كم مدة حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم
جدول المحتويات
كم مدة حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ؟ سؤال من الأسئلة المتداولة بين المسلمين عمومًا، فلا شكَّ في أن الفترة التي عقبت وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هي من الفترات المهمة في تاريخ الدعوة الإسلامية وانتشار الإسلام، وإنّ معرفة الخلفاء الراشدين وفترات حكمهم و مدّتها هي من الأمور التي تساعد المسلمين على فهم تاريخهم الإسلامي، وإنَّ الخلفاء الراشدين في أعمالهم وفضائلهم يشكلون قدوة حسنة لكلّ مسلم، وفي هذا المقال سنقوم بشرح توضيحي للخلفاء الراشدين وذكرهم بالترتيب، ومدّة حكم كلّ منهم، وبعضًا من فضائلهم.
الخلفاء الراشدين بالترتيب
الخلفاء الراشدين هم من تولّوا أمور المسلمين وحكمهم بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهم أربعة أبو بكرالصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وهم من خيرة صحابة رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- وكلّهم من الصحابة المبشرين بالجنة، وقد وصى رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- باتّباع سننهم وتعليماتهم، وقد جعل من سننهم مرجعًا للمسلمين من بعده، وقد قال -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف: “إنَّهُ مَن يعِشْ منْكم بعدي فسيَرى اختِلافًا كثيرًا فعليكُم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المَهديِّينَ من بعدي تمسَّكوا بِها وعضُّوا عليها بالنَّواجذِ وإيَّاكم ومُحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”[1]، وفيما يلي سنقدّم موجزًا عن حياة الخلفاء الراشدين الأربعة بالترتيب.
أبو بكر الصديق
هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي الملقب بأبي بكر الصديق، ولد في عام 51 قبل الهجرة، هو أول الخلفاء الراشدين، وأول المؤمنين برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الرجال، وصاحب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الهجرة إلى المدينة المنورة، وقد أطلق عليه اسم الصديق لأنه صدق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حادثة الإسراء والمعراج، كما أطلق عليه لقب العتيق؛ لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال له: “يا أبا بكر، أنت عتيق الله من النار“، وهو من خيرة الرجال في قريش قبل الإسلام، ومن أغنيائهم، وهو ممّن منع الخمر عن نفسه من قبل نزول الإسلام وفي زمن الجاهلية، وقد شهد الكثير من الوقائع والغزوات مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وقدّم نفسه وماله وكلّ ما يملك فداءً للإسلام والمسلمين، في عهد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وبعد وفاته.
عمر بن الخطاب
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى العدوي القرشي أبو حفص، أطلق عليه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لقب الفاروق، لشدّة عدله وإنصافه، هو ثاني الخلفاء الراشدين وأول من لقّب بأمير المؤمنين، أسلم قبل الهجرة بخمس سنين، وكان من الرجال الأشداء الأقوياء أولو العزم والعزيمة، شهد الكثير من المعارك مع النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وكان له الكثير من المواقف الحكيمة في الإسلام في عهد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وبعد وفاته، وهو أول قاضٍ في الإسلام، فقد تمّ تعيينه من قبل أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وقد شهد عصر خلافته الكثير من الانجازات التي ساهمت في ازدهار الدولة الإسلامية، ومن هذه الانجازات أنّه حارب المرتدين واسترجع سبايا المسلمين من النساء منهم، جعل دارًا للطحين والدقيق ووضع فيها التمور والدقيق وما يُحتاج إليه، أضاف إلى الدراهم التي نُقش عليها نقش الكسراوية كلمة الحمد لله، وجعل بيت مال المسلمين، وقد تمّ فتح الشام والعراق والقدس ومصر في عهده.
عثمان بن عفان
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي الأموي القرشي أبو عبد الله وأبو عمرو، ثالث الخلفاء الراشدين، ولد في مكة وأسلم بعد البعثة بوقت قليل ويُذكر أنه كان من أغنياء قريش وشرفائهم، كان من أشد رجال المسلمين علمًا، وله الفضل في جمع القرآن الكريم في مصحف واحد وذلك بمساعدة من الصحابة الحافظين للقرآن الكريم رضي الله عنهم جميعًا، روى وأكثر عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، كما روى عنه عددًا من الصحابة، اشتهر عصر خلافته بكثرة الفتوحات الإسلامية، فقد عمل على فتح كل من أرمينية وأذربيجان وإفريقية كما بدأ بغزو الروم وفتح قبرص وبعث لفتح الأندلس، وفكر في فتح القسطنطينية واقتحام أوروبا، فقد شهد له التاريخ بأنّه من أكثر الفاتحين في الإسلام.
علي بن أبي طالب
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو الحسن، رابع الخلفاء الراشدين، وابن عم النبي صلّى الله عليه وسلّم، وصهره زوج ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، ترعرع حول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ونشأ في حجره، فكبُر على أخلاق الرسول وسنّته، كان من الفصحاء والخطباء والعلماء فكان عالمًا في الدين والفتوى، روى عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، كما روى عنه أولاده الحسن والحسين ومحمد وابن الحنفية، وقد نشأت بعض الفتن بين المسلمين في عهده نتيجةً لمقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وحدثت في عهده واقعة الجمل.[2]
شاهد أيضًا: من المعارك التي حدثت في عهد الخلفاء الراشدين
كم مدة حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم
اختلفت مدّة حكم كل من الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- وتفاوتت، فكانت بالمجمل فترة الخلفاء الراشدين كلّها ثلاثون عامًا، وفيما يلي سنوضح المدة التي حكم فيها كلّ منهم على حدى:[3]
- أبو بكر الصديق: بلغت مدّة حكم أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنتين وثلاثة أشهر وثلاث عشر يومًا، بعد أن بويع للخلافة يوم وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وتوفي عن عمر يناهز الثلاث وستين عامًا، وقضاها في نصرة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- والدين ونشر الإسلام.
- عمر بن الخطاب: بلغت مدّة حكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه عشر سنين وست شهور، وقد مات وعمره ثلاث وستين عامًا، فقتل على يد أبو لؤلؤة فيروز عندما خرج لصلاة الفجر، فبعد أن اعتدل صفوف المصلين طعنه ثلاث طعنات كما طعن عددًا من المسلمين ثم طعن نفسه، وقد شهد المسلمون في عهد عمر بن الخطاب، انتشار العدل والانصاف والخير.
- عثمان بن عفان: بلغت مدّة حكم عثمان بن عفان رضي الله عنه اثنا عشر عامًا إلّا يومًا، فقد تمّ قتله عل يد جماعة من السفهاء والذين أرادوا نشر الفتنة بين المسلمين، فقد كثُر الطعن والقتل على يد تلك الجماعات في تلك الفترة، وقد توفي عن عمر يناهز اثنان وثمانون عامًا، بعد أن شهد عصر خلافته الكثير من الفتوحات الإسلامية الي ساهمت في نشر الإسلام وتوسيع الدولة الإسلامية.
- علي بن أبي طالب: بلغت مدّة حكم علي بن أبي طالب رضي الله عنه أربع سنين وتسعة أشهر، وقد قُتل على يد فرق الضلالة الذين تآمروا على قتله، فقاموا بذلك في ليلة السابع عشر من رمضان في عام أربعين للهجرة، فعند خروج أمير المؤمنين لصلاة الفجر قام ابن الملجم بضربه في السيف على جبهته، وكان عمره حين وفاته ثلاث وستين سنة.
شاهد ايضًا: من المدن التي بناها المسلمون في عهد الخلفاء الراشدين
خامس الخلفاء الراشدين
إنَّ خامس الخلفاء الراشدين هو الحسن بن علي رضي الله عنه، وقد ثبُت ذلك في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” الخلافةُ في أمّتي ثلاثونَ سنةً ، ثم مُلكٌ بعد ذلكَ”[3]، ولا شكَّ في عدل كل من معاوية وعمر بن عبد العزيز، ولا عيب في لفظ الملك أو إنقاص للإيمان، فقد كان سليمان ملكًا، كما قال ابن تيمية في الموضوع المتعلق بخامس الخلفاء الراشدين: “معاوية قد شابها الملك، وليس هذا قادحاً في خلافته، كما أن ملك سليمان لم يقدح في نبوته… وهذا يقتضي أن ثوب الخلافة بالملك جائز في شريعتنا، وأن ذلك لا ينافي العدل؛ وإن كانت الخلافة المحضة أفضل“، وبذلك ابعاد لمعاوية عن لقب خامس الخلفاء الراشدين، وقد اطلق بعض الناس على عمر بن عيد العزيز لقب خامس الخلفاء الراشدين، لانتشار العدل والانصاف في عهده بعد أن كثُرت الفتن وانتشرت الضلالة، إلّا أنّ الأصح في القول هو أنّ خامس الخلفاء الراشدين هو الحسن بن علي رضي الله عنه.[4]
شاهد أيضًا: من تولى الخلافة بعد الخليفه معاويه بن ابي سفيان
فضائل الخلفاء الراشدين
لاشكَّ في أنَّ الخلفاء الراشدين هم من خيرة الصحابة الذين رافقوا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وشهدوا معه المعارك والغزوات، فتزوّدوا من علمه، وتعلّموا من سنّته الشريفة وأخلاقه الكريمة، وقد انعكس ذلك على أفعالهم، فتميّزت فترات خلافتهم بالازدهار وانتشار العدل، وكان لكلّ منهم فضله وإنجازاته التي يشهد لها الإسلام، كما اشتركوا بعدد من الفضائل والإنجازات، ومنها نذكر:[5]
- تم اختيارهم جميعًا بناءً على أساس الشورى بين خيرة المسلمين، لا على أساس القرابة أو العرق أو ما شابه ذلك.
- انتشر العدل والانصاف في عهد الخلفاء الراشدين الأربعة.
- قلّة المظالم والمظلومين بين المسلمين، حتى أنَّه يكاد ينعدم وجود الظلم بين جموع الأمة في عهد الخلفاء الراشدين.
- المساواة بين كلّ المسلمين وعدم تفضيل أحد على آخر إلّا بعمله الصالح وتقواه.
- انتشار الألفة والمحبة بين جموع المسلمين في عهد الخلفاء الراشدين كلّهم وخصوصًا في عهد كلّ من عمر وأبي بكر رضي الله عنهما.
- عملوا على توسيع رقعة الدولة الإسلامية، ونشر دين الإسلام خارج شبه الجزيرة العربية، وعلى أوسع نطاق ممكن.
- عُرفت فترة الخلفاء الراشدين على أنّها الفترة الذهبية للدولة الإسلامية، والتي لم تتكر بعد ذلك.
شاهد أيضًا: الخليفة الذي لازم الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وبعد الهجرة
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي أجاب عن سؤال كم مدة حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، كما شرح لنا بالترتيب من هم الخلفاء الراشدين وأشار إلى منارات من حياة كل منهم، وسلّط الضوء على التساؤل الذي يدور حول خامس الخلفاء الراشدين، وذكر بعضًا من فضائل الخلفاء الراشدين.