حكم اعطاء الخدم والعمال حقوقهم

حكم اعطاء الخدم والعمال حقوقهم

حكم اعطاء الخدم والعمال حقوقهم ، هو من الأحكام التي يجب أن ينتبه لها المسلمون خاصّة ممن كان لهم النفوذ والمال  حتى جُعل لهم خدمًا، أو كانوا مدراء على عمال وموظفين في شركة أو مصنع أو غير ذلك، فأكل حقوق العمال في الإسلام أمرٌ لا يستهان به، وسنعرف في هذا المقال الأحكام الشرعيّة المتعلقة بذلك.

تعامل النبيّ مع الخدم

قبل أن نعرف حكم اعطاء الخدم والعمال حقوقهم في الشريعة الإسلاميّة، من الجيد أن نعرض صورًا من تعامل النبيّ الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- مع الخدم،  فقد كان يعاملهم أفضل معاملة، ويقابل عملهم بالإحسان والثناء، وفي حال ارتكابهم لخطأ ما فقد كان رفيقًا لينًا معهم، وقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: ما ضربَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، خادمًا، ولا امرأةً قطُّ[1] كما جاء عن خادم النبي أنس بن مالك رضي الله عنه: “خدمتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عشرَ سنينَ، فما قال لي أُفٍّ قطُّ، وما قال لي لشيٍء لِمَ أفعلْهُ: ألا كنتَ فعلتَه؟ ولا لشيٍء فعلتُه: لِمَ فعلتَه؟[2]، كما أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم كان يوصي الصحابة الكرام بالإحسان للعمال والخدم وعدم بخسهم حقوقهم، والعفو عن زلاتهم وعدم توجيه الإساءة إليهم.

حكم اعطاء الخدم والعمال حقوقهم

في الحديث عن حكم اعطاء الخدم والعمال حقوقهم في الإسلام، فهو واجب ولازم، وذلك بنص حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه، ولم يعطه أجره[3]، ففي الحديث خصومة واضحة من الله تعالى ورسوله الكريم لأولئك الذي تسول لهم أنفسهم أن يأكلوا حقّ الأجير أو الخادم أو العامل، وتحريم واضح لأكل حقوقهم أو إذلالهم أو معاملتهم بقسوة وإجحاف، والله تعالى أعلم.[4]

حقوق الخدم والعمال في الإسلام

يعد معرفو حكم اعطاء الخدم والعمال حقوقهم، من الجيد ان نتعرف بعضًا من حقوقهم الذي أمر بها الإسلام، وهي كالآتي:[5]

  • يجب دفع أجورهم بسرعة دون تأجيل، على أن تتوافق هذه الأجرة مع العمل الذي قاموا به، فإن ظلمهم او التباطؤ في تأديته حقوقهم هو ظلم وإجحاف ولا يجوز، فالأجرة من حقهم، وهذا ما يأمر به الدين الإسلامي بأن يؤدى لكلّ ذي حقّ حقّه.
  • يجب معاملتهم بطريقة حسنة وعدم توجيه إيّ إساءة لهم مهما كانت كالضرب أو الشتم، فالإحسان إليهم يجعلهم مخلصين في عملهم ومحبين له ووفين لأصحابه.
  • يجب تكليفهم بالأعمال التي يقدرون على إنجازاها، وأن يكون لهم وقتٌ مخصص للراحة، فحرمانهم من الراحة يمتص طاقتهم، ويسبب في هلاك أجسادهم، وعدم قدرتهم على العمل وكسب الرزق، وهذا ظلم.
  • يجب الإنفاق عليهم بالإحسان والمعروف، وإعانتهم على قضاء حوائجهم بحسب الاستطاعة، والعفو عند إساءتهم.

وهكذا نكون قد تحدثنا عن تعامل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مع الخدم، وعرفنا حكم إعطائهم حقوقهم وفق الشريعة الإسلامية، كما عرضنا بعضًا من الحقوق التي لا بدّ من إعطائها للخدم والعمال وهي مما أمر بها دين الإسلام الحنيف.

المراجع

  1. ^ صحيح أبي داود , عائشة أم المؤمنين،الألباني،4786، حديث صحيح
  2. ^ صحيح الأدب المفرد , أنس بن مالك،الألباني،211،حديث صحيح
  3. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة،البخاري،2270، حديث صحيح
  4. ^ islamweb.net , حقوق الخدم في سنة النبي صلى الله عليه وسلم , 02-12-2020
  5. ^ alukah.net , حقوق الخادم في الإسلام , 02-12-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *