كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات

كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات، إنّ الصّلاة عماد الدين وثاني ركنٍ من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي أوّل ما يُحاسب عليه المرء يوم القيامة، فإذا صَلحت صلح سائر عمله وإذا فسدت فسد سائر عمله، وأفضل الصّلاة ما فرضه الله عزّ وجلّ على عباده المؤمنين ثم ما جاء به سيّد الخلق والمرسلين محمّد صلّى الله عليه وسلّم من سننٍ ونوافل.

ما هي صلاة الوتر

هي إحدى السنن الرواتب، تُصّلى في الليل بعد صلاة العشاء ويستمر وقتها من بعد صلاة العشاء حتى أذان الفجر من اليوم التالي، وسُمّيت وِترا لأن عدد ركعاتها فرديّ، والوِتْر في اللغة: الفرد وأوتره أي: أفرده، جاء في معجم المعاني الجامع في معنى وِتْر “وتَرَ العددَ: أَفرده ووتر الصلاة أي جعلها وتراً. وأكثر الوِتْر إحدى عشرة ركعة، وأقلّه ركعة واحدة. تُصّلى جهراً وهي سنّة مؤكّدةٌ عند جمهور الفقهاء وواجبةٌ عند الحنفية.

شاهد أيضًا: كيفية صلاة الوتر ووقتها

فضل صلاة الوتر

إن صلاة الليل هي من أعظم الأعمال التي يتقّرب بها العبد إلى الله فهي مدعاةٌ للمغفرة وزيادةٌ في الأجر وممحاةٌ للذنوب، يقول الله تعالى: “وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ”[1]، وصلاة الوتر من السنن المؤكّدة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، حيث أنّه كان مداوماً عليها لا يدعها ولا يفوّتها، وكان يصلّيها حتى في سفره. عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي في السَّفَرِ علَى رَاحِلَتِهِ، حَيْثُ تَوَجَّهَتْ به يُومِئُ إيمَاءً صَلَاةَ اللَّيْلِ، إلَّا الفَرَائِضَ ويُوتِرُ علَى رَاحِلَتِهِ”، وقد حثّ النبي صلّى الله عليه وسلّم عليها ودعا إلى التمسّك بها والمداومة عليها حيث قال:” إنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فأَوْتِرُوا يا أهلَ القُرآنِ”[2]، وصلاة الوتر من الصلوات التي تصلى في الليل حين تنام أعين الناس ويقوم الموفّقون من أهل الهدى والصلاح للوقوف بين يدي ربّهم عز وجل ومناجاته في لحظات الخشوع والتقرّب إليه، والمحافظة عليها دليلٌ على صدق العبد في التوجّه إلى ربّه يقول الله عزّ وجلّ واصفاً عباده المتقين: “كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”[3]، كما تعدّ صلاة الوتر وسيلة لشكر الله على نعمه وطلب رحمته ومغفرته والتقرب إليه بالخشوع والدعاء وسؤال الخير ودفع الشر.[4]

كيفية أداء صلاة الوتر ثلاث ركعات

تُصلّى صلاة الوتر مثل بقيّة الصّلوات المفروضة مع اختلافٍ بسيط بين المذاهب الأربعة، فإذا كانت النّيّة بصلاة ثلاث ركعاتٍ كانت كما في الخطوات التالية:[5]

• البدء بنيّة الصّلاة ثمّ تكبيرة الإحرام.
• قراءة الفاتحة ثمّ سورة قصيرة ويستحبّ قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى.
• ثمّ الركوع والسجود والتسبيح
• القيام للركعة الثانية ثمّ قراءة الفاتحة وسورة قصيرة ويستحبّ قراءة سورة الكافرون.
• ثمّ الركوع والسجود والتسبيح
• الجلوس وقراءة التحيات.
• القيام للركعة الثالثة ويقرأ فيها سورة الفاتحة وسورة قصيرة ويستحبّ قراءة سورة الصمد والمعوذتين.
• الركوع ثمّ القيام من الركوع
• بعد القيام من الركوع يدعو العبد دعاء القنوت ويسأل الله ما شاء من خير الدنيا والآخرة.
• ثم يسجد سجدتين ويقرأ التحيّات والصلوات الابراهيميّة ويسّلم.

شاهد أيضًا: حكم من نسي دعاء القنوت في صلاة الوتر

 صلاة الوتر عند المذاهب الأربعة

أمّا الاختلافات البسيطة بين المذاهب الأربعة فهي كالآتي:[6]

• عند الشافعية: يرى الشافعية أن صلاة الوتر سنّةٌ مؤكدةٌ وليست واجباً أقلّها ركعةٌ واحدةٌ أو ثلاث ركعاتٍ تُصلّى صلاة واحدة بثلاث ركعاتٍ متتالية وتشهّدٍ واحد قبل السلام، أو يصلّي ركعتين ثم يسلّم ثم يصلّي الثالثة ويسلّم.
• عند المالكية: يرون أيضاً أنّ صلاة الوتر سنّةٌ مؤكدةٌ وليست واجباً، ولكن لا تصلّى بثلاث ركعات متّصلة وإنّما يصلّى ركعتين ثم يسجد ويسلّم ثم يصلّي الثالثة ويسلمّ والوصل عندهم مكروه.
• عند الحنابلة: يرون أيضاً أنّ صلاة الوتر سنّةٌ مؤكدةٌ وليست واجباً، يمكن أن تصلّى ركعةٌ واحدةٌ ويمكن ان تصلّى ركعتين شفعاً ثم ركعة منفردة ويمكن أن تصلّى ثلاث ركعاتٍ متواصلة بتشهّدين وسلامٍ واحد.
• عند الحنفية: يرون بأن صلاة الوتر واجبٌ وهي ثلاث ركعات تصلّى كما تصلّى صلاة المغرب بتشهّدين، يصلّي ركعتين ثم يجلس للتشهد ثم يقوم للثالثة ويركع ويدعو بعد الركوع ثم يسجد ويجلس للتشهد ثم السلام.

حكم صلاة الوتر

يوجد قولان مشهوران في حكم صلاة الوتر أحدهما لجمهور الفقهاء والآخر للحنفية. فجمهور الفقهاء ذهبوا للقول بعدم وجوب صلاة الوتر وإنّما هي سنّة مؤكدة مستندين إلى مجموعة من الأدلة منها حديث عبادة بن الصامت رضيَ الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “خَمسُ صَلَواتٍ افترَضَهنَّ اللهُ على عِبادِه، فمَن لَقيَه بهنَّ لم يُضيِّعْ منهنَّ شيئًا، لَقيَه وله عندَه عَهدٌ يُدخِلُه به الجنَّةَ، ومَن لَقيَه وقد انتقَصَ منهنَّ شيئًا استِخفافًا بحَقِّهنَّ، لَقيَه ولا عَهدَ له؛ إنْ شاء عَذَّبَه، وإنْ شاء غَفَرَ له”[7]، وأمّا أبو حنيفة فقد ذهب إلى وجوب صلاة الوتر مستندًا إلى الحديث الذي رواه بريدة الأسلمي فقال: “الوِترُ حقٌّ فمَن لَم يوتِرْ فليسَ منَّا”[8]، وهو حديث ضعيف، فالأمر في الحديث للوجوب.[9]

شاهد أيضًا: ما هو الدعاء الذي يقال في صلاة الوتر

السور التي تقرأ في صلاة والوتر

يستحبّ للمصلّي إذا صلّى الوتر أن يقرأ في الركعة الأولى بسورة الأعلى، وفي الثانية بسورة الكافرون، وفي الثالثة بسورة الصمد والمعوذتين وفي حديث عبد العزيز بن جريج قال: “سألتُ عائِشةَ أُمَّ المُؤمِنينَ: بأيِّ شَيءٍ كان يُوتِرُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَتْ: كان يَقرأُ في الرَّكعةِ الأولى بـ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وفي الثانية بـ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وفي الثالثة بـ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، والمُعَوِّذَتَينِ”.[10]

دعاء صلاة الوتر

ويسمى دعاء القنوت، ويدعى به بعد القيام من الركوع في آخر ركعة من صلاة الوتر، ويجوز للعبد أن يسأل الله ما يشاء من خير الدنيا والآخرة، أما الدعاء الذي ورد في هذا فقد ثبت في الحديث الصحيح من حديث الحسن بن علي وعن أبيه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم علمه كلمات يقولها في قنوت الوتر: “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت”،وفي رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في صلاة الوتر: ” اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك”.[11]

وهكذا نكون قد بيّنا في مقالنا هذا كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات، كما تعرفنا على كيفية صلاة الوتر في المذاهب الأربعة، وأدرجنا أيضًا الدعاء الذي يسنّ الدعاء به في صلاة الوتر، وتعرفنا على السور التي تقرأ في صلاة والوتر.