ما اسم زوجة سيدنا ايوب وما هي قصة ابتلائها هي وزوجها
جدول المحتويات
ما اسم زوجة سيدنا ايوب سؤال يسأله كل من سمع قصة ابتلاء الله تعالى لسيدنا أيوب وزوجته وصبرهما على البلاء، وقد ثار جدل حول اسمها نظرًا لأن الله عز وجل لم يذكره في الآيات التي روى فيها قصة سيدنا أيوب وإنما اكتفي بالإشارة إليها، فكل ما وصلنا عن اسمها ونسبها و خصالها وأفعالها عرفناه من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومما ورد أصحاب الأديان السماوية من قبلنا في التوراة والإنجيل.
ما اسم زوجة سيدنا ايوب
اختلف العلماء حول اسم زوجة سيدنا أيوب، فقال بعضهم أن اسمها ليا ابنة ميشا بن يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم عليهم السلام وقد ورد ذلك في الديانة المسيحية والديانة اليهودية، بينما في الإسلام تسمي زوجة النبي أيوب رحمة ابنة ميشا بن يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام، وكان أول من سماها رحمة في التاريخ الإسلامي هو ابن عساكر تأولًا، على الرغم من أن تسميتها برحمة لم تثبت بنص قرآن ولا بنص سنة لا صحيح ولا غير صحيح.
ما معنى اسم زوجة سيدنا أيوب
اسم ليا ليس اسمًا عربيًا بل هو اسم عبراني، وهو اسم تأنيث يختص بالفتيات دون الصبية ومعناه الفتاة الحزينة أو الفتاة التي تمر بحالة سيئة، ويرتبط الاسم بالديانة اليهودية لتسمية زوجة سيدنا أيوب عليه السلام به ووروده فيها، لكن على عكس المعني في اللغة العبرية ففي اللغة العربية معنى اسم ليا هو الفتاة العنيدة التي تتمسك برأيها ولا تحيد عنه أبدًا، أما في التوراة فبسبب إطلاق الاسم على زوجة سيدنا يعقوب فقد ارتبط الاسم بالحزن والكأبة حتى أن اليهود كانوا يطلقونه على من توفيت أمها في ولادتها.
هل يجوز تسمية الفتيات باسم زوجة سيدنا أيوب
الأصل في الإسلام أنه لا يمنع تسمية الأطفال بأي اسم إلا إذا كان الاسم مشينًا أو له معني مؤذي للطفل، فتسمية الطفلة باسم السيدة ليا زوجة سيدنا أيوب عليه السلام إن كان من باب التيمن بكونها امرأة صالحة يكون جائزًا، أما إذا أريد به المعني المذكور في التوراة أو في اللغة العبرية من كونها الفتاة الحزينة البائسة لا يجوز لأن في ذلك إيذاء للطفلة والإسلام قد نهى عن الإضرار سواء بالنفس أو بالغير.
ما عدد أولاد سيدنا أيوب عليه السلام وزوجته قبل البلاء
كان عدد أولاد سيدنا يعقوب عليه السلام وزوجته ليا ثلاثة عشر ولدًا، سبعة من الأولاد وستة من البنات ماتوا جميعًا حين انهدم عليهم البيت بزلزال من فعل الشيطان.
شاهد أيضًا: قصة سيدنا ايوب
الآيات القرآنية التي وردت فيها قصة سيدنا أيوب وزوجته
وردت قصة ابتلاء سيدنا أيوب وزوجته في عدة مواضع في القرآن الكريم وهي كما يلي:-
- الآيات من ٨٣ إلى ٨٤ في سورة الأنبياء في قوله تعالى “وأيوب إذ نادي ربه إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين”.
- كما ذكرت قصة سيدنا أيوب أيضًا في الآيات من ٤١إلي ٤٤ في سورة ص في قوله تعالى” واذكر عبدنا أيوب إذ نادي ربه إني مسني الشيطان بنصب وعذاب، اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب، ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمًة منا وذكرى لأولي الألباب، وخذ بيدك ضغثًا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب”.
قصة ابتلاء سيدنا أيوب وزوجته
كان سيدنا أيوب رضي الله عنه رجلًا غنيًا صالحًا ذا مال وسلطة يعبد الله ويفعل الخيرات حتى سبحت الملائكة في السموات باسمه فسمع إبليس تسبيحهم وعند ذلك غضب من سيدنا أيوب وطعن في إيمانه عند الله وقال أن أيوب عليه السلام يعبد الله بسبب ما أعطاه من النعم فلو كشف الله عنه نعمته وسلط الشيطان عليه لما عبده، فسلط الله تعالى الشيطان على أموال وجسد وأولاد سيدنا أيوب ليفتنه ليختبر إيمانه ليعلم إن كان أيوب عليه السلام يعبده رغبًة في عبادته أم يعبده لأنه وهبه الكثير من النعم.
فاحترقت كل أموال سيدنا أيوب وقام زلزال بينما أولاده مجتمعين في بيت أكبرهم فقتلهم واجتمعت على أيوب عليه السلام الأمراض التي لم تعرف في عصره ومنها الجذام حتي خاف منه الناس ونبذوه وأخرجوه من مدينتهم مخافة أن ينقل لهم مرضه.
عندما مرض سيدنا أيوب عليه السلام وتجنبه الناس وطردوه لم يكن بجانبه في الشدة إلا امرأته فكانت تداويه وتخدمه وتخدم في بيوت الناس لتشتري الطعام لزوجها المريض حتى جاء يوم رفض الناس فيه أن يتركوها تعمل في بيوتهم لأنهم خافوا أن تكون قد أصابتها العدوى من زوجها المبتلى فتنقلها إليهم فاضطرت إلى أن تقص إحدى ضفيرتيها وتبيعها حتى تستطيع شراء الطعام وعندما سألها سيدنا أيوب من أين أتت بالمال أخبرته أنها وجدت قومًا طيبين رضوا أن يتركوها تخدم في بيتهم، وفي اليوم التالي أيضًا لم تجد أحدًا يوافق أن تخدم في بيته فاضطرت إلى أن تبيع ضفيرتها الثانية وعندها شك فيها سيدنا أيوب لتبدل حالها وظهور الحزن عليها سألها عن مصدر الطعام فكشفت له رأسها وعلم أنها باعت ضفيرتها وكذبت عليه عندما أخبرته أنها أتت بالمال من خدمة الناس فأقسم أن الله إن رد له صحته سيقوم بجلدها مئة جلدة.
سمع أيوب عليه السلام رجلان يتحدثان بشأنه أنه ولابد قد أحدث ذنبًا عظيمًا يعاقبه الله عليه لكونه مريض منذ ثمانية عشرة عامًا ولم يعف الله عنه وعندها بكى سيدنا أيوب ودعا ربه أن يكشف عنه ضر الشيطان إن كان صالحًا فاستجاب الله له ورد إليه صحته وماله وولده أزيد مما كانوا.
رأف الله تعالى بحال أيوب وزوجته المطيعة المخلصة التي ستجلد لأنها لم تشأ أن يشعر زوجها بالحزن وقلة الحيلة وأمر سيدنا أيوب عليه السلام أن لا يجلدها المئة جلدة التي أقسم بها وإنما يأخذ غصنًا به تسع وتسعين قضيبًا فيضربها به ضربة واحدة وبهذا يكون قد بر بقسمه وفي نفس الوقت لم يؤذ زوجته.[1]
شاهد أيضًا: من هي حارسة القران
مدة بلاء سيدنا أيوب وزوجته
استمرت مدة البلاء الذي عاشه سيدنا أيوب عليه السلام وزوجته ثمانية عشر عامًا، وقد كان سيدنا أيوب عليه السلام يمكنه منذ لحظة البلاء الأولى أن يدعوا الله ليكشف الضر عنه لكنه أبى ألا أن يتحمل قضاء الله بصبر وإخلاص لأنه علم أن الله تعالى ما فعل به هذا إلا ليختبر إيمانه وليمحص عقيدته وإخلاصه في العبادة.[2]
وفاة زوجة سيدنا أيوب
اختلف العلماء في وفاة زوجة سيدنا أيوب فقال بعضهم أنها عاشت فترة قصيرة بعد وفاة سيدنا أيوب عليه السلام ثم ماتت، وقال بعضهم أنها ماتت بينما كان سيدنا أيوب عليه السلام لا يزال حيًا، والأكيد حول أخبار موت زوجة سيدنا أيوب أن موتها ودفنها كانا بأرض الشام.
وفي النهاية نكون قد عرفنا ما اسم زوجة سيدنا ايوب وقصته حيث أن قصة سيدنا أيوب وزوجته من القصص العظيمة، فبالرغم من أن الله تعالى قد سلط عليهما الشيطان ليختبر إيمانهما إلا أنهما لم يفقدا الأمل برحمة الله تعالى برغم مرور السنوات وكانا على يقين أنه لن يضيعهما ولذا كافئهما الله بأن رد عليهما مثل ما فقداه وأكثر، فالقصة مثال لواقعي لكون من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.