ما الصفات المنفية عن الله في آية الكرسي

ما الصفات المنفية عن الله في آية الكرسي

ما الصفات المنفية عن الله في آية الكرسي، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- اتصفَ بصفاتِ الكمال، ونفَى عن نفسه صفاتَ النقصِ، فما هي الصفاتِ التي نفَاها عنْ نفسِه في آيةَ الكرسيِّ؟ وما هي آيةُ الكرسيِّ؟ وما تفسيرها وما هو فضل قراءتها؟ وما هي الصفاتِ التي نفَاها الله -عزَّ وجلَّ- عن نفسِه في غيرِ آيةَ الكرسيِّ؟ كلُّ هذه الأسئلةِ سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

ما الصفات المنفية عن الله في آية الكرسي

تعرَّف الصفاتَ المنفييةِ هي ما نفاه الله -عزَّ وجلَّ- عن نفسه من صفاتٍ في القرآنِ الكريم أو على لسان نبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم- وقد نفى عن نفسهِ في آيةَ الكرسي صفتانِ ثلاث صفات سلبيات، وهما:[1]

  • السنة: أي أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- نفى عن نفسه صفةَ النعاسِ، حيث قال تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ}.[2]
  • النوم: كذلك إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- نفى عن نفسه صفةَ النومِ، وذلك في  قوله تعالى: {وَلَا نَوْمٌ}.[3]
  • الوأد: أي المشقةَ، فالله -عزَّ وجلَّ- نفى عن نفسه في آيةَ الكرسيِّ صفةَ المشقةِ، حيث قال الله تعالى: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا}.[4]

نبذة عن آية الكرسي

تعدُّ آيةَ الكرسيِّ آيةً من آياتِ سورة البقرة، والتي تحملُ الرقم مئتان وخمسةٌ وخمسون، وتتكونُ من عشرِ جملةٍ تامَّاتِ المعنى، وهي قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}،[5] وفي هذه الفقرةِ سيتمُّ ذكر بعض التفاصيل الخاصةِ فيها، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: متى يسن قراءة آية الكرسي

تفسير آية الكرسي

بعد أن تمَّ بيانُ الصفات المنفية عن الله في آية الكرسي، فإنَّه في هذه الفقرة سيتمُّ بيان تفسير جملها، وفيما يأتي ذلك:[6]

  • قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}، في هذه الآية يُخبر الله -عزَّ وجلَّ- عباده بأنَّه منفردٌ بألوهيته، فلا معبودٍ بحقٍ سواه، حيث أنَّه وحده المستَحق للعِبادة، وبهذه الكلمة أرْسَل الله الرُّسل، وأنزَل الكُتُب، وعليها قامت السماوات والأرض، ومِن أجْلها خَلَق الله الجنَّة والنار.
  • قوله تعالى: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، وفي هذه الآية يخبر الله -عزَّ وجلَّ- أنَّه حيٌّ في نفسه فلا يموت أبدًا، وهو القَيِّم لغَيْره، ولا قوام للموجودات دون أمره.
  • قوله تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}، وفي هذه الآية يُنفي الله -عزَّ وجلَّ- عن نفسه صفتي النعاسَ والنومَ، فيقولَ بأنَّ النعاسَ والنومِ لا يغلبانه أبدًا.
  • قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}، وفي هذه الآيةَ يخبر الله المسلمين بأنَّ له ملكُ السماوات والأرضِ وما فيهنَّ، وأنَّ جميع مخلوقاته تحت قهره وسيطرته..
  • قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}، وفي هذه الآيةِ يُخبرنا الله -عزَّ وجلَّ- بأنَّ لا أحد يجرؤ أن يشفع لأحدٍ، إلَّا من أذن له الله -عزَّ وجلَّ- بالشفاعة.
  • قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}، وهنا دلالةٌ  على إحاطة علْمِ الله -عزَّ وجلَّ- بجميع الكائنات؛ ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ودليلٌ على شموليةِ علمه، فلا شيءَ يخفى عليه.
  • قوله تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}، وهنا يبيِّن الله -عزَّ وجلَّ- بأنَّ لا أحد يطلع على شيءٍ من علمه، إلا ما شاء الله إعلامه، وبما شاء، كما أنَّ هذه الآية تُوضح أنَّ كل ما وصَل إليه الإنسان من عِلْم، فهو بإذن الله.
  • قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}، قال ابن عباس: أنَّ الكرسي هو موضع قدم الله -عزَّ وجلَّ- أمَّا العرش فإنَّه لا يقدِّر قدره إلا الله.
  • قوله تعالى: {وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا}، أي أنَّ حفظ السماوات والأرض وما بينهما ومن فيهما لا يشتدَّ على الله -عزَّ وجلَّ- بل ذلك سهلٌ ويسيرٌ عليه، وهذه هي الصفةث الثالثةُ التي نفَاها الله عن نفسه في هذه الآيةِ الكريمة.
  • قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}، وهنا يبيِّن الله صفةً من صفاته، وهي علوِّه على جميع مخلوقاته؛ عُلُو منزلة، وعلو قهْرٍ وسلطان، وهو العظيم الكبير المتعال.

فضل آية الكرسي

إنَّ لآيةَ الكرسيِّ شأنٌ عظبم، حيث رتب الشرع الحنيف على قرائتها أجرًا عظيمًا وفضلًا كبيرًا، وفي هذه الفقرة من  المقال ما الصفات المنفية عن الله في آية الكرسي سيتمُّ ذكر بعض هذه الأحاديث، وفيما يأتي ذلك:

  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ ، إلَّا الموتُ”.[7]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، حتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ؛ فإنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَنَّكَ شَيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ”.[8]

شاهد أيضًا: الايمان بأسماء الله وصفاته كما جاءت في الكتاب والسنة هو

بعض الصفات التي نفاها الله عن نفسه

هناكَ بعضًا من الصفات التي نفاها اللهُ -عزَّ وجلَّ- عن نفسه في غير سورةِ الكرسيِّ، وفيما يأتي ذكرها وبيانِ موضع الشاهدِ منها، وفيما يأتي ذلك:

  • الموتُ: حيث قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا}.[9]
  • الضلال والنسيان: حيث قال الله تعالى: {قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى}.[10]
  • العجز: وذلك في ققوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا}.[11]
  • التعب واللغوب: حيث قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}.[12]
  • الظلم: وذلك في قوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}.[13]

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال  ما الصفات المنفية عن الله في آية الكرسي كما تمَّ فيه ذكر نبذةٍ مختصرةٍ هن آيةَ الكرسيِّ وبيان تفسيرها وفضلها، وفي ختامِ هذا المقال تمَّ ذكر بعضًا من الصفاتِ التي نفَاها الله -عزَّ وجلَّ- عن نفسه في غيرِ آيةَ الكرسيِّ.

المراجع

  1. ^ quran.ksu.edu.sa , آية الكرسي , 4/9/2021
  2. ^ البقرة: 255
  3. ^ البقرة: 255
  4. ^ البقرة: 255
  5. ^ البقرة: 255
  6. ^ alukah.net , أعظم آيات القرآن , 4/9/2021
  7. ^ بلوغ المرام، ابن حبان، أبي أمامة الباهلي، 97، حديث صحيح
  8. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبي هريرة، 2311، حديث صحيح
  9. ^ الفرقان: 58
  10. ^ طه: 52
  11. ^ فاطر: 44
  12. ^ ق: 38
  13. ^ الكهف: 49

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *