لماذا حدث الاختلاف الكثير في مفهوم كلمة الثقافة؟ بيّن ذلك
جدول المحتويات
لماذا حدث الاختلاف الكثير في مفهوم كلمة الثقافة؟ بيّن ذلك ، عرّف علماء الاجتماع الثقافة على أنها مفهوم يشمل المعرفة، والعقائد، والفنون، والقيم، والعادات، والسلوكيات، التي يكتسبها الفرد من محيطه، في مجتمعه المنفتح أو المنغلق. كذلك تشمل التصرفات، وردود الأفعال، والأفكار، والمواقف، والمشاعر التي يعبر عنها الإنسان، من خلال لغة التواصل. أو طريقة التعبير التي يستعملها ويتعامل بها. كما وتختلف من بلد لآخر. بذلك يمكننا أن نطلق على الثقافة، أنها المخزون الذي اكتسبه الإنسان من المعارف، التي راكمها عبر الأجيال. وتبقى الثقافة مهما اختلفت وتنوعت مشاربها، مسعى دائم للإنسان المتمسك بالعلم، والرافض للجهل، يرافقه طيلة حياته ويترك فيه أثره الإيجابي نتيجة تراكم الخبرات والمعارف.
لماذا حدث الاختلاف الكثير في مفهوم كلمة الثقافة؟ بيّن ذلك
لقد حدث الاختلاف الكثير في مفهوم كلمة الثقافة بسبب عدة عوامل منها: البيئية، والاقتصادية، والتاريخية، والجغرافية، والدينية، والتنظيمية، والمجتمعية. كاللغة واللباس والفنون والأعراف والتقاليد، والتطور التكنولوجي. ولا ننسى العامل الديموغرافي ممثلاً بالفروقات العمرية، والجنسية والعرقية.
اقرأ أيضاً: هل يختلف نمو الانسان في المجالات المختلفة من ثقافة الى ثقافة
الاختلاف في مفهوم كلمة الثقافة
من غير الممكن لأي مجتمع من المجتمعات، أن يتقدم ويتطور ليرتقي ويزدهر، دون إدراكه للمكوِّنات والموروثات الثقافية التي تتحكَّم به، وتطبع نمط تفكيره، وتحدِّد اهتماماته ورغباته، وتوجِّه نشاطه. وبالرجوع إلى تساؤل لماذا حدث الاختلاف الكثير في مفهوم كلمة الثقافة؟ بيّن ذلك ، نجيب كما يلي:
- حدث الاختلاف الكثير في مفهوم كلمة الثقافة نتيجة لأنّ اكتساب الثقافة، غالباً ما يتم دون تخطيط مسبق ومتعمَّد من الفرد. وذلك لأنه يتشرّبها من البيئة المحيطة به منذ ولادته.
- وفي السياق نفسه، فإنه كذلك إذا قصد وسعى لاكتسابها، فيكون مدفوعاً وموجّهاً من الأهل والمجتمع تلقائياً. حيث امتزجت بعقولهم ووجدانهم واختزنها اللاشعور لديهم، وهم يتوهمون أنهم أحرار في اختيارهم. يفعلون ذلك بمحض إرادتهم ويجهلون أن مصدر هذه الثقة هو البرمجة الراسخة الجذور في شخصيتهم. لذلك لا يذكر الفرد كيف تعلَّم لغة أهله وقومه، وحين يكبر يجد نفسه يتكلم بهذه اللغة أو تلك.
- والأمر ينطبق على كل العناصر الثقافية التي نشأ فيها، ويؤمن بها، وبما يحب ويكره، وما يتبنى ويوالي ويعادي. ومن هنا اختلفت ثقافة المجتمعات. فتنوع الثقافات هو الذي يحدِّد تنوع وغنى المجتمعات. كما أن التنوع الثقافي هو الذي يحدِّد درجات تحضّر تلك المجتمعات وهو السبب الرئيس في حدوث الاختلاف والتفاوت بين مجتمع وآخر.
الثقافة عند علماء الأنثروبولوجيا
بعد التعريف بالعوامل التي أثّرت في حدوث الاختلاف الكثير في مفهوم كلمة الثقافة. نعرض بعض آراء علماء الأنثروبولوجيا حول الثقافة:
- إدوارد تايلور: رائد هذا العلم، وواضع أسسه، وأولى نظرياته، و الذي فصّل مفهوم الثقافة في كتابه (أبحاث في التاريخ القديم وتطور البشرية) وفي كتابه الثاني (الثقافة البدائية) حيث قدّم تعريفاً لمفهوم الثقافة بكونها: “ذلك الكل المركَّب المعقَّد الذي يشمل المعتقدات والمعلومات والفن والأخلاق والعرف والتقاليد والعادات وجميع القدرات الأخرى التي يستطيع الإنسان أن يكتسبها بوصفه عضواً في مجتمع”.
- رالف لنتون: العالم الأنثروبولوجي قال في كتاب (الأنثروبولوجيا وأزمة العالم الحديث): “هي ذلك المجموع من خلال التوجيه أو المحاكاة الذي يشتركون فيه”.
- العالم ويسلر: فقال: “الثقافة كل الأنشطة الاجتماعية في أوسع معانيها، مثل اللغة والزواج ونسق الملكية والإتيكيت والفن، هي أسلوب حياة تتبعه الجماعة أو القبيلة تتضمن مجموعة المعتقدات”.
- كذلك روث بندكت وجدت أن الثقافة هي: “ذلك الكل المركَّب الذي يشمل العادات التي يكتبسها الإنسان كعضو في مجتمع”.
- بواز: فيعرِّف الثقافة بأنها: “ذلك الكل المركَّب الذي يشمل العادات الاجتماعية في جماعة ما وكل ردود أفعال الفرد المتأثرة بعادات المجموعة التي يعيش فيها وكل منتجات الأنشطة الإنسانية التي تتحدد بتلك العادات”.
- أما بوقاردس فقال: “الثقافة هي المجموع الكلي لأساليب الفعل والتفكير لجماعة اجتماعية وهي تمثل مجموع التقاليد والمعتقدات والإجراءات المتوارثة”.
- لووي: وجد الثقافة بأنها: “ذلك المجموع الكلي لما يكتسبه الفرد من مجتمعه تلك المعتقدات والأعراف والمعايير الجمالية وعادات الطعام والحرف التي لم يُعَرِّفها الفرد نتيجة نشاطه الابتكاري بل عرفها كتراث الماضي ينتقل إليه بواسطة التعلُّم الرسمي وغير الرسمي”.
- مالينو فسكي: “الثقافة هي ذلك الكل المتكامل الذي يتكوَّن من الخصائص البنائية لمختلف المجموعات الاجتماعية. من الأفكار الإنسانية والمعتقدات والأعراف والحرف والأدوات”.
- هير سكوفيتس: “الثقافة هي طريقة حياة الناس في مجتمع معيَّن”.
- بانزيو: فقال هي “ذلك المجموع الكلي لذلك النسق الكلي من المفاهيم والاستعمالات والتنظيمات والمهارات والأدوات التي تتعامل بها البشرية مع البيئة لإشباع حاجاتها”.
- كروبير: قال “الثقافة هي مجموع ما أنتجه البشر في اجتماعهم. كما أنها قوة هائلة تؤثر في البشرية جمعاء أفراداً وجماعات على المستوى الفردي والاجتماعي”.
التنوع الثقافي
في السياق نفسه لماذا حدث الاختلاف الكثير في مفهوم كلمة الثقافة؟ بيّن ذلك ، نجد أن لكل ثقافة من الثقافات أطرها الخاصة ودوائرها المغلقة التي لا تنسجم ولا تتوافق مع غيرها من الأطر والدوائر الخاصة بغيرها. في حين قد تنفتح وتلتقي مع غيرها من القنوات المفتوحة. وهذا ما يفسره علم الأنثروبولوجيا (الأتنولوجيا) الذي يُعنى بالمقارنة ورصد الثقافات.
اقرأ أيضاً: من اهداف الثقافة الاسلامية .. وأهم التحديات التي تواجهها الثقافة الاسلامية
بذلك وبالرجوع إلى موضوع بحثنا لماذا حدث الاختلاف الكثير في مفهوم كلمة الثقافة؟ بيّن ذلك نجد أن الثقافة لا تقوم فقط على التحصيل المعرفي. فعقل المثقف ليس مجرد وعاء لاختزان المعارف والمعلومات وإنما تعني بالمقابل، العطاء، والبذل، والتفاعل، والقدرة على الإضافة. وليست مجرد سرد، وحشو كلامي، واستعراض المعلومات على طريقة ترديد الأناشيد في كتاب المحفوظات.