لماذا اهلك الله الامم السابقة

لماذا اهلك الله الامم السابقة

لماذا اهلك الله الامم السابقة ؟ حيث أهلك الله عز وجل الكثير من الأمم، كقوم عاد، وقوم ثمود، وقوم نوح، وغيرهم الكثير، وأسباب هلاك الله عز وجل لتلك الأمم كثيرة، ومتعددة، منها ما ذكر في القرآن الكريم، ومنها ما ذكر في السنة النبوية المطهرة، ومنها ما أستنبطه العلماء رضوان الله عليهم، وقال الله عز وجل “وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا”.

لماذا اهلك الله الامم السابقة

أهلك الله عز وجل الأمم السابقة لعدة أسباب، من ضمن تلك الأسباب، ما يلي:

  • كفرهم بالله عز وجل، وتكذيبهم للرسل عليهم السلام، فلقد أهلك الله سبحانه وتعالى قوم لوط، وعاد، وثمود، ونوح، وأصحاب مدين، والكثير غيرهم بسبب كفرهم بالله سبحانه وتعالى، وتكذيبهم للرسل عليهم السلام، وقال الله عز وجل: “كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ”.
  • كثرة الفساد في الأرض والخبث، والسعي لارتكاب المحرمات، حيث قال الله سبحانه وتعالى “وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا”.

وورد أيضًا في حديث أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها لما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول “لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث”.

  • الكفر بنعم الله عز وجل، وعدم شكره عليها، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: ” وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ”.
  • التطفيف في الميزان، والكيل، وبخس الحق، ومنعه عن أصحابه، ونقص المواثيق والعهود، والإعراض عن أحكام الله سبحانه وتعالى، بدليل ما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن – وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا الكيل والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة.

وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم”.

  • المنافسة على الدنيا، وملذاتها، والرغبة في تلك الملذات، مما بدوره يؤدي إلى الانشغال عن عبادة الله عز وجل، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم”.
  • انتشار التعامل بالربا، والزنا، مما يزيد من سخط الله سبحانه وتعالى على القوم، بدليل ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله عز وجل”.
  • مخالفة أموار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله تعالى: “فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم”.[1]

شاهد أيضًا: من صور عبادة المشركين للأنبياء عليهم السلام

أشهر قوم أهلكهم الله عز وجل

قوم عاد هم أشهر قوم أهلكهم الله عز وجل، وذكرت قصتهم في الكثير من المواضع، وقال الله سبحانه وتعالى عنهم في كتابهم العزيز: “كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ”.

حيث رزق الله قوم عاد بالكثير من النعم، ورزقهم القوة البدنية، بجانب الكثير من الخيرات، ورغم كل ذلك لم يؤمنوا بالله سبحانه وتعالى، ولم يستجيبوا لدعوة الرسول عليهم السلام، وقال الله سبحانه وتعالى عنهم: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ*إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ*الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ”، وقال عز وجل عنهم أيضًا “أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ*وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا لماذا اهلك الله الامم السابقة حيث أهلك الله عز وجل الكثير من الأمم، كقوم عاد، وثمود، ونوح، وأصحاب مدين والسبب في الهلاك كفرهم بالله عز وجل، ومعارضة أحكامه، وأوامره، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز “وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا”.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , أسباب وقوع العذاب والهلاك , 17\09\2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *