جدول المحتويات
ما هي قصة الماسة الزرقاء ؟ تدور قصة الماسة الزرقاء حول جريمة حصلت في المملكة العربية السعودية في عام 1989 ميلادي بسبب سرقة عامل تايلاندي لجواهر باهظة الثمن من قصر الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، سنتعرف وإياكم عبر موقع محتويات على القصة الكاملة للماسة الزرقاء، وعلى تداعيات هذه القضية.
ما هي قصة الماسة الزرقاء ؟
بدأت القصة في عام 1989 ميلادي، حيث كان العامل التايلاندي “كرانكري تيشمونغ” يعمل بوابًا في قصر الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، إذ نال هذا العامل ثقة ملاك القصر وأصبح محل ثقة حراسه. وصل تيشمونغ في أحد أيام شهر حزيران من عام 1989 إلى القصر وتوقف عند زميله الفلبيني المعني بجهاز الإنذار الأوتوماتيكي للقصر، وتمكن من حفظ الأرقام السرية التي توقف جهاز الإنذار عن العمل، ليقوم بتعطيل جهاز الإنذار في مساء اليوم التالي ويدخل إلى إحدى الغرف ويسرق من الخزينة خمسة خواتم مرصعة بالألماس ويعود إلى سكنه.
شاهد أيضًا: سبب منع السفر الى تايلاند من السعودية
قضية الماسة الزرقاء
يقول تيشمونغ أنه لم يعرف النوم في تلك الليلة لأنه لم يسرق كمية كبيرة من المجوهرات، ليكرر فعلته في اليوم التالي، ويواصل التردد إلى الخزينة لمدة شهرين، مستغلًا غياب أصحاب القصر ووجودهم خارج العاصمة الرياض. ومع نهاية شهر آب أغسطس، كان تيشمونغ قد أفرغ كامل الخزينة من محتوياتها وشحنها إلى تايلاند عبر شركة للشحن الجوي، كما أبقى ما يقارب 20 كغ من المجوهرات بحوزته ونقلها معه بالطائرة إلى بانكوك بعد أن أعطى لموظف الجمارك ما يقارب 280 دولار أمريكي. وصل العامل التايلاندي إلى قريته الواقعة في شمال تايلاند ودفن قسمًا كبيرًا من النقود والمجوهرات في الحديقة خلف منزله، وباع بعض القطع بمبلغ 120 ألف دولار أمريكي.
حرب الماسة الزرقاء بين السعودية وتايلاند
بعد عودة أصحاب القصر في النصف الثاني من نوفمبر عام 1989 واكتشافهم اختفاء الأموال والمجوهرات من الخزينة، أبلغوا الجهات المعنية التي اتصلت بالحكومة التايلاندية، اعتقلت الأخيرة تيشمونغ في شهر يناير من العام 1990، واعترف بالسرقة وسلم باقي المجوهرات والنقود، وكشف أسماء بعض الأشخاص الذين اشتروا منه المجوهرات، وسجن تيشمونغ لمدة سنتين وسبعة أشهر قبل أن يخرج بعفو ملكي. ذهب بعد ذلك رجال الشرطة التايلاندية إلى المملكة العربية السعودية لإعادة ما تبقى من المجوهرات، لكن اكتشفت السطات السعودية أن نصف هذه المجوهرات مزيفة، بالإضافة إلى فقدان بعضها، كالماسة الزرقاء.
شاهد أيضًا: التفاصيل عن عودة العلاقات السعودية التايلاندية
الاغتيالات الناتجة عن الماسة الزرقاء
بعد قضية سرقة المجوهرات، كلفت العناصر الأمنية في السفارة السعودية في بانكوك بمتابعة المعلومات المتعلقة بالمتورطين بهذه القضية، حيث تولى إدارة هذه العملية كل من الدبلوماسيين: عبد الله المالكي، وعبد الله البصيري، وأحمد السيف، وفهد الباهلي. اصطدمت هذه العملية بكثير من المعوقات بسبب تورط بعض عناصر الشرطة التايلاندية في القضية، وإعطاء معلومات مغلوطة، بالإضافة إلى تصفية بعض العناصر المتعاونة مع فريق التحقيق، ليصل الأمر إلى اغتيال أحد أفراد الفريق الدبلوماسي السعودي، وهو عبد الله المالكي الذي قتل إثر إطلاق النار عليه خلال عودته، كما تم اغتيال باقي أفراد الفريق السعودي في وقت لاحق. تعرض بعد ذلك رجل الأعمال السعودي محمد بن غانم اللميعي الرويلي إلى الخطف بعد وصوله إلى بانكوك للتحقيق بالقضية، بالإضافة إلى قتل 13 شخصًا من المعنيين بقضية السرقة، من بينهم زوجة وابن رجل الأعمال “سانتي سريثانكان”.
العلاقات بين السعودية وتايلند
بعد سلسلة الجرائم والاغتيالات، توقفت المملكة العربية السعودية عن إصدار تأشيرات العمل للتايلانديين، كما منعت مواطنيها من الذهاب إلى تايلاند لينخفض عدد التايلانديين العاملين في المملكة من 150 -200 ألف في العام 1989 إلى 10 آلاف فقط عام 2008. يرى معظم المحللين الاقتصاديين أن الاقتصاد التايلاندي هو الخاسر الأكبر من هذه القطيعة، حيث خسر مليارات الدولارات التي كانت تجنى من التجارة مع المملكة العربية السعودية، إضافةً إلى خسارة مئات الآلاف من التايلانديين لفرص العمل في السعودية.
عودة العلاقات السعودية التايلاندية
عقد لقاء ثلاثي في العاشر من شهر أكتوبر عام 2016 في قمة حوار التعاون الآسيوي بين وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير، ورئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوتشا، ورئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان، والجدير بالذكر أن هذا اللقاء يعتبر الأول من نوعه على هذا المستوى بعد قطيعة دامت أكثر من 20 عامًا، حيث قدمت الحكومة التايلاندية العديد من العروض لتصفية الأجواء مع حكومة المملكة، كتقديم تعويضات مالية مجزية للضحايا الدبلوماسيين السعوديين، وإعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول إلى تايلاند.
شاهد أيضًا: عملة تايلاند مقابل الريال السعودي
في ختام هذا المقال نكون قد عرفنا ما هي قصة الماسة الزرقاء ؟ والتي سببت انقطاع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وتايلاند لمدة قاربت الثلاثين عامًا.