ما هي البيدوفيليا ؟ .. وما علاماتها واعراضها المرضية وطرق علاجها

ما هي البيدوفيليا

ما هي البيدوفيليا ؟، حيث يعرف الانحراف أو الخطل الجنسي على أنه مجموعة عامة من اضطرابات التفضيل الجنسي، وينشأ فيها عنصر الانجذاب الجنسي والإثارة من سلوكيات  وأشخاص لا يخضعون للإثارة الجنسية بحسب ما هو معتاد في المجتمع الذي ينتمي إليه هذا الشخص وبحسب ثقافته، وتم تسمية هذه الاضطرابات بالعديد من الأسماء، بما في ذلك: الانحراف الجنسي، واضطراب الرغبة الجنسية، واضطراب التفضيل الجنسي، واضطراب الغاية الجنسية.

ما هي البيدوفيليا ؟

هو اضطراب الرغبة الجنسية اتجاه الأطفال، أو الاعتداء الجنسي على الأطفال، ويسمى أيضًا اضطراب الميل الجنسي للأطفال، واضطراب حب الأطفال، وفيه يميل الشخص البالغ جنسيًا نحو الأطفال، وتستند رغبته الجنسية على تخيل السلوك الجنسي مع الأطفال، ويُعرَّف الاضطراب بأنه توجه جنسي تجاه الأطفال دون سن البلوغ، عادةً 13 عامًا أو الأصغر سنًا، ويمكن أن يؤدي هذا الميول إلى التحرش أو الاعتداء الجنسي، وعادةً ما يكون الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من الرجال، وينجذبون جنسيًا إلى الأطفال من أحد الجنسين أو كلاهما، ومن أجل تشخيص المرض بشكل صحيح يجب النظر إلى أنّ الفرد  يتصرف على أساس دوافعه الجنسية تجاه الأطفال، أو الشعور بضغط نفسي قوي بسبب دوافعه أو تخيلاته، وبدون وجود هذين المعيارين يمكن القول أنّ الشخص على وشك أن يعاني من الاضطراب ولكن ليس لديه هذا الاضطراب.[1]

كما أنّ معدل حدوث هذا الاضطراب غير معروف، ولكنه أعلى عند الرجال منه عند النساء، ويبلغ معدل الإصابة عند الرجال حوالي 3 إلى 5٪، بينما تكون النسبة منخفضة جدًا عند النساء، ومن الجدير بالذكر إلى أنّ حوالي عشرين بالمائة 20٪ من الأطفال في الولايات المتحدة تعرضوا لاعتداء جنسي، لذا يمكن اعتبار الاعتداء الجنسي على الأطفال اضطرابًا جنسيًا شائعًا، وغالبًا ما يكون المعتدون أقارب أو أصدقاء لعائلة الطفل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاعتداء الجنسي المرتكب يختلف، حيث يمكن أن يكون مجرد النظر إلى الطفل أو لمسه بطريقة جنسية، ويمكن أن يحدث أن يمارس شخص بالغ الجنس الفموي مع الطفل أو أن يلمس الأعضاء الجنسية للطفل، وتشير الدراسات إلى أن الأطفال المُهملين والذين يكونون بمفردهم في الأسرة؛ هم الأكثر عرضة للتحرش والاعتداء الجنسي.[1]

شاهد أيضًا: هل يشفى المريض النفسي تماما

أعراض البيدوفيليا

يتضمن التشخيص الأعراض التالية:[2]

  • تخيلات جنسية قوية أو إلحاح أو سلوك جنسي مع أطفال تقل أعمارهم عن 13 عامًا أو أقل لمدة ستة أشهر على الأقل، والدوافع الجنسية تترجم على أنها اعتداء وانتهاك، أو قلق واضطراب اجتماعي أو وظيفي، أو حياتي.
  • يجب ألا يقل عمر الجاني عن ستة عشر 16 عامًا وأن يكون فارق السن بين الجاني والطفل المعتدى عليه خمس 5 سنوات على الأقل، ولا ينطبق
  • التشخيص على الأشخاص في أواخر سن المراهقة الذين مارسوا الجنس مع أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و 13 عامًا.
  • يجب أن يحدد التشخيص ما إذا كان الشخص ينجذب حصريًا إلى الأطفال أم لا، والجنس الذي يجذبه كان ذكراً  أم أنثى، وما إذا كانت دوافعه الجنسية محدودة داخل الأسرة وسفاح القربى.

هناك بعض الصعوبات التشخيصية، ونادرًا ما يلتمس الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب العلاج، وعادة ما تكون المشورة والعلاج أحد المسائل القضائية، كما يمكن أن تكون المقابلات الشخصية والتحقيقات وسجلات التحقيق الجنائي مفيدة في تشخيص هذا الاضطراب، ويُعد الاستخدام المفرط للمواد الإباحية المتعلقة بالأطفال مؤشرًا جيدًا على حدوث اضطراب، بالإضافة إلى ذلك يمكن قياس استثارة الأعضاء التناسلية عن طريق تعريض الجاني في تجربة معملية لمحفز جنسي وقياس التغيرات والاستجابة للأعضاء التناسلية، ومن الجدير بالذكر إلى أنّ الاضطرابات الجنسية لها نسبة عالية من الإصابة بالمفاصل، أي أن هناك احتمالًا قويًا أن يصاب الشخص بها بالإضافة إلى اضطرابات القلق والاكتئاب الشديد أو اضطرابات المزاج وتعاطي المخدرات.

شاهد أيضًا: انواع المرض النفسي وعلاج الادمان

طرق علاج البيدوفيليا

من أبرز طرق العلاج المتبعة في علاج البيدولفيليا العلاج بالأدوية والعلاج النفسي السلوكي الإدراكي، وهي كما يلي:[2]

علاج البيدوفيليا بالأدوية

من أبرز الأدوية التي تُعطى للمريض المصاب بالبيدوفيليا ما يلي:

  • بالإضافة إلى العلاج النفسي، يمكن استخدام الأدوية لعلاج الاضطراب مثل: مضادات الأندروجين التي تقلل الرغبة الجنسية، وأسيتات الميدروكسي بروجستيرون ، والمعروفة تجاريًا باسم بروفيرا، وأسيتات الليوبروليد المعروفة تجاريًا باسم لوبرون.
  • يمكن استخدام أدوية الاكتئاب، مثل: سيرتالين، فلوكستين، فلوفوكسامين، سيتالوبرام، باروكستين وباروكستين، ولكن بجرعات أعلى من الموصوفة للاكتئاب.
  • لا ترتبط الإثارة الشديدة أو الدافع الجنسي بالسلوك أو الاضطرابات الجنسية، بالإضافة إلى ذلك فإن ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون في الدم لا يجعل الفرد عرضة للإصابة بالاضطرابات الجنسية.
  • تعمل هرمونات ميدروكسي بروجستيرون أسيتات وسيبروتيرون أسيتات على تقليل مستوى هرمون التستوستيرون في الدم، بحيث تقلل من الرغبة الجنسية، وحدوث الانتصاب، والتخيلات الجنسية والسلوكيات الجنسية، مثل العادات السرية أو الجماع.
  • يستخدم العلاج الهرموني بالتتابع مع العلاج السلوكي والمعرفي، لذلك تنجح مضادات الاكتئاب في تقليل الرغبة الجنسية، لكنها لم تقلل التخيلات الجنسية.

العلاج النفسي للبيدوفيليا

تشير الأبحاث إلى أن المعالجين السلوكيين الإدراكيين قد نجحوا في علاج الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من خلال:[3]

  • الاشراط الإجرائي المُنفِر، هو شكل من أشكال العلاج يقلل من تكرار السلوك غير المرغوب فيه، يقوم بذلك عن طريق الجمع بين منبه طارد غير مرغوب فيه والسلوك غير المرغوب فيه.
  • مواجهة الانحراف الفكري.
  • التعاطف مع الشخص البالغ من خلال نشر مقاطع فيديو لبعض الأطفال بعد الاعتداء عليهم.
  • تدريب مؤكد في المهارات الاجتماعية والتخطيط وإدارة الوقت.
  • تجنب الانتكاسات من خلال معرفة ما يحفز الرغبة الجنسية والهجمات وكيفية التغلب عليها.
  • مراقبة سلوك المصابين من خلال أنظمة المراقبة.
  • الالتزام بالعلاج مدى الحياة.

الاشراط الإجرائي

يتضمن الاشراط الإجرائي استخدام محفز سلبي لتقليل السلوك أو القضاء عليه، ويعد التحسس الضمني إحدى طرق الاشراط الإجرائي، ويعتمد على وضع المريض في حالة استرخاء وتعريضه لمشاهد عدوانية، ثم يتبعه مشهد سلبي، كأن يكون قضيب المعتدي عالقًا في سحاب سرواله، ويُشبه الاشراط الإجرائي التحسس الضمني، لكنه يتميز باستخدام محفز سلبي حقيقي، مثل تعرض المريض من قبل المعالج، لرائحة كريهة بعد مشاهدة الهجمات، والهدف هو أن يربط المريض بين الإساءة والرائحة الكريهة، وأن يشعر بالخجل من فعلته، فمثلاً يمكنه مشاهدة فيديو يتم فيه الاعتداء على طفل، مما يجعله يشعر بالخجل والرغبة في وضع حد لهذه الانتهاكات، وهناك أيضًا الاشراط الإجرائي الذي يعتمد على اكتساب المهارات الاجتماعية والسلوكيات المناسبة، ويدور  حول إعطاء المريض استجابة سريعة يمكن أن تساعده في تغيير سلوكه، حيث يتم توصيل المريض بجهاز يقيس الاستجابات الحيوية، ويتم تزويد الجهاز بلوحة ضوئية، ويجب على المريض الحفاظ على الضوء إلى درجة معينة عند تعرضه لمثير جنسي.[3]

شاهد أيضًا: كيف اتعامل مع المريض النفسي

ويشمل العلاج المعرفي إعادة الهيكلة وتصحيح الانحرافات الحسية والتدريب على التعاطف مع الآخرين، ويتم تصحيح الانحرافات المعرفية من خلال تصحيح أفكار المريض، حيث قد يعتقد المريض خطأً أن الطفل يريد ممارسة سلوكيات جنسية معه، وعلى سبيل المثال إذا رأى المريض طفلًا يرتدي ملابس قصيرة، فقد يعتقد أنها تغويه، ويساعد اكتساب التعاطف على معرفة المزيد عن الضحية، ونضالاتها وصراعاتها، وفهم مدى الضرر الذي قد يحلق بالضحية، وتجدر الإشارة إلى أنه من الصعب تحديد المسار الذي يسلكه الاضطراب، بالنسبة لأولئك المتأثرين، فقد يكون من الصعب جدًا تغيير تخيلاتهم ورغباتهم الجنسية والتحكم بها مدى الحياة، ويمكن للمعالج أن يقلل من التخيلات الجنسية ويحسن من سلوك المريض، ولكن يجب أن يكون المريض على دراية بحالته ورغبته والتعاون في العلاج، وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاج النفسي المرن والعلاج السلوكي والتدخلات الدوائية والجراحية  أظهرت بعض النتائج في علاج هذا الاضطراب.[3]

وختامًا، تمّ في هذا المقال الإجابة حول التساؤل المطروح، ما هي البيدوفيليا؟، وتمّ التطرق كذلك إلى بيان الأعراض المرضية التي تنتج عن الإصابة بالبيدوفيليا، والأسباب التي تؤدي إليها، وطرق علاجها.

المراجع

  1. ^ psychologytoday.com , Pedophilia , 1/25/2020
  2. ^ britannica.com , Pedophilia , 1/25/2020
  3. ^ sciencedirect.com , Pedophilia , 1/25/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *