حكم تقبيل الحجر الأسود
حكم تقبيل الحجر الأسود ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الحجرَ الأسودَ هو حجرٌ من الجنةِ، وهو أشدُّ بياضًا من اللبنِ، لكنَّ خطايا بني آدم هي التي سودته، لكمن ما حكم تقبيلِ الحجرِ الأسودِ؟ وما الحكمة من تقبيلِه؟ وهل هناكَ ردًا على الشبهةِ التي لا تفرِّق بين مشروعية تقبلِيه وبين عبادةِ الأوثانِ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيتمُّ الإجابة عليها في هذا المقال.
حكم تقبيل الحجر الأسود
يشرع للمسلمِ تقبيل الحجرِ الأسود بعض الطواف، وما يدلُّ على ذلك الأثر الوارد عن الصحابيِّ الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حيث قال: “وَاللَّهِ، إنِّي لأُقَبِّلُكَ، وإنِّي أَعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ، وَأنَّكَ لا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَبَّلَكَ ما قَبَّلْتُكَ”،[1] وكذلك ذهب بعض أهل العلمِ إلى أنَّ يُباح للمسلمِ تقبيله بغير الطواف.[2]
شاهد أيضًا: الذي وضع الحجر الاسود في مكانه بعد سقوط الكعبة
الحكمة من تقبيل الحجر الأسود
إنَّ الحكمة من مشروعيةِ تقبيلِ الحجرِ الأسودِ هي العبادةُ المحضةُ لله -عزَّ وجلَّ- وأنَّ في ذلك تعظيمًا لشعائر الله تعالى، وقد قال الله تعالى في كتابه المجيد: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ}،[3] كما أنَّ في تقبيلِ الحجرِ الأسودِ اتباعًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- واقتداءً به.[4]
شاهد أيضًا: من هو أول صحابي استلم الحجر الأسود
شبهة حول تقبيل الحجر الأسود
هناكَ من يعتقد أنَّ مشروعيةِ تقبيلِ الحجرِ الأسودِ، إنَّما هو دليلٌ على جوازِ تقبيلِ الأضرحة، كما أنَّ هناك من يعتقد أنَّ الإسلامَ ليس دينًا سماويًا؛ إذ أنَّ في تقبيلِ الحجرِ الأسودِ تقبيلًا لوثنٍ لا يضرُّ ولا ينفع، وهذا بالطبعِ كلامًا باطلًا، وفيما يأتي بيان الردِّ عليه:[5]
- أنَّ تقبيلَ الحجرِ الأسودِ مشروعٌ وقد فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمرنا باتباع هديه حيث قال: “خذوا عنِّي مناسِكَكم”.[6]
- أنَّ تقبيل الأضرحةِ فيهِ غلوٌ للأموات، وقد نهى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن الغلوِّ، حيث قال: “وإيَّاكم والغلوَّ في الدِّين، فإنَّما أَهلَكَ من كان قبلَكمُ الغلوُّ في الدِّينِ”.[7]
- أنَّ عبَّاد الأوثان يعتقدون أنَّ أصنامهم تضرُّ وتنفع، بينما المسلمونَ يعلمون علمَ اليقينَ أنَّ الحجرَ الأسودَ لا يضرُّ ولا ينفع، ودليل ذلك قول عمر بن الخطاب: “وإنِّي أَعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ، وَأنَّكَ لا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ”.[8]
- أنَّ عبَّاد الأوثانَ يعبدونَ هذه الأوثانَ، بينما المسلمونَ لا يعبدون إلَّا الله، ويقبِّلونَ الحجرَ الأسودَ عبادةً لله وحده.
شاهد أيضًا: اسم يطلق على الحجر الاسود
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان حكم تقبيل الحجر الأسود وفيهِ تمَّ بيان مشروعية ذلك، كما تمَّ بيان الحكمةِ من مشروعيةِ تقبيله، وفي ختام هذا المقال تمَّ ذكرُ شبهةٍ حولَ تقبيلَ الحجرِ الأسودِ، ثمَّ بيان الردِّ عليها بشيءٍ من التفصيل.