كيف يصنع ورق البردي

كيف يصنع ورق البردي

كيف يصنع ورق البردي الذي يعتبر أقدم أنواع الأوراق، تم استخدامه سابقًا منذ عصر الفراعنة، وهو عبارة عن نوع من الأوراق المصنوعة من نبات البردي، فهي عبارة عن نبتة طويلة مصنوعة من جنس نبتة السعد، سيقانها تكون ممتدة إلى الأعلى، وقد كان أول من يستخدم هذا النوع من الأوراق في مصر القديمة، في دلتا النيل.

كيف يصنع ورق البردي

الورق البردي يتم تصنيعه من نبتة القصب البردي، فكانوا يقومون بتقطيع القصب على شكل أطوال مختلفة، ويعملون على اصطفاف هذه القطع إلى جانب بعضها البعض، ودائما ما كانت القطعة التي في منتصف نبتة القصب البردي هي الأنسب على الإطلاق في صناعة هذا النوع من الورق، أما عن عرض الورقة فإنه يتم تحديدها عن طريق التحكم في عدد القطع التي يتم وضعها إلى جانب بعضها واحدة تلو الأخرى، حتى يتم صنع طبقات من الورق، فيتم وضع طبقة على أخرى من الأوراق بشرط أن تكون كل قطعة معاكسة للقطع الأقل في السماكة والطول.

وبعد ذلك يتم أخذ هذه الأوراق لوضعها في مياه النيل مما يجعل المادة اللدنة التي توجد في قصبة ورقة البردي على لصق القطع مع بعضها، مما يعمل على طرق هذه الأوراق بلطف حتى يتم ترقيقها وتجف من خلال تعرضها للشمس، على أن يتم تلميسها عن طريق استخدام الصدف الناعم أو الصفد العاج، وقد كان المصريون يقوم في الإبداع في صناعة هذا الورق تحديدًا، وكانوا يشرفون عليها حيث إنهم لو وجدوا أي خلل على هذه الأوراق ويقومون بإعادة تصنيعها مرة أخرى من جديد.

شاهد أيضًا: يصنع ورق البردي من

انتشار ورق البردي

لقد تم انتشار الورق البردي في العصور الوسطى في دول مصر وسوريا واليونان وإيطاليا، فكانت هذه الدول تقوم برسم المخطوطات والرسومات على هذه الأوراق، وكانت تعمل على إثبات حضراتها من خلال الرسم وكتابة الرموز القديمة والأثرية على هذه الأوراق مما أصبح يجعل هذه البرديات هي طريقة من طرق تعرفنا على الحضارة القديمة والتاريخ القديم المكتوب عليها، وقد كانوا قديمًا يقومون باستخدام هذه الأوراق بسبب تأخر التطور الذي كان موجود في هذا العصر، فلم يوجد الأوراق العادية التي تتواجد لدينا الآن، فكانوا يلجؤون إلى عمل مثل هذه الأوراق لتعينهم على الكتابة، وعلى تسجيل حضارتهم وتاريخهم، وقد كان بعضها يحبب دفن المخطوطات هذه معه في حال موته.

وقد تصدرت جمهورية مصر العربية الدول التي استخدمت الورق البردي للكتابة، بل وإنها احتركت زراعته إلى القرن التاسع عشر، وتوقف عندما تم استخدام الورق الأبيض العادي الذي أصبح يصنع في المصانع الحديثة الآن، ونحن نجد فعليا الكثير من هذه الأوراق البردية إلى وقتنا الحالي في مقابر الفراعنة وفي أيدي المومياوات، ونجد الكثير من الرموز والرسومات الفرعونية على هذه الأوراق ومثلها على الجدران والمقابر، بل وإن الكثير من الفراعنة كانوا يدفنون معهم هذه الورقة التي تعبر عن تاريخهم الكبير.

وهذا النوع الأوراق لم يقتصر فقط على استخدامه في الكتابة والتدوين، بل إن الكثير من الفراعنة عملوا على لف الموتى بهم، لذلك فنحن نرى في القبور الكثير من مثل هذه الأوراق داخل التوابيت والقبور، إما بسبب اقتناء الموتى للأوراق المكتوب عليها سيرتهم ورحلتهم، أو بسبب لفهم بها وذوبان الأوراق مع مرور الزمن والتحلل، ويتم استخدام هذا النوع من الورق في العهد الروماني في الكتب والمراسلات القانونية والعقود التجارية أيضًا.

شاهد أيضًا:من هو مخترع الورق

زراعة المصريين لورق البردي

اهتم الفراعنة القدامى بهذا النوع من الورق وهذا من شدة حبهم في تدوين رحلتهم إلى عصور متقدمة، لذلك حرصوا على زرعه حتى يعملون على استخدامه في الكثير من الصناعات كصناعة القوارب الصغيرة والخفيفة، واستخدامها في عبور النيل، واستخدامه أيضًا في صناعة الحبال والحصير والسلال والأكواخ الصغيرة، كما كانوا يستخدمون الجذور في صناعة أدوات المطبخ، في تزيين المعابد، وكان الأشهر استخداما لهذه الأوراق هو الكتابة والرسم عليها.

وفي ختام المقال نكون قد تعرفنا على كيف يصنع ورق البردي وهذا بسبب عدم ظهور الأوراق التي كتب عليها حاليًا لعدم وجود مصانع تصنعها، وكانوا يرغبون في تدوين أهم ملاحظاتهم ورحلاتهم وتاريخهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *