حكم بيع السلم وما هي شروطه وأركانه
جدول المحتويات
حكم بيع السلم من أكثر الأمور التي يتساءل عن حكمها وجوازها في الاسلام بكثرة وهو بيع السلم، والمقصود ببيع السلم أي أن يقوم المسلم ببيع شيء ما تم وصفه في الذمة إلى وقت معروف بشرط أن يتم تسليم الثمن بعدها أو ما نطلق عليه الآن الدين، وفي موضوعنا اليوم سنجيب عن كل ما يتعلق ببيع السلم من الكتاب والسنة النبوية.
حكم بيع السلم
لقد أقر القرآن الكريم والسنة بمشروعية بيع السلم، وبيع السلم يقصد به بيع شيء في أجل معلوم بشرط تسليم المبلغ المتفق عليه ثم يتم تسليمه حينها في وقت معلوم من جميع الأطراف، فهو نوع بيع من أنواع البيع الشرعية التي قد تم ذكرها في القرآن الكريم والتأكيد على جوازها وصحتها في قوله تعالي { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ…} [البقرة:282].
وقد اسلف الرسول صلي الله عليه وسلم في موضوع السلف أو الدين بين الأفراد، فقدم عليه الصلاة والسلام إلى المدينة وكان سكانها حينها يسلفون التمور بينهم بالسنين والثلاث سنوات، فقال فيهم: ” من أسلف في شيء، ففي كيل معلوم ، ووزن معلوم، إلى أجل معلوم” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وقد تم تحديد شروط خاصة ببيع السلم إن تم الالتزام بها من قبل الاطراف القائمين عليه سيكون من التجارة التي أحلها الله ولا عيب فيها، إما أن تم إدخال بيع السلم بداية لقرض بفائدة أو الربا وزيادة المال المطلوب في الشيء فيكون حينها إثم كبير على المتفقين عليه غير ما يتم الإعلان عنه الآن وأن يستطيع البائع أن يقوم بتسليم الشيء دون أن يرتبط بمزرعة أو ما شابه.[1]
شاهد أيضًا: حكم بيع الكالئ بالكالئ
ما هو بيع السلم
كلمة السلم في اللغة العربية تعني السلف، أي تقديم ما يتم تسليمه قبل الحصول على الثمن أو العكس، وفي الشرع يتم تعريف بيع السلم بأنه عقد بين أفراد يؤجل فيه ثمن الشيء المتعاقد عليه إلى أجل معروف وهو في باب البيوع في الشرع، وقسم المعاملات في الفقه، وقد تم تسميته ببيع السلم في الفقه على أن يكون المبلغ المتفق عليه في مجلس العقد مسلمًا، وتسميته بالسلف لأن يقدم ثمنه.
ومن صور بيع السلم مثلًا أن يأتي شخص إلى شخص آخر يعمل مزارعًا فيقول له إنه سيعطيه مبلغًا من المال حالًا مقابل أن يعطيه مقدارًا معين من هذا الزرع حين ينمو في وقت معين من موسم الحصاد المقبل، فقد وافق على هذا العرض وأخذ منه مبلغ المال المحدد في نفس المرة، ففي الوقت الذي قد حددوه عليه إن يعطيه ما اتفقوا عليه بنفس الوصف و المقدار المحدد المتفق عليه وهكذا يكون بيع السلم قد تم، وتتعدد صور بيع السلم بواسطة عدة مصادر وهي كالتالي:
- البنوك الإسلامية.
- عن طريق التمويل.
- أو من خلال السلعة.
- المصارف الإسلامية.
- الذمة، السلم الموازي وعقد السلم.[2]
الحكمة من مشروعية بيع السلم
لقد جاءت الموافقة الإلهية وجواز بيع السلم في الدين الإسلامي لكي تسهل على الناس أداء مصالحهم وإنجاز معاملاتهم وعدم إضاعة حقوقهم دون عقد أو إثبات، وتخفيفًا لأعباء الحياة الاقتصادية.
فمثلًا صاحب المزرعة يقوم بوضع كل أمواله ونقوده في الزرع واحيائه وربما لا يجد الأموال بعدها لصلاح هذا الزرع أو إكمال زرعه أو شراء متطلباته ومتطلبات الأيدي العاملة عنده، فكيف ينتظر حتى موسم الحصاد.
فإن البائع يستفيد من وصوله للأموال ومسبقًا وسد احتياجاته طوال الزرع والمشتري يستفيد من الشراء ربما بسعر أقل من سعر الحصاد، وهكذا تكون عمت الاستفادة على الجميع.
شاهد أيضًا: حكم البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني
اركان وشروط بيع السلم
لبيع السلم أركان محددة ومعلومة في الشريعة الإسلامية وهي:
- رأس المال.
- السلعة (المسلم فيه ).
- المسلّم.
- والمستلم.
كما توجد بعض الشروط والأركان لكي يكون بيع السلم صحيح، ولكل ركن من أركانه شروط خاصة بها سنوضحها فيما يلي:
- شروط صحة بيع السلم: إن يكون الشيء معروف جنسه وقدره ووصفه واجله ومكان مجلس العقد الخاص به.
- شروط رأس المال: يجب أن يكون رأس المال الخاص ببيع السلم معروف جنسه سواء كان بالدولار أو الدينار وهكذا، ومعروف مقداره بالضبط، ومعروف نوعه، وأن يتم تسليمه في الوقت الذي تم عليه الاتفاق بالضبط دون تأخير أو تأجيل من البائع.
- وشروط السلعة أو الشيء المتفق عليه “المسلم فيه”: تسليمها في زمن معين، بجانب إن يعرف كل منهم جنس السلعة ونوعها ووصفها وإلا تحتوي على أي نوع من الربا حتي ربا الفضل.[3]
كيف يصح بيع السلم مع انه بيع لما ليس عنده
هناك اختلاف شاسع بين بيع السلم المحلل في العقيدة الإسلامية وبيع ما ليس عندك، فيمكنك إن تقوم باتفاق مع أحد على سلعة معينة تم وصفها في الذمة وأنت قادر علي تسليمها وهي تم تأجيلها إلى أجل معلوم مسلمة الثمن في نفس مجلس العقد، وهذا جائز لا عيب فيه.
أما إن تتفق على ساعة معينة ليست موجودة أو مملوكة لديك عند تسجيل العقد وإنما تقوم بشرائها بعدها فإن هذا باطل ومحرم، وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم في هذا الصدد : “لا تبع ما ليس عندك”.[4]
متى لا يصح بيع السلم
لقد اتفق الفقهاء معًا على عدم جواز بيع السلم علي الإطلاق إن كان المسلم لم يقبض أولًا لما هو موجود في ذمته للبائع: وهو الاستبدال أو عدم الرضا عن المسلم فيه” أو لغير البائع، فيجب في بيع السلم إن يلتزم كل طرف بما هو موجود ومسجل في مجلس العقد كم حيث وصف البضاعة وحجمها ونوعها وسعرها وكل ما يتعلق بها بالصمت الذي تك تسليمه مسبقا.
والى هنا نكون قد انتهينا من مقالنا اليوم الذي تحدثنا فيه عن حكم بيع السلم في الإسلام وتعرفنا عليه وسبب تسميته والنص القرآني الوارد في جوازه وشروطه وأركانه لكي يعلم جميع المسلمين أنه أمرًا مشروع في الإسلام.