جدول المحتويات
حكم ستر العورة عند قضاء الحاجة هو أحد الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية التي لا بدَّ من بيانها وتوضيحها، حيث أنَّ ستر العورة بشكل عام هو أمرٌ اهتمت به الشريعة الإسلامية، وبيَّنت أحكامه بشكل واضح وجلي، كما شملت هذه الأحكام كل من الرجل والمرأة، ومن خلال سطور هذا المقال سنُعرِّف بستر العورة في الإسلام، كما سنذكر حكم ستر العورة عند قضاء الحاجة، وحكم ستر العورة عند الخلوة.
ستر العورة
إنَّ ستر العورة هو أمرٌ مفروض على كل المُسلمين، إلَّا أنَّ ذلك يختلف بين الرجل والمرأة، فإنَّ عورة المرأة هي سائر بدنها ووجها وشعرها، ولا يجوز لها ن تُظهر شيء من ذلك أمام الرجال الأجانب، إلَّا أنَّ ذلك يختلف بوجود محارمها، حيث لا حرج عليها بإظهار شيء من زينتها أمامهم، أمَّا عورة الرجل الواجب عليه سترها هي من السرة إلى الركبة، حيث يجب عله أن يُغطي هذا الجزء من جسده بغطاء سفيق غير شفاف لا يُظهر شيء مما تحته، فإذا زاد على ذلك في الستر كأن يستر بطنه وظهره فإنَّ ذلك أستر وأكمل، والله أعلم.[1]
حكم ستر العورة عند قضاء الحاجة
يجب على الإنسان ستر العورة عند قضاء الحاجة عن أعين الناس، حيث أنَّ الاستتار عند قضاء الحاجة والسعي لعدم إظهار أي جزء من العورة أمام الناس هو أمرٌ واجب على المرء، وقد كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حريصًا على ستر عورته في أثناء قضاء الحاجة، حيث ورد ذلك في حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أنَّه فال: “وكانَ أحَبَّ ما اسْتَتَرَ به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِحَاجَتِهِ“[2]، أمَّا حكم الكشف عن العورة بهدف قضاء الحاجة أو الاستحمام مع مُراعاة التَّستر من أعين الناس فو أمرٌ لا حرج فيه أو ضرر، فهو ضرورة لا شكَّ في الحاجة إليها، والله أعلم.[3]
حكم ستر العورة في الخلوة
إنَّ ستر الإنسان لعورته هو أمرٌ واجب وذلك بإجماع جمهور الفقهاء، حيث أنَّ ستر العورة ضروري ما لم يكن هناك حاجة تدفع الإنسان إلى كشف العورة مثل قضاء الحاجة أو الاستحمام، أمَّا في حال انتهت هذه الحاجة فإنّ الأفضل هو ستر العورة، حيث أنَّه يجب على الإنسان في الخلوة أيضًا ستر عورته، وقد ورد دليل ذل في حديث معاوية بن حيدة القشيري أنّضه قال: “قلت يا رسولَ اللهِ عوراتُنَا ما نأتِي منها وما نذرُ قال احفظْ عورتكَ إلا من زوجتكَ أو مما ملكتْ يمينكَ فقال الرجلُ يكون مع الرجلِ إن استطعتَ أن لا يَراها أحدٌ فافْعَل قلتُ والرجلُ يكون خاليًا قال فاللهُ أحقّ أن يُسْتَحيا منهُ“[4]، والله أعلم.[5]
آداب دخول الخلاء في الإسلام
بيَّن الدين الإسلامي الآداب العامة التي يجب على الإنسان مُراعاتها عند دخول الخلاء وقضاء الحاجة، ومن أهم هذه الآداب نذكر:[6]
- قول ذكر دخول الخلاء قبل الدخول وهو : “اللهم إني أعوذ بك من الخبُث والخبائث” عند الدخول.
- عدم استقبال القبلة عند قضاء الحاجة أو استدبارها، بل يجب التشريق أو التغريب.
- الابتعاد عن مهب الريح عند قضاء الحاجة.
- الابتعاد عن الكلام والتحدث مع الآخرين أثناء قضاء الحاجة.
- عدم الاستنجاء أو مس الذكر باليد اليُمنى وتنزيهها عن القذارة.
- الابتعاد عن قضاء الحاجة في الماء أو في طريق سالك.
- الابتعاد عن قضاء الحاجة في مكان الوضوء أو الاستحمام.
- عدم قضاء الحاجة داخل المسجد.
- ستر العورة من أعين الناس.
- الاستجمار بشكل وتري، وعدم الاستجمار بالروث أو بالعظام.
- قول الذكر عند الخروج من قضاء الحاجة، وهو أن يقول: “غُفرانك”.
- تطهير اليدين وغسلها بشكل جيد بعد الخروج من الخلاء.
شاهد أيضًا: حكم البعد عن اعين الناس عند قضاء الحاجه .. ملخص أحكام قضاء الحاجة
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلط الضوء على التعريف بستر العورة في الإسلام وبيَّن حدود عورة كل من الرجل والمرأة، كما وضَّح حكم ستر العورة عند قضاء الحاجة ، وحكم ستر العورة أثناء الخلوة مع الذات، بالإضافة إلى ذكر وتوضيح أبرز التعليمات والآداب العامة التي يجب على المُسلم مُراعاتها عند دخول الخلاء وقضاء الحاجة.
المراجع
- ^ binbaz.org.sa , كيفية ستر المسلم لجسده , 24/10/2021
- ^ صحيح مسلم , عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، مسلم، 342، صحيح.
- ^ alukah.net , حفظ العورات والسوءات من أعين الجن والإنس , 24/10/2021
- ^ سنن الترمذي , معاوية بن حيدة القشيري، الترمذي، 2769، حسن.
- ^ islamweb.net , حكم ستر العورة في الحمام وفي الخلوة , 24/10/2021
- ^ alukah.net , آداب الخلاء في الإسلام , 24/10/2021