حكم التعري بين الزوجين … حكم التعري عند الجماع عند ابن عثيمين

حكم التعري بين الزوجين

حكم التعري بين الزوجين من الأحكام الفقهيّة التي يرغب فيها معرفتها من أكرمهم الله -تعالى- بالزّواج؛ تحصينًا لفرُوجهم، وابتغاءً لمرضاته-عزّ وجلّ-، والعلاقة الزوجيّة من أسمى العلاقات وأرقاها، ويجب على المُسلمين والمُسلمات أن يتّبعوا ما أمر الله به وينتهوا عن ما نهى الله عنه في تلك العلاقة؛ حتى يحظوا برضوان الله، وفيما يلي سنتعرّف على الحكم الشّرعيّ للتعرّي بين الزوجين.

حكم التعري بين الزوجين

لقد أباحت الشّريعة الإسلاميّة الغرّاء لكُلّ من الزّوجين الاستمتاع بالآخر، مهما كانت طريقة الاستمتاع هذه، ولكن بعيدًا عن الأُمُور التي نهت عنها الشّريعة الإسلاميّة كالجماع في الدّبُر أو الجماع حال الحيض، وأمّا ما عدا ذلك فجائزٌ، وقد انقسم الفقهاء إلى قسمين، قسمٌ: يرى أن التّعري بين الزّوجين إنّما هو أمرٌ مُباح، لأنّه لم يرد من القرآن الكريم أو السنّة النبويّة المُطهّرة تحريم التعرّي، وإن كان هناك أحاديث تقول ذلك؛ فأرجعوها إلى الضّعف، والفريق الآخر قال: بكراهية التّعري بين الزّوجين، ومن الأحاديث التي استدلّوا بها على كراهة التّعريّ، ما رواه أبو هُريرة-رضي الله عنه- قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-:”إذا أتى أحدُكم أهله فليستتر , فإنه إذا لم يستتر استحيت الملائكة فخرجت , فإذا كان بينهما ولد كان للشيطان فيه نصيب”، وقد رواه الطبرانيّ والبزّار وضعّفه.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الزواج من يهودية

التعري عند الجماع

إنّ علاقة الزّواج من أرقى العلاقات التي يُعايشها المرء، فهي علاقة إنسانيّة سامية، وقد وضف القُرآن الكريم تلك العلاقة، فقال-تعالى-:” هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنّ..”، وهذا إن دلّ فإنّه يدُل على سُمُوّ تلك العلاقة، فلقُربهما هُما كاللّباس لبعضهما البعض، وقد اختلف الفقهاء في حكم التّعري أثناء الجماع أو قبله، وخلُصت آراؤهم إلى رأيين، رأي الجمهور (الشّافعيّة والحنفيّة والمالكيّة) قالوا: بجواز التّعري وعدم الاستتار بين الزّوجين؛ لأنها علاقة شرعيّة، وأباحت الشّريعة لهما الاستمتاع ببعضهما البعض، وأما الحنابلة فقالوا: بكراهة التعرّي بين الزّوحين، ولكلّ منهما أدلة على ذلك، فأما المُجيزين؛ فاستدلوا بحديث: بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : قلت : يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : ( احفظ عورتك إلا من زوجتك , أو ما ملكت يمينك ) قلت : يا رسول الله , أرأيت إن كان القوم بعضهم من بعض ؟ قال : ( إن استطعت ألا تريها أحدا فلا ترينها ) قلت : يا رسول الله , فإن كان أحدنا خاليا , قال : ( فالله أحق أن يستحيا منه من الناس ) .[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز شرب حليب الزوجة

حكم التعري عند الجماع لابن عثيمين

ابن عُثيمين من العلماء  الذين يُرجع إليهم في الأحكام الشرعية وغيرها، وقد قال الشيخ ابن عثيمين” إنّ من السُّنّة عند الجماع ان يلفظ المرء بـ:” بـسم الله، اللهمّ جنّبنا الشّيطان، وجنّب الشّيطان ما رزقتنا”، وأما ما قاله في التّعري، فقد قال: إنّ بعض أهل العلم قد قال بكراهة التّعري عند الجماع، وأفتى بأنه إذا حدث تعريًّا؛ فلا حرج، واستدلّ بقول الله -سبحانه وتعالى-:”وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ^ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ”.[3]

شاهد أيضًا: حكم تقبيل الزوجة من الفم في نهار رمضان

هل يجوز للزوجين النوم عاريان

لقد أباحت الشّريعة الإسلاميّة الغرّاء لكُلٍّ من الزّوجين الاستمتاع بالآخر ما دام أن هذا الأمر سيكون تحصينًا لفُرُوجهم، وسيكونون أبعد عن ما يُغضب الله -تعالى- إذا ما فعلوه، وعلى ذلك فيجوز لهما النوم عاريان؛ حتى يتمكّ، كلٌّ منهما بالاستمتاع بالآخر، كما يجوز لهما المُداعبة والمُلاطفة، ما دام كان ذلك بعيدًا عن الأُمُور التي نهت عنها الشّريعة.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على حكم التعري بين الزوجين ، وما الحُكم الشرعيّ للزوج والزوجة إذا ما ناما وهما عرايا، وما رأي ابن عثيمين في مسالة التعرّي عند الجماع، وما رأي جمهور الفقهاء، وما الأدلة التي استند عليها المُجيزون للتعرّي، وما أدلة من قال بكراهة التّعرّي، وحكم التعري عند الجماع.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , حكم التعري بين الزوجين , 8/6/2021
  2. ^ islamweb.net , التعري بين الزوجين , 8/6/2021
  3. ^ binothaimeen.net , التعري بين الزوجين عند ابن عثيمين , 8/6/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *