كيف يعرف اهل الوضوء من غيرهم يوم القيامة

كيف يعرف اهل الوضوء من غيرهم يوم القيامة

كيف يعرف اهل الوضوء من غيرهم يوم القيامة من التساؤلات التي يبحث الكثير من المُسلمين، وخاصّةً المُنشغلين بالعلم الشرعيّ في معرفتها، وذلك؛ حتى يُسبغوا الوضوء، ويُحفّزهم ذلك في الاهتمام بالوُضوء عن أي وقتٍ سبق، فالوضوء نورٌ يُبعث في وجوه العباد بمجرّد أن يُأدونه على أكمل وجهٍ، وفيما يلي سنتعرّف على الوضوء وأركانه، وكيف يعرف أهل الوضوء من غيرهم يوم القيامة.

التعريف بالوضوء

الدين الإسلامي هو دين الطهارة والنظافة، فهما قرينان لا ينفكّ أحدهما عن الآخر، فقد أمر الإسلام بطهارة الملبس، والمكان، وغيرهما، والوضوء إحدى طُرُق النظافة، إن لم يكُن أفضلها؛ لأنه شرطٌ في الدخول إلى الصلاة، والصلاة هي عماد الدين من أقامها؛ فقد أقام الدين، ومن هدمها؛ فقد هدم الدين، ولا تصحّ الصلاة دون وُضوء، وقيل : إن الوضوء مأخوذة من الوضاءة بمعنى النّظافة والطّهارة، وعلى قدر ما يُسبغ المرء وضوءه؛ يَكون النّور الذي يهبه الله- تعالى- له، ولقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم- هو المثل الأعلى والقدوة الذي به يقتدي المسلمون في كل أقوالهم وأفعالهم، فقال المُصطفى:” إذا قُمت إلى الصلاة؛ فأسبغ الوُضُوء، واجعل الماء بين أصابع يديك ورجلك”[1]؛ فإسباغ الوضوء سببٌ في رضا لله- تعالى-، وسبب في تكثير الحسنات، ومحْو السّيّئات، ومفهوم منطوق هذا الحديث يدُلُّنا على ما يجب على المُسلم فعله؛ إذا ما قام إلى الصّلاة؛ فليضع الماء بين يديه ورجله؛ حتى يُسبغ وضوؤه؛ ليلقى الثواب الجزيل.[2]

كيف يعرف اهل الوضوء من غيرهم يوم القيامة

يُعرف أهل الوضوء يوم القيامة بالنّور السّاطع الذي ينبعث منهم، وسبب هذا النور هو إسباغ الوضوء على أعضائهم، وقد تحدّث النبي- صلى الله عليه وسلم- عن ذلك،” رَقِيتُ مع أبِي هُرَيْرَةَ علَى ظَهْرِ المَسْجِدِ، فَتَوَضَّأَ، فقالَ: إنِّي سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يَومَ القِيامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنكُم أنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ.”[3]

وفي هذا الحديث دلالة واضحة على أن الأمة المُحمّديّة يأتون يوم القيامة غُرًّا تنبعث الأنوار من وجوههم، ومن أيديهم، وغيرها من الأعضاء، وذلك بقدر ما كانوا يُزيدونه في وضوئهم، أو بقدر ما يُسبغونه على أعضائهم، وكأن هذا النور هو المقابل الإلهي الذي يُعطيهم الله إيّاه مقابل إسباغهم لوضوئهم، ثم يُتبع النبي كلامه هذا ويُتبعه بالفاء التي تدُلّ على الترتيب مع التعقيب، ثم يقول من أراد أن يُطيل غُرّته، أي: يزيد من مكان هذا النور؛ فليفعل، والعمرة هي النقطة البيضاء التي تكون في الفرس؛ وهذا إن دل فإنه يدُلّ على النور الذي سيُعرف من خلاله أهل الوضوء من غيرهم.

خطوات الوضوء بالترتيب

الوضوء شرط رئيس من شروط الدّخول إلى الصّلاة، ولا تصحّ الصلاة إلا بها، وللوضوء شروط لا بُد أن تتحقّق؛ حتى يتمكّن المُسلم من الدّخول إلى الصلاة بصورة صحيحة من بعد تحقُّقها ينال الأجر الكبير من ربّ العباد، ولا بُد وأن تُحقّق بالتّرتيب، ومن تلك الشروط:[4]

  • النية: والنية محلّها القلب، فلا بُد للمُسلم أن يستحرض في نيّته الوُضوء؛ للدّخول في الصلاة، والدليل على ذلك:”إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ، وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوَى، فمَن كانَتْ هِجرَتُه إلى اللهِ ورسولِه، فهِجرَتُه إلى اللهِ ورسولِه، ومَن كانَتْ هِجرَتُه لدُنْيا يُصيبُها، أو امرأةٍ يتزَوَّجُها فهِجرَتُه إلى ما هاجَرَ إليه.”[5]؛ فالأعمال مرتبطةٌ بالنيّة، ولكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته لوجه الله- تعالى-؛ فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دُنيا يصيبها؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه.
  • التسمية: قبل أن يشرع المُسلم في الوضوء يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، ولعل التسمية سنة من سنن الوضوء، وليست رُكنًا من أركانه.
  • غسل اليدين إلى المرفقين، ويقوم المسلم بتخليل الأصابع؛ لإزالة ما بين من وسخٍ، أو أي شيءٍ لا يصحّ الوُضوء من خلاله، وهو ليس رُكنا من أركان الوُضوء.
  • المضمضة والاستنشاق: والمضمضة تعني أن يُدخل المسلم قدرًا من ماءٍ في فمه، ويرجّه فيه؛ حتى يُزيل الأشياء العالقة بالفم، ثم الاستنشاق والاستنثار، وهما إدخال الماء وإخراجه من الأنف، وقد قيل في الحكمة من تقديم الاستنشاق، والاستنثار، والمضمضة على غسيل الوجه مع إنهم سُنة من سُنن الوُضوء، وغسل الوجه من أركانه، قيل: إن بالمضمضة، والاستنشاق، والاستنثار يشتمّ رائحة الماء، ويعرف طعمه؛ فإن وجد فيه ما ينقض به الوضوء غيّره.
  • غسل الوجه: ويكون ذلك بغسل الوجه من شحمة الاذن اليُمنى إلى شحمة الأُذُن اليُسرى، ومن منبت الشعر إلى أسفل الذّقن، وهو ركن من أركان الوضوء، والذي لا يصح الوُضوء بدُونه.
  • غسل اليدين إلى المرفقين: ولا بُد وأن يتأكّد المسلم من إيصال الماء إلى المِرْفقين، وإحكام غسل المرفقين، وهو ركن من أركان الوضوء أيضًا.
  • مسح الرأس: وقداختلف الفقهاء في القدر الممسوح من الرأس، هل هي الرأس كلها، أم بعضها، أم شعرة واحدة تكفي فيه، وهذه الاختلافات نشأت من تأويلهم لمعنى” الباء” في برءوسهم، فقد قال البعض: إنها للتبعيض.
  • مسح الأُذنين: ويُراعى فيه أن يمسح أذنيه جيّدًا، من داخلها ومن خارجهما، ويتأكد من إزالة أي نجاسةٍ قد لحقت بهما.
  • غسل الرجلين إلى الكعبين: وهو ركن من أركان الوضوء، ولا بُد وأن يتأكّد من غسل كعبيْه؛ لأن النبي قال:” ويل للأعقاب من النار”؛ لأن الكثير من الناس يتغلغل عن غسلهما جيّدًا، وإشباع الوضوء عليهما، وبالتالي عرفنا كيف يعرف اهل الوضوء من غيرهم يوم القيامة.

فضائل الوضوء

للوضوء الكثير من الفضائل التي ينالها المُسلم عند إتمامه للوضوء بالهيئة التي شرع الله الوضوء لأجلها، والهيئة التي أمر بها النبي- صلى الله عليه وسلم-، ومن تلك الفضائل:[6]

  • إسباغ الوضُوء يُكثر الحسنات، ويمحى به السّيّئات.
  • ينال به المسلم الدرجات العُليا، ويحظى بتوفيق الله- تعالى- له.
  • الوضوء شطر الإيمان، فالصلاة لا تصح إلا به.
  • يكون سببًا في دخول المسلم الجنة، واجتنابه النّار.
  • يكون سببًا في النجاة من النار، ومن خزي النار، ومن كل عمل يُقرّبه من النار.
  • يحظى المسلم بمحبّة الله- تعالى- له، ويُبعد عن كل شرٍّ.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرف على كيف يعرف اهل الوضوء من غيرهم يوم القيامة ، وما هو تعريف الضوء، وهل هو شرط من شروط صحة الصلاة أم لا، وما هي الهيئات التي من خلالها يستطيع المُسلم أن يُسبغ وضوؤه، وكيفية الوضوء الصحيحة، وما هي أركان الوضوء، وما هي السنن التي إذا لم يستطع المسلم فعلها؛ جاز وضوئه، وما هي فضائل الوضوء، والثواب الجزيل الذي يلقاه المسلم جرّاء إسباغه للوضوء

المراجع

  1. ^ صحيح الجامع , رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 739، خلاصة حكم المحدث : صحيح. , 2/11/2020
  2. ^ saaid.net , الوضوء , 2/11/2020
  3. ^ صحيح البخاري , لراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 136 , 2/11/2020
  4. ^ alukah.net , شرح صفة الوضوء , 2/11/2020
  5. ^ صحيح البخاري , رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، خلاصة حكم المحدث : [صحيح] . , 2/11/2020
  6. ^ ar.islamway.net , فضائل الوضوء ونواياه , 2/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *