لماذا الاحسان اعلى مراتب الدين

لماذا الاحسان اعلى مراتب الدين

لماذا الاحسان اعلى مراتب الدين ؟ سؤال سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر  الإحسان هو أن يعبد المسلم خالقه تعالى لدرجة أن عبادته تكون في سلام مع الشعور بمراقبة تعالى، فيشعر وكأنه يرى الله مع المراقبة، ويقينه أن الله يعلمه وينظر إليه؛ وهذا ما يدفع المسلم إلى المثابرة على طاعة الله، وفي نفس الوقت يدفعه إلى زيادة قربه من الله، هو رادع قوي عن الخطيئة وقد قال بعض العلماء: الإحسان هو العبادة والأعمال التي تمكن المسلم من الاقتراب من الله من خلال أداء نافلة لم يفرضها الله على المسلمين اتفق العلماء على الالتزام بالحسنات الباطلة.

مراتب الدين

تعددت مراتب الدّين على النحو الذي سيتم بيانه فيما يأتي:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: ما الإيمَانُ؟ قالَ: الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، وبِلِقَائِهِ، ورُسُلِهِ وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ. قالَ: ما الإسْلَامُ؟ قالَ: الإسْلَامُ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، ولَا تُشْرِكَ به شيئًا، وتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومَ رَمَضَانَ. قالَ: ما الإحْسَانُ؟ قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ).

لماذا الاحسان اعلى مراتب الدين

لأنه يتعلّق بالتعلّق التام بالله -سبحانه وتعالى- واجتناب كافة النّواهي والمعاصي الصغيرة، وبمعنى آخرًا أن يعبد الإنسان ربّه كأنه يراه، لدرجة أن المؤمن يسير في طريق الخير في جميع أفعاله وأقواله وتصرفاته مع حق العلم، وينبغي من معرفة الله تعالى، ومعرفة عظمته مراقبته في كل الأحوال، ويقينوا أن الله تعالى بعلمه وقدرته يراقب ويشهد على كل شيء لا يخفي ذرة من علمه في السماء والأرض، فيفوق الخير، ويمجد الله كأنه يراه، ويطيع أوامر الله، ويبتعد عن نوابه، ويبتعد عن الذنوب والعصيان ندفه الشعور برعاية الله تعالى عليه في كل أعماله وحركاته وهدوئه.وبيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جميل أن الخير مستويين:

  • المستوى الأول: أن يعبد الناس الله تعالى كأنهم يرونه، وهو أعلى مرتبة، وفيه تمني قرب الله من العبد في كل أقواله وأفعاله، ويريد أن يفعل كل ما يشاء الله، ويبتعد عنه من كل ما يغضبه.
  • المستوى الثاني من الخير فهو عبادة الله تعالى لأنه يرى عبده على الدوام، وعلى هذا المستوى يخشى الناس الله تعالى وعذابه وغضبه وفيهم أجر عظيم، ولكن الأول أعظم وأكمل الصدقة في العبادة الرغبة التامة في رضا الله تعالى، وكسب حبه أعظم من فعل الخير بالخوف من عقابه.[1]

شاهد أيضًا: متى يصل المسلم إلى درجة الإحسان

شرح مراتب الدين

الإسلام والإيمان والإحسان هي مراتب الدين الإسلامي، وتجدر الإشارة إلى أن كل مرتبة من مراتب الدين لها معاني خاصة ومختلفة عن سائر المراتب يتعامل الإسلام مع المظاهر الخارجية، ويتعامل الإيمان مع الأشياء غير المرئية وبهذا يدخل فيه الإسلام والإيمان وهو أعلى مرتبة بحيث تدخل وحدة الإسلام في الإيمان، وتدخل وحدة الإيمان في الإسلام، ومرتبة الإحسان تشمل الإسلام والإيمان، وفيما يأتي بيان شرح كل مرتبة على حدى:[2]

  • الإسلام: هو الخضوع لله تعالى في الأقوال والأفعال، ودليل ذلك قوله تعالى: قَوْله -تعالى-: (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّـهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ).
  • الإيمان: هو الانقياد التام والمطلق لله تعالى بكافة الجوارح ومع انعقاد القلب، ودليل ذلك قوله تعالى: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ*الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ*أُولـئِكَ هُمُ المُؤمِنونَ حَقًّا لَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبِّهِم وَمَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ).
  • الإحسان: هو أن تعبد الله تبارك وتعالى كأنك تراه، وأن تستعد في القلب، وأن تحرص على أداء العبادة والطاعة على أكمل وجه بالرغبة والحب في لقاء الله عز وجل بعمل بعيد عن النفاق والخداع والكذب ولا بدّ من عبادة الله تعالى، وقبول رؤيا عباده، حتى يعبد المسلم الله -تعالى- بخوف ورجاء وإلحاح، حتى يكون العبد مولعًا بالكمال والإخلاص في العمل.

شاهد أيضًا: كم عدد أركان الإحسان

أجبنا في هذا المقال على سؤال: لماذا الاحسان اعلى مراتب الدين وتبيّن أن أعلى مراتب الدين هي مرتبة الإحسان؛ لأنّ العبد يلجأ إلى الله تعالى لجوءًا مُطلقًا، وانقيادًا تامًا.

المراجع

  1. ^ ابن رجب (2001م)، جامع العلوم والحكم (الطبعة السابعة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 129، جزء 1 , 02-09-2021
  2. ^ عبد الحميد الصنهاجي، الْعَقَائِدُ الْإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ (الطبعة الثانية)، الجزائر: مكتبة الشركة الجزائرية مرازقه بو داود وشركاؤهما، صفحة 43-44. بتصرّف , 02-09-2021