لماذا كان الرسول يصوم الاثنين

لماذا كان الرسول يصوم الاثنين

لماذا كان الرسول يصوم الاثنين هي من الأسئلة التي يسألها المسلمون كثيرًا أن لماذا اختصّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين بالصيام، وهل ورد تخصيص يوم آخر في الصيام غير يوم الاثنين في الشريعة الإسلامية، وما فضل الصيام بشكل عام، وما هو الحديث الوارد في فضل صيام يوم الاثنين كل هذه الأمور سيتم الوقوف معها في هذا المقال والحديث عنها.

لماذا كان الرسول يصوم الاثنين

كان يصوم رسو الله -صلى الله عليه وسلم- كل اثنين لأن الأعمال تعرض على الله في هذا اليوم، إذ قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم في يوم الاثنين وكذلك الخميس وقد أخبر صحابته رضوان الله عليهم أنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، وكان عليه الصلاة والسلام يحب أن تعرض أعماله وهو صائم، وربما كان عليه الصلاة والسلام يشغل عن ذلك في بعض الأوقات مثل مجيء الوفود والضيوف وغير ذلك، ثم يسرد الصوم بعد ذلك، كما قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: أنَّه كان لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم وهذا ما ورد أيضًا عن ابن عباس وغيره مما يدل على هذا المعنى، وفي ذلك الجواب عن لماذا كان الرسول يصوم الاثنين والله في ذلك أعلى وأعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام يومين من الايام البيض

فضل صيام الاثنين والخميس والايام البيض من كل شهر

بعد معرفة لماذا كان الرسول يصوم الاثنين لا بدّ من الحديث عن فضائل الصيام، لقد وردت الكثير من الفضائل في صيام يوم الخميس والاثنين وحتى الأيام البيض، ومن تلك الفضائل:

الصّيام فيه خير كبير

الصيام فيه خير عظيم للإنسان المسلم، وقد أخبر الله تعالى ذلط في كتابه حينما أنزل في طيات آياته أنّ الصيام خير للمسلم، عدا عن أنّ الصيام هو سبب من أسباب تقوى العبد لربه جلّ وتعالى، وقد قال تعالى في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.[2] [4]

الصّيام يحفظ الشباب من الشّهوات

إنّ الصيام حصن للمسلم من نار جهنم لأنّه لمّا يتقي الشهوات فإنَّه بذلك يتقي جهنم وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب أنَّه من استطاعَ منهمُ الباءةَ فليتزوَّجْ، فإنّهُ أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفَرْجِ، ومن لم يستطعْ فعليهِ بالصومِ، فإنَّ لهُ وجاءٌ، فيكون الصوم شفيعًا للمسلم عند ربّه جلّ وتعالى.[4]

الصّيام في سبيل الله يبعد وجه العبد عن النّار سبعين سنةً

الصيام هو وجاء العبد من نار جهنم ويكتسب به المسلم رضا ربه جل وتعالى يقوّي من عزيمة المسلم في جهاد نفسه، وكبحها عن الشهوات والملذات الدنيويّة، ممّا يجعل المسلم في إقبال دائم على الطاعات وبالتالي نيل رضا الله عزوجل، الصيام هو الذي يباعد بين الصائم والنار، كما أخبر أبو سعيد الخدري أنّه سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام  يخبر النّاس أن الصيام منجاة لهم من النار وأن ما من عبد يصوم يوماً في سبيل اللَّه إلا باعد اللَّه بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا، وهذا فضل الصيام بعد أن تم الحديث عن لماذا كان الرسول يصوم الاثنين.[4]

الصّيام يدخل العبد الجنّة من باب الرّيان

إنَّ الصائم لمّا يبذل من الجهد والعطش في الحياة الدنيا فإنَّ الله تعالى يكافئه بأعظم الثواب، وقد روى ذلك سهل بن سعد الساعدي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ”.[3] [4]

شاهد أيضًا: فضل صيام الأيام البيض

حديث صيام يوم الاثنين

لقد ورد عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تعرَضُ الأعمالُ يومَ الاثنينِ والخميسِ فأحبُّ أن يعرَض عملي وأنا صائمٌ”.[5] وهذا الحديث فيه بيان على أنّ أعمال العبد تعرض على رب العالمين في كل اثنين وخميس، وبما أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد رغب على أن يكون عرض أعمال وهو صائم، فحري بمن بعده من المسلمين أن يفعلوا مثله.[4]

شاهد أيضًا: الأيام البيض لشهر شوال

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا وأجبنا عن لماذا كان الرسول يصوم الاثنين وما هو فضل صيام الاثنين والخميس والايام البيض من كل شهر، وما صحة صيام يوم الإثنين ولماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , مشروعية صيام الإثنين والخميس , 12-5-2021
  2. ^ سورة البقرة , الآية 183، 184
  3. ^ صحيح البخاري , البخاري، سهل بن سعد الساعدي، 1896 صحيح
  4. ^ al-maktaba.org , كتاب الأساس في السنة وفقهها , 12-5-2021
  5. ^ تخريج مشكاة المصابيح , ابن حجر العسقلاني، أبو هريرة، 2/342، حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *