سن الاضحية من الضان

سن الاضحية من الضان من المعلومات الشرعية التي يجب على المُضحّي وكذلك بائعها أن يكونا على بيّنةٍ واضحةٍ منها، وذلك لأن الأضحية لا تصحّ إذا خالفت السن الشرعيّ الذي حددته الشريعة الإسلامية، فعليهما أن يحتاطا من ذلك، وأن يكون عالمين بسنّها؛ حتى يستطيعا أن يُفرّقا بين ما يُمكن ذبحه وما لم يُمكن، وفيما يلي سنتعرّف عبر موقع محتويات على السن اللازم للأضحية.
تعريف الأضحية
يبدأ النحر بعد صلاة عيد الأضحى، ويتسمرّ حتى آخر أيّام التّشريق، ويوم العيد يُسمى يوم النّحر أي اليوم الذي ينحر فيه المسلمون أضاحيهم، والأضحية هي اسم لما يُذبح، هذا في تعريف اللغة العربية للأضحية، وأما تعريفها في اصطلاح أهل العلم، فهي: اسم لما يذبح من بهيمة الأنعام من يوم العيد حتى آخر أيام التّشريق؛ تقرُّبًا إلى الله سبحانه وتعالى، ولا شكّ في أن الأُضحية من أعظم القُرُبات التي بها يتقرّب العيدُ من ربّه، وبها تُرفع درجات العباد، وتشهد الأحبة يوم القيامة لمن ضحّى بها، وهي من شعائر الله الذي قال فيها” ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”، وعلى المُضحّي أن يُضحّي بعد صلاة العيد؛ فبذلك يُصيب السنة وما عليه الأمة، وإن ضحّى قبل صلاة العيد فهي لنفسه، أي أنها تُعدّ من قبيل الصّدقات.
شاهد أيضًا: هل يجوز أن أضحي عن والدي المتوفي
سن الاضحية من الضان
حدّدت الشّريعة الإسلاميّة سنًّا مُعيّنًا للأُضحية، ويختلف السنّ باختلف نوعها، فأمّا الجذع من الضأن اختلف الفقهاء في سنّة، فقال الحنفية والحنابلة بأنّه ما أتمّ الستّ أشهر، وأمّا المالكيّة والشّافعيّة، فقيل: إنّه ما أتمّ السّنة، وأمّا المُسنّة من المعز، فقيل: إنّها ما بلغت السّنتين عند الشّافعيّة، وأمّا الحنفيّة والمالكية والحنابلة؛ فقد قالوا بأنها هي التي أتمّت سنةً، وأمّا المسنة من البقر، فعند المالكية ما أتمّت ثلاث سنوات، وعند الحنفيّة والشّافعيّ’ والحنابلة ما أتمّت سنتين، وأما المسنة من الإبل فهي ما أتمّت الخمس سنوات عند جمهور الفقهاء.[1]
شاهد أيضًا: حكم ذبح الاضحية في الليل
لماذا شرعت الأضحية
لقد شُرعت التضحية لمقاصد جليلة وغايات نبيلة، ولعلّ من أفضل تلك المقاصد والغايات: إنّ الأضحية تُعدّ مقصدًا من المقاصد الرّئيسة التي بها يشكُر العبد المُسلم من خلالها على أنه وهبه نعمة الحياة، كما أن فيها استنانًا بسُنّة الأنبياء السّابقين، ألا وهي سنة الذبح عند الخليل إبراهيم عليه السّلام، فقد أُمر من ربّه في المنام أن يقوم بذبح ابنه الوحيد، فما كان منهما إلا أن أقرّا وخضعا لأمر ربّ العالمين، كما أن فيها توسعةً على أهل البيت وعلى الأسرة وعلى الأقارب وعلى كلّ من حوله، فقد تكون حالة من حوله ضعيفة لا يستطيعون أن يجلبوا الطّعام وغيره، فجُعلت الأضحية تيسيرًا على هؤلاء المُتعسّرين، كما أن في استغلالًا لبهيمة الأنعام التي جُعلت في خدمة الإنسان.
شاهد أيضًا: ما حكم من لا يضحي في العيد
شروط الأضحية
اشتُرط في الأضحية شروط لا بُد وأن تتوافر في المذبوح؛ حتى يُطلق عليها أُضحية، ومن أهمّ تلك الشّروط: أن تكون الأُضحية من بهيمة الأنعام، وبهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم، وأن تكون موافقة للسن المعتبرة المشروعة، فقد وُضع لكُل نوع من تلك الأنواع سنًّا معيّن، إذا ما خُولف السنّ؛ فقد الأجر، وأن تكون خاليةً من العيوب الشرعية، بل عليه أن يُضحّيَ بأفضل الموجود، وأن يُنوي المُضحّي الذبح لأجل التضحية لا لأجل غيره، وأن يُراعي وقت الأضحية، وغيرها من الأمور التي أوجبتها الشريعة الإسلامية على المُضحّي.
ومن خلال هذا المقال يمكننا التعرف على سن الاضحية من الضان ، وما هو تعريف الأضحية في اللغة، وفي اصطلاح جمهور العلماء، وما الحكمة التي من أجلها شرع الله تعالى الأضحية، وهل فيها تشبّبهًا بسُنّة الخليل إبراهيم التي فعلها مع ابنه، وما هي الشروط التي لا تصلح الأضحية إلا بها، وماذا لو فقدت الأضحية إحدى تلك الشروط المذكورة، وهل الأضحية من شعائر الله أم لا.