حكم التصوير الفوتوغرافي
جدول المحتويات
حكم التصوير الفوتوغرافي من الأحكام المعاصرة التي صدرت نتيجة التطور التكنولوجي الذي نعيش فيه،ففي ظل هذا التقدم أصبح التصوير الفوتوغرافي شبه أساسي في المناسبات والأفراح والأيام العادية أيضًا؛ لذا يتسائل الكثير من الناس حول رأي الإسلام بالتصوير الفوتوغرافي وموقفه منه، وفي هذا المقال سنشير إلى حكم التصوير الفوتوغرافي، وحكم التصوير بالجوال، وحكم التصوير الفوتوغرافي في الأعراس، وحكم العمل في مجال التصوير الفوتوغرافي.
حكم التصوير الفوتوغرافي
تضاربت آراء أهل العلم حول حكم التصوير الفوتوغرافي فمنهم من أشار بالإيجاز، ومنهم من نهى عنه بشكل قطعي، وفي ما يلي سنعرض الرأيين:
تحريم التصوير الفوتوغرافي
أشار بعض أهل العلم إلى أنَّ التصوير الفوتوغرافي محرّم وغير مباح، وهو غير جائز لغير ضرورة، فقد أكدوا على أنَّ التصوير الفوتوغرافي لا يختلف عن النقش أو التصوير باليد، والذي قد حرّمه الرسول-صلّى الله عليه وسلّم-في حديثه الشريف: ” إنَّ أشَدَّ النَّاسِ عَذابًا يَومَ القِيامَةِ المُصَوِّرُونَ“[1]، وعلى ذلك فقد أجمع بعض أهل العلم على تحريمه، ومنهم الشيخ الألباني والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن إبراهيم.
جواز التصوير الفوتوغرافي
أجاز بعض أهل العلم التصوير الفوتوغرافي،وأشاروا إلى أنَّه لا يدخل ضمن المحرّمات في نصوص الحديث الشريف، فهو مباح وجائز؛ لأنَّ النصوص التي حرّمت التصوير حرمته لأنَّه يحاكي المخلوقات الإلهية، ويحاول أن يضاهي عظمة الخالق لما فيها من تجسيد ناتج عن مخيّلة المصوّر، أما التصوير الفوتوغرافي فهو تصوير لخلق الله كما هو، دون أي محاكاة لذلك أو محاولة لمضاهاته فهو يعكس شكل المخلوق كما هو، فهو كحال المرآة، فلا مشكلة في استخدام التصوير الفوتوغرافي في المناسبات ولتوثيق المناظر الطبيعية الجميلة وغيرها على ألّا يوضععلى الحائط أو يعرض بشكل واضح، بل يحفظ في مكان غير مرئي وظاهر للجميع؛ وذلك لأنَّ الرسول-صلّى الله عليه وسلّم-نهى عن ذلك في حديثه الشريف عندما قال: “إنَّ المَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فيه صُورَةٌ” [2]، وعلى ذلك فإنَّ التصوير الفوتوغرافي مباح عند بعض أهل العلم الآخر ومنهم: الشيخ محمد العثيمين والشيخ محمد بن نجيب المطيعي.[3]
حكم التصوير بالجوال
إنَّ التصوير بالجوال يدخل مدخل التصوير الفوتوغرافي، فإنَّ التصوير بالجوال مباح ما لم يحتوي على صور غير لائقة ومحرّمة مثل صور لنساء يكشفن عن عوراتهن، أو صور لحفلات فيها اختلاط غير شرعي، أما ما يصوره المرء من صور عادية مثل الصور الشخصية أو الصور العائلية فهو جائز شرعًا.[4]
حكم التصوير الفوتوغرافي في الاعراس
يحب الكثير من الناس تصوير حفلات زفافهم والاحتفاظ بهذه الصور والفيديو من أجل الذكرى، ولاينتبه أغلبهم إلى حكم هذا الفعل، فالتصويرِ الفوتوغرافِي بحد ذاته هو نقطة خلاف عند أهل العلم، فكيف لنا أن نصور الحاضرين ضمن حفل الزفاف دون إذن منهم، أو دون الحصول على موافقتهم، فكثير من الناس لا يرغب بأن يتصور في مثل هذه التجمعات، وخصوصًا أنَّ بعضهم قد لا يرتدي لباس محتشم، أو يستر كل المفاتن، فعلى ذلك إنَّ التصوير في حفلات الزفاف هو أمر غير جائز، أما إذا كانت الصور هي صور شخصية ولا يظهر فيها أحد من الحضور دون إذنه، فهي تأخذ حكمُ التصويرِ الفوتوغرافِي في الإجازة والسماح.[5]
شاهد أيضًا: حكم التصوير بالجوال
حكم العمل في التصوير الفوتوغرافي
إنَّ العمل في مجال التصويرِ الفوتوغرافِي بحد ذاته هو عمل غير محرّم، ولكنّ هذا الحكم يقتصر على العمل ضمن الأمور المتاحة، فإذا كان العمل يتضمن تصوير أمور لا ريبة فيها ولا شك فهو مباح، أما إذا كان العمل يتضمن تصوير أشياء محرّمة وغير مباحة فهو محرّم وغير مباح، والله أعلم.[6]
إنَّ التقدم والتطور في عصرنا هذا سريع التقدم، ودائمًا مايسعى الإنسان لمواكبة هذا التقدم، فيكاد يخلو هذا العصر من شخص لا يحمل هاتفًا نقال يحوي على كميرا، ويصور الكثير من الصور من خلالها، فقد يتساءل بعض الناس عن وجهة نظر الإسلام إلى هذا الموضوع، وفي عذا المقال تعرفنا على حكمِ التصويرِ الفوتوغرافِي، وحكم التصوير بالجوال، وحكمِ التصويرِ الفوتوغرافِي في الأعراس، وحكم العمل في مجال التصوير الفوتوغرافي.