حكم وقوف المستاذن بجانب الباب

حكم وقوف المستاذن بجانب الباب هو أحد الأحكام الشرعية التي تهم المسلمين، فقد بُني دين الإسلام على مكارم الأخلاق ومراعاة حقوق الناس وخصوصياتهم، فنزلت العديد من الأحكام والنصوص الشرعية التي تعلّم كيفية مراعاة مشاعر الآخرين وأداء الحقوق، ومن واجب كلّ مسلم اتّباع التعليمات والأحكام التي وصّى بها الإسلام، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على آداب الاستئذان في الإسلام وأهميتها.

آداب الاستئذان

إنّ البيت هو المأوى الذي يرجع إليه الإنسان بعد ساعات العمل والتعب، وقد يكون في حالٍ لا يرغب أن يراه الناس به في بيته، وقد راعى دين الإسلام خصوصية الناس، وأمر المسلمين باحترام خصوصيات بعضهم، ومن أهم الآداب التي حثّ عليها الإسلام هي آداب الاستئذان وهي:[1]

• الاستئذان: فقد وصّى الإسلام على الاستئذان، وحثّ على عدم الدخول إذا لم يأذن أهل البيت بذلك، وقال تعالى في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا”[2].
• السلام: أن يقول المستأذن السلام عليكم عند الدخول، فقد قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لخادمه عندما استأذن على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو في بيتٍ فقال ألِجُ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم له: “اخرُجْ إلى هذا فعلِّمْه الاستئذانَ، فقل له: قلْ: السلامُ عليكم أأدخُلُ ؟ فسَمِعَه الرجلُ, فقال: السلامُ عليكم ، أأدخُلُ ؟ فأذن له النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فدخل”[3].
• الاستئذان ثلاثًا: وذلك بأن يستأذن المرء ثلاث مرّات فإن لم يؤذن له فعليه بالرجوع، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف: ” إذا استأذنَ أحدُكم ثلاثًا فلم يُؤذنُ لَه فلْيرجِعْ”[4].
• التعريف بنفسه: فيقول اسمه عند السؤال عن ذلك، ولا يقول كلمة أنا فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-يكرهها، وقد ورد ذلك في حديثه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: “أتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدقَقْتُ البابَ فقال: مَن ذا؟ فقُلْتُ: أنا فقال: أنا أنا -مرَّتَيْنِ- كأنَّه كرِهه”[5].
• عدم الوقوف مواجهًا للباب: فلا يقف بوجهه أمام الباب، بل يقف على يمين الباب أو يساره فذلك فيه ستر لأهل البيت.
• عدم الإلحاح: فإنّ الإلحاح في طرق الباب من الأمور الغير مرغوبة، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: “وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ”[6].
• الاستئذان على المحارم: ويتمثل ذلك بالاستئذان من الأب أو الأم أو الأخت قبل الدخول، ودليل ذلك وارد في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الوارد عن عطاء بن يسار: ” أنَّ رجلًا سأل النبيَّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – فقال: أَستأذنُ على أُمّي؟ فقال: نعمْ، فقال الرجلُ: إني معها في البيتِ، فاستأذِنْ عليها، فقال الرجلُ : إني خادمُها ؟ فاستأذنْ عليها ؛ أتحبُّ أن تراها عُريانةً؟ قال: لا، قال: فاستأذِنْ عليهَا”[7].
• استئذان الأطفال: أي غير البالغين، فإنَّ الاستئذان واجبٌ على كلّ الناس سواء أكانوا صغارًا أم كبارًا.
• السلام قبل الكلام: فقد وصّى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالبدء أولًا بالسلام، قبل البدء بالأحاديث والأسئلة، وقال في حديثه الشريف: ” السلامُ قبلَ السُّؤالِ ، فمَنْ بدأكُمْ بالسُّؤالِ قبلَ السلامِ فلا تُجِيبُوهُ”[8].

شاهد أيضًا: تعليم اداب الطعام للاطفال بالتفصيل

حكم وقوف المستاذن بجانب الباب

إنَّ حكم وقوف المستأذن بجانب الباب هو جائز، فمن الواجب على المستأذن أن يقف على يمين الباب أو يساره وعدم وقوفه أمام الباب بوجهه مباشرةً، كما أنّه من المكروه تخفي الشخص أو اختباءه خلف جدار أو خلف درج أو ما شابه ذلك؛ لأنّه من حق الإنسان معرفة الشخص الذي يطرق بابه وهويته، كما يجب على المستأذن التعريف بنفسه بالاسم عند السؤال عن هويته، أمّا عن الأبواب الحديثة التي تحوي على فتحة زجاجية فلا بأس في الوقوف أمامها لتمكّن صاحب البيت من معرفة هوية الشخص، والوقوف يكون على شكل يستطيع صاحب البيت معرفته مع مراعاة عدم مواجهة الباب بوجهه مباشرة.[9]

شاهد أيضًا: ما هي اداب الاستماع

أهمية الاستئذان في الإسلام

أولى دين الإسلام أهمية لحقوق الإنسان وخصوصياته، وأمر المسلمين بمراعاة حقوق بعضهم البعض؛ وذلك لما لآداب الاستئذان من أهمية، وتظهر أهمية هذه الآداب في النقاط التالية:[10]

• تحمي حُرمة البيوت وخصوصياتها، وتساعد في حماية أمور الإنسان الشخصية من أن تكون عُرضة للآخرين من الناس.
• تحمي عورات المسلمين وتساعد في عدم جعلها عُرضة للانتهاك.
• تجعل المجتمع أكثر عِفّة وطهارة، وذلك من خلال حمية الأعراض.
• يعمل الاستئذان على مراعاة مشاعر الإنسان فقد يستحي الإنسان أن يظهر بشكله التلقائي والطبيعي أمام الناس، فيراعي الاستئذان مشاعر الإنسان من هذه الناحية.
• يساعد الاستئذان الشخص في ترتيب منزله وإبعاد ما لا يريد للآخرين رؤيته في منزله من بقايا طعام وغيره.
• إنّ الاستئذان يعطي للإنسان فرصة لستر عورته أو لبس لباس لائق لاستقبال الضيوف في حال لم يكن على هيئة حسنة.
• يراعي الاستئذان خصوصيات الإنسان في كلّ الفئات العمرية، فإنّ الاستئذان واجب عند الدخول على كل الأشخاص مهما كان عمرهم.

شاهد أيضًا: هل هناك اخلاقيات واداب واضحة للحوار البناء في الاسلام ؟

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي وضّح حكم وقوف المستاذن بجانب الباب، كما وضّح لنا أبرز الآداب التي يجب على المسلم مراعاتها عند الاستئذان، كما بيّن لنا أهمية الاستئذان  في الإسلام.