حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن

حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن

حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن؛ حيث إنه هناك بعض الحالات التي يمكن للزوجة أن تبقى فيها في بيت زوجها بعد الطلاق البائن، لأن الطلاق البائن بينونة كبرى يعتبر طلاقاً لا رجعة فيه إلا بعد زواج الزوجة من رجل آخر، وفي مقالنا الآتي في موقع محتويات سوف نتعرفّ على بعض أحكام الطلاق، وفيما إذا تستطيع المرأة البقاء في بيت زوجها بعد طلاقها طلاقًا بائنًا؟

حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن

لا يجوز بقاء الزوجة مع زوجها الذي طلّقها طلاقًا بائنًا في نفس البيت إلا إذا كان هناك قسم منفصل من البيت منفرد ومستقل وله مرافقه جميعها من المطبخ والحمام وغرف النوم، وكذلك يكون للبيت مدخل ومخرج منفصلان عن بعضهما، بحث لا يرى الزوج زوجته، ولا يتعامل معها بشكل مباشر أو غير مباشر، ولا يجوز أن تبقى المرأة المطلقة طلاقًا بائنًا من زوجها أو أن تجلس معه في نفس الغرفة إلا إذا وجد هناك مَحرم حتى لا يحصل هناك الخلوة المحرّمة بينهما.[1]

شاهد أيضًا: شروط العقد الجديد بعد الطلاق

حكم معاشرة الزوجة بعد الطلاق البائن

لا يجوز للزوج معاشرة زوجته بعد وقوع الطلاق البائن بينونة كبرى، وإذا حصل الجماع بعد الطلاق البائن، فإنه يعدّ زنا ولا يعتبر جماعًا حلالاً ولا شرعيًّا، ويعد من كبائر الذنوب التي يعاقب عليها العبد، وفي هذه الحالة يجب على الطرفين المرأة والرجل المسارعة بالاستغفار والتوبة الصادقة إلى الله تعالى وعدم العودة إلى مثل هذا الأمر أبدًا، وقال الشيخ ابن عثيمين في ذلك:[2]

’’أنه لا يجوز معاشرة الزوجة متى حصل الطلاق البائن، لأن الزوجة في هذه الحالة تعتبر أجنبيّة عن زوجها، ولا يجوز معاشرتها بأي حال من الأحوال، وإن فعل الرجل ذلك فهذا يعتبر زنا، وعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر عن ذنبه وفعلته‘‘.

شاهد أيضًا: كيف اعرف ان الطلاق خير لي

هل يجوز معاشرة الزوجة في فترة العدة

هي مسألة اختلف فيها العلماء، وكان لهم عدّة آراء فيما يخص وطء الزوجة وهي في العدّة، فإن كان بنيّة الرجل إرجاع زوجته ولأجل ذلك وطئها يختلف في حكمه فيمن وطئ زوجته دون نيته إرجاعها، وتفصيل الحكم كما يلي:[3]

رأي المالكية

اشترط هؤلاء أن يكون الزوج بنيته إرجاع زوجته عند وطئها وهي في العدّة، فعندهم أن الفعل يدل على ما يريده الزوج بنفسه، فإنه لم يطأها إلا وبنيته إرجاعها، فكان القيام بالوطء في العدة دليلاً على رجعة الزوجة إلى زوجها.

رأي الشافعية

قالوا: أن رجوع الزوجة لزوجها لا يكون عن طريق وطئها في فترة العدّة، بل يجب على الرجل متى أراد إرجاع زوجته إلى عصمته أن يكون ذلك في القول، والمرأة لا ترجع إلى زوجها إذا حصل جماع بينهما في فترة العدّة، لأن الجماع لم يحصل معه نيّة الإرجاع.

رأي الحنابلة

قال الحنابلة: أن وطء الزوجة في فترة العدّة يعني إرجاعها لزوجها، فإن رجوع الزوجة لزوجها تصح بالوطء سواءً كان ينوي الزوج إرجاعها أم لا، ودليلهم على هذه الفتوى أن فترة العدّة هي فترة مراجعة للنفس، ولكن متى انتهت العدّة فلا رجعة لها ويصبح وطئها زنا، فإذا وطئها في العدّة فهي تعود إليه.

شاهد أيضًا: من ألفاظ الطلاق الصريحة

هل يمكن إرجاع الزوجة بعد صدور وثيقة الطلاق البائن

لا يجوز إرجاع الزوجة بعد تطليقها ثلاث مرات طلاقًا بائنًا بينونة كبرى، وبعد صدور وثيقة الطلاق من المحكمة إلا في حالة تزوّجت الزوجة رجلاً آخر غير زوجها، وبشرط أن يكون هذا الزواج شرعياً غير مشروط بأن تحلّ هي لزوجها وبعد فترة يتم تطليقها وتعود لزوجها الأول، فهذا الزواج من أجل تحليل الزوجة هو زوج محرّم شرعًا، ويشترط لزواج الزوجة بعد طلاقها من زوجها حتى تعود أن يدخل بها الزوج الثاني، فيتوفى عنها أو يطلقها وتنتهي العدة، ثم إن أراد يعيدها زوجها الأول إلى عصمته، لذا لا يمكن إرجاع الزوجة بعد الطلاق البائن، وبعد صدور الأمر القضائي من المحكمة؛ لأنها تصبح أجنبية عن الزوج، ولا تحلّ له إلا في الحالة التي ذكرناها سابقًا.[4]

شاهد أيضًا: كم مدة صدور صك الطلاق

الرجوع بعد الطلاق البائن بينونة صغرى

يجوز رجوع الزوجة لزوجها بعد الطلاق البائن بينونة صغرى، والطلاق البائن بينونة صغرى هو الطلاق الذي يقع على المرأة بعد وطئها، ويكون إما طلقة واحدة أو طلقتين يجوز إرجاع الزوجة فيهما، وأما الطلاق البائن بينونة كبرى وهو طلاق الزوج لزوجته ثلاث طلقات، هذا يعتبر الطلاق الغير رجعي، بحيث لا يمكن للرجل إرجاع زوجته بعد هذا الطلاق إلا بعد زواجها والدخول بها من رجل آخر، وعدة المرأة التي يأتيها الحيض ثلاث حيضات متتاليات، وأما عدّة المرأة الآيسة هي ثلاثة أشهر، وفي حال قام الرجل بتطليق زوجته في فترة الحيض أو في فترة النفاس، أو خلال فترة ظهر قام بمجامعتها فيه، فإن الطلاق لا يقع في هذه الحالة.[5]

شاهد أيضًا: الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن

حكم من زنى بطليقته

الزنا بالطليقة هو مجامعة الرجل لزوجته التي طلّقها طلاقًا بائنًا لا يمكن الرجوع عنه، وهو كبيرة من الكبائر الموجبة لغضب الله تعالى وسخطه، فالمطلقة متى ما طلقها زوجها الطلاق البائن تصبح أجنبيّة عنه لا تحلّ له، وأما إن كان قد طلّقها ما دون الثلاث طلقات فيجوز الرجوع لها ولكن في عقد جديد، فمتى ما حدث الجماع بين الرجل وزوجته التي طلّقها ما دون الثلاث طلقات، فتكون قد رجعت له في هذه الحالة، وأما في حال وطئها وهو مطلّقها طلاق بائن بينونة كبرى، فهذا يعتبر زنا، ويعد مثله مثل النا بأي امرأة أخرى، لأن الزوجة تصبح غريبة عن زوجها وغير محللة له، ومن زنا بزوجته بعد طلاقه منها طلاقًا بائنًا وجب عليه الاستغفار والتوبة عن ذنبه، وعمل الطاعات والصدقات التي تمحو ذنبه الذي ارتكبه.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز ارجاع الزوجه بعد الطلقه الاولى بدون علمها

هل يحق للزوج إخراج زوجته من بيتها بعد الطلاق

إذا كان الزوج قد طلّق زوجته طلاقًا رجعيا فلا يحق للزوج إخراجها من بيتها وهي في فترة العدة، وعليها أن تعتدّ في بيت الزوجية، ولا تغادره بمجرد طلاقها من زوجها، كذلك يحرّم على الزوج طرد زوجته التي طلقها طلاقًا رجعيًا من بيتها، وقد جعل الله تعالى الحكمة من ذلك أن يكون هناك وسيلة وفرصة لتقارب الزوجين ولم الشمل من جديد، حتى ترجع الحياة إلى طبيعتها التي كانت عليها قبل الطلاق، وقد كان السبب في تشريع الله تعالى للعدة من أجل أن يكون هناك فرصة للزوج للتراجع عن قرار الطلاق خلال فترة العدة.[7]

في الختام نكون قد تعرفنا على حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن حيث بيّنا الحكم الشرعي لهذا الأمر، وتعرفنا على حكم معاشرة الزوجة بعد الطلاق البائن، كذلك تعرفنا على هل يجوز معاشرة الزوجة في فترة العدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *