاكم أو مرخص لهم من الدولة الإسلامية أو يختارونهم لتحصيل أموال الزكاة وتوزيعها على المستحقين حتى لو كان العامل غنيًا، فلا يجب أن تتجاوز الزكاة الثمن، فهذه وسائل الراحة مرتبطة بالعمل، وعلى الدولة أن تراقبها وتراقبها وتحاسبها العامل مسؤول عن المال الذي لديه، ويؤمن عليه إذا تكبد خسارة بسبب إهماله.

المؤلفة قلوبهم

المؤلفة قلوبهم، وهم أسياد مطيعون في قبيلتهم، ويُعطون الزكاة لصد شرهم أو تقوية إيمانهم، ويمكن أن يكون الموفق في قلوبهم مسلمًا أو غير مسلم وقد أُعطي لتقوية دينه، أو لنظيره غير المسلم، لأنهم: سيد قومه ضعاف الإرادة وينتظرون الإسلام من نظرائهم غير المسلمين وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الكفار أموال الزكاة لتصالح قلوبهم.

تحرير الرقاب

إن هذا النوع من الزكاة يمكن أن يعطيه لحفظ رقبته وإنقاذ نفسه وهذا رأي الجمهور ولا يجوز للمالكيين دفع الزكاة له ولا يجوز إخراج الزكاة لهم لإعطاء سبب للحرية بدون كتابة؛ ومثله في الأسر، الثاني: تحرير عبد مسلم، والفئة الثالثة: فدية الأسير من الأعداء، فيُنفقون على أعناق الناس: إنهم كتَّاب مسلمون لا يستطيعون أداء واجباتهم لذلك تُعطى كتابات لتحرير أنفسهم حتى لو كانت قوية وقادرة على الفوز.

ابن السبيل

إن ابن السبيل هو المسافر الذي انقطع عن مسقط رأسه وليس لديه المال للذهاب إلى مسقط رأسه، وهي من نوعين؛ أولاً: من انقطع سفره ولم يكن لديه ما يأخذه إلى بلدته، وثانياً: من كان في موطنه ويريد السفر في سبيل الطاعة والنفع وليس له مال على سبيل المثال: أي شخص يريد أداء فريضة الحج والعلاج ونحو ذلك، ويقطع سفره ولا يصل إلى وجهته إلا بالمال.

شاهد أيضًا: كيف اخرج زكاة المال وكم نصاب المال الواجب فيه الزكاة

أجبنا في هذا المقال على سؤال: تاخير اخراج الزكاة عن وقت وجوبها لغير عذر وتبّن أنّه لا يجوز تأخيرها على وجه العموم، ولكن إذا لم تكن للمسلم القدرة المالية على دفع الزكاة فلا حرج من تأجيل دفعها إلى أصحابها.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , حكم تأخير الزكاة عن وقت وجوبها لعدم وجود سيولة نقدية , 27/03/2024
  2. ^ binbaz.org.sa , binbaz.org.sa , 27/03/2024
  3. ^ سيد سابق (1977)، فقه السنة (الطبعة الثالثة)، بيروت - لبنان: دار الكتاب العربي، صفحة 383-384، جزء 1. بتصرّف , 27/03/2024