ما هو التصلب الجانبي الضموري .. اسبابه واعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه

ما هو التصلب الجانبي الضموري

ما هو التصلب الجانبي الضموري ؟ يعد التصلب الجانبي الضموري من أكثر الأمراض التنكسية شيوعاً التي تصيب الجهاز العصبي الحركي، ويشير مصلح التصلب الجانبي إلى التغيرات التي تحدث في مجموعات من الألياف العصبية الطرفية والتي تفقد كفاءتها الوظيفية، وأمّا مصلح الضمور فيشير إلى ضمور الألياف العضلية الناتج عن تنكس الخلايا العصبية التي تغذيها، ومن الجدير بالذكر إلى أنّ التصلب الجانبي الضموري المتعدد مرضًا قاتلاً ويبلغ متوسط ​​العيش ضمن الإصابة به ثلاثة سنوات، ويموت المرضى عادة من التهابات الرئة وغيرها من المضاعفات الناتجة عن قلة الحركة الناتجة عن هذا المرض.

ما هو التصلب الجانبي الضموري

هو مرض عصبي عضلي قاتل يتميز بالفقدان التدريجي للخلايا العصبية الحركية، بما في ذلك الخلايا العصبية الحركية العلوية والسفلية، وهو اضطراب عصبي تدريجي، مما يعني أن تلف الخلايا العصبية يتفاقم بمرور الوقت،[1] توجد الخلايا العصبية الحركية في الدماغ والنخاع الشوكي، ومع تطور المرض تتدهور هذه الخلايا وتموت لأنها تتوقف عن إرسال الإشارات العصبية إلى العضلات، ونتيجة لذلك يصبح الجسم غير قادر على التحكم في الحركات الإرادية وتضعف العضلات.[2]

شاهد أيضًا: ما هو مرض الباركنسون

أعراض مرض التصلب الجانبي الضموري

تعتمد أعراض التصلب الجانبي الضموري على مناطق الجهاز العصبي المصابة ، وتختلف إلى حد كبير من شخص لآخر، ومن أولى علامات هذا المرض عدم قدرة المريض على أداء المهام اليومية بفعالية، وعلى سبيل المثال قد يواجه صعوبة في صعود السلالم أو النهوض من الكرسي،وأن يعاني من صعوبة في الكلام أو البلع أو ضعف في الذراعين واليدين، وتظهر الأعراض الأولى عادةً في أجزاء معينة من الجسم وتميل إلى أن تكون غير متكافئة؛ أي أنه يحدث فقط في جانب واحد من الجسم، ومع تقدم المرض تنتشر الأعراض عادة إلى جانبي الجسم، لذلك يصبح ضعف العضلات على الجانبين شائعًا، مما يؤدي إلى فقدان الوزن بسبب تآكل العضلات والقدرات الحسية والقدرة على التبول، ويمكن تفسير أعراض المرض اعتمادًا على المنطقة المصابة على النحو التالي:[3]

  • أعراض إصابة الحبل الشوكي المستطيلة: هذا هو النصف السفلي من جذع الدماغ ويتحكم في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك التنفس وضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وفي هذه الحالة تظهر الأعراض التالية:
  • عدم القدرة على الكلام بوضوح.
  • بحة في الصوت
  • صعوبة في البلع.
  • صعوبة في التنفس.
  • الاضطراب العاطفي، ويتميز بظهور ردود فعل عاطفية مفرطة، مثل الضحك أو البكاء.
  • فقدان محيط عضلات اللسان أو ضمور اللسان.
  • زيادة إفراز اللعاب.
  • أعراض تلف خلايا القرن الأمامي: هذا هو الجزء الأمامي من الحبل الشوكي وتظهر الأعراض التالية:
  • ارتخاء العضلات وضعفها.
  • تآكل العضلات.
  • تقلصات العضلات.
  • مشاكل في التنفس نتيجة ضعف الحجاب الحاجز وعضلات الجهاز التنفسي الأخرى
  • أعراض تلف المسالك القشرية: وهو جزء من الدماغ يتكون من ألياف عصبية ويرسل إشارات من المخ إلى النخاع الشوكي، ويؤدي تلفه إلى ضعف تشنجي في الأطراف.

أسباب التصلب الجانبي الضموري

لم يتمكن الأطباء من تحديد السبب الدقيق لموت الخلايا العصبية الحركية الذي يحدث أثناء تطور المرض، حيث أنّ الطفرات الجينية تشكل 5-10٪ فقط من حالات هذا المرض، وقام الباحثون بعملية ربط أكثر من 12 تغيرًا جينيًا مختلفًا، وأحد أهمها هي تغييرات الجين الذي يصنع بروتينًا يسمى (SOD1)، ويمكن أن يكون هذا البروتين سامًا للخلايا العصبية الحركية، ويمكن للتغيرات الجينية الأخرى أن تدمر هذه الخلايا،[4] بالإضافة إلى التغيرات الجينية يُعتقد أيضًا أن البيئة تلعب دورًا مهمًا في تطور مرض التصلب الجانبي الضموري، ويدرس العلماء ما إذا كان التلامس مع بعض المواد الكيميائية أو الجراثيم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة به، كما أنهم يبحثون في الأسباب المحتملة الأخرى، بما في ذلك ما يلي:[4]

  • الغلوتامات: الغلوتامات هو نوع من الناقلات العصبية، وبالتالي فهو يساعد في إرسال الإشارات من وإلى الدماغ والأعصاب، وقد وجد أن هذه المادة تتراكم في الفراغات حول الخلايا العصبية أثناء تطورها والذي يمكن أن يسبب الضرر.
  • أمراض الجهاز المناعي: يحمي الجهاز المناعي الجسم من الالتهابات التي تسببها البكتيريا والفيروسات، والدببات الدبقية هي النوع الرئيسي من الخلايا المناعية في الدماغ، وعندما يحدث التصلب الجانبي الضموري يمكن لهذه الخلايا أن تدمر الخلايا العصبية الحركية الطبيعية عن طريق الخطأ، مما يؤدي بدوره إلى تطور هذا المرض.
  • اضطرابات الميتوكوندريا: الميتوكوندريا هي المسؤولة عن إنتاج الطاقة داخل الخلايا، ويمكن أن تؤدي اضطرابات اليتوكندريا إلى تفاقم المرض.
  • الإجهاد التأكسدي: تستخدم الخلايا الأكسجين للحصول على الطاقة، ولكن يمكن تحويل كمية صغيرة من الأكسجين المستخدم للطاقة إلى مواد سامة تسمى الجذور الحرة، والتي يمكن أن تتلف الخلايا.

شاهد أيضًا: علاج القولون العصبي بالعسل

تشخيص التصلب الجانبي الضموري

قد يكون من الصعب تشخيص التصلب الجانبي الضموري مبكرًا؛ لأنه مشابه للعديد من الأمراض العصبية الأخرى، والاختبارات التي يمكن إجراؤها هي كما يلي:[5]

  • تخطيط كهربية العضلات: يمكن أن يساعد هذا الإجراء في تشخيص المرض أو استبعاده.
  • دراسة التوصيل العصبي: تقيس هذه الدراسة قدرة الأعصاب على إرسال نبضات إلى العضلات في مناطق مختلفة من الجسم ويمكن أن تساعد في تحديد وجود تلف الأعصاب أو بعض أمراض العضلات أو الأعصاب.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يُظهر التصوير بالرنين المغناطيسي أورامًا في الحبل الشوكي، أو انزلاق غضروفي في الرقبة، أو حالات أخرى يمكن أن تسبب أعراضًا مشابهة.
  • اختبارات الدم والبول: يمكن أن يساعد اختبار الدم والبول الطبيب في استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للعلامات والأعراض.
  • البزل القطني: يتضمن هذا الاختبار أخذ عينة من السائل النخاعي للفحص المعملي.
  • خزعة عضلية: إذا اشتبه الطبيب في إصابة الشخص بمرض عضلي بدلاً من التصلب الجانبي الضموري، فقد يقوم بإجراء خزعة عضلية.

مضاعفات التصلب الجانبي الضموري

يمكن أن يسبب التصلب الجانبي الضموري بعض المضاعفات الصحية، ومن أبرز هذه المضاعفات ما يلي:[6]

  • مشاكل التنفس: السبب الأكثر شيوعًا للوفاة بين الأشخاص المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري هو فشل الجهاز التنفسي، وتحدث الوفاة في المتوسط ​​في غضون 3 إلى 5 سنوات بعد ظهور الأعراض، ولكن يمكن لبعض الأشخاص المصابين بالتصلب الجانبي الضموري العيش من أجل عشر سنوات أو أكثر.
  • مشاكل الكلام: يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من صعوبة في الكلام، وتزداد هذه الصعوبة تدريجياً.
  • القضايا الغذائية: يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بمرض التصلب الجانبي الضموري من سوء التغذية والجفاف بسبب تضرر العضلات التي تتحكم في عملية البلع.
  • الاضطراب العقلي: يعاني بعض الأشخاص المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري من مشاكل في الذاكرة واتخاذ القرار، وقد يتم تشخيص البعض في نهاية المطاف بالإصابة بمرض الخرف.

شاهد أيضًا: علاج القولون العصبي بالاعشاب مجرب 

علاج التصلب الجانبي الضموري

لا يهدف علاج هذا المرض إلى التخلص من المرض، بل إلى إبطاء تفاقم الأعراض والمضاعفات، لذلك يحتاج الشخص المصاب بمرض التصلب الجانبي الضموري إلى فريق طبي متكامل لمراقبة المرض و تحسين نوعية الحياة، وتتضمن بعض طرق العلاج المستخدمة للوقاية من تطور المرض ما يلي:[3]

  • العلاجات الدوائية: تخفف هذه الأدوية الأعراض المصاحبة للمرض:
  • ريلوزول: يأتي هذا الدواء على شكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم ويسبب العديد من الآثار الجانبية مثل التغيرات في وظائف الكبد، والتغيرات في مستويات خلايا الدم، والدوخة وبعض أمراض الأمعاء.
  • الايدارافون: يوصف هذا الدواء على شكل جرعات وريدية، وهو مقاوم لانخفاض القدرة على أداء المهام اليومية، وله آثار جانبية مثل الصداع وضيق التنفس والكدمات، وقد يكون هذا العلاج يستخدم يوميا لمدة 14 يوما كل شهر.
  • العلاج الطبيعي: يكافح هذا العلاج عدم القدرة على المشي والحركة، ويقلل من الألم، وذلك للمحافظة على الشكل البدني والقلب والمحافظة على قوة العضلات لأقصى وقت ممكن.
  • مساعد عملية التنفس: في هذا العلاج يتم مساعدة المريض على إجراء عملية التنفس بشكل أفضل، ويمكن تزويد المريض بجهاز مساعدة للتنفس لاستخدامه أثناء النوم.

وختامًا، تمّ في هذا المقال الإجابة حول التساؤل المطروح، ما هو التصلب الجانبي الضموري؟، وتمّ التطرق كذلك إلى التعريف بالأسباب التي تؤدي إليه، والأعراض والمضاعفات التي تنتج عنه، وطرق تشخيصه وعلاجه.

المراجع

  1. ^ ncbi.nlm.nih.gov , A comprehensive review of amyotrophic lateral sclerosis , 1/2/2020
  2. ^ medicalnewstoday.com , All about amyotrophic lateral sclerosis (ALS) , 1/2/2020
  3. ^ healthline.com , ALS (Lou Gehrig's Disease) , 1/2/2020
  4. ^ webmd.com , What Is ALS? What Are the Types and Causes? , 1/2/2020
  5. ^ mayoclinic.org , Amyotrophic lateral sclerosis (ALS) , 1/2/2020
  6. ^ mayoclinic.org , Amyotrophic lateral sclerosis (ALS) , 1/2/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *