معتقد يدعو الى الانعزال الكامل عن المجتمع

معتقد يدعو الى الانعزال الكامل عن المجتمع

معتقد يدعو الى الانعزال الكامل عن المجتمع، أحد المواضيع المتداولة في الآونة الأخيرة، ,والانعزال الاجتماعي يعتبر مظهـرا من مظاهر السلوك الإنسانى، وله آثار خطيرة على شخصية الفــرد وعلاقتـه بالآخريــن، حيــث يؤدي إلـى عـدم قدرتـه علـى الانخـراط فـى العلاقـــات الاجتماعيـة، وإلى تقوقعـــه أو تمركـزه حـول ذاتـه، فيفصـل ذاتـه  عـن ذوات الآخرين مما يقود إلى عدم كفاية شبكــة العــلاقات الاجتماعية. [1]

الأصل في الانسان الميل للتعايش ضمن جماعة

يعتبر الإنسان كائنًا اجتماعيًا يميل إلى العيش وسط جماعة، فهو يبذلك يشعر بالأمان والطمأنينة، ويتم اشباع حاجته إلى الانتماء، كما يجد الإنسان ذاته بواسطة هذا الانتماء فهناك الكثير من السلوكات التي تدل على طبيعة الإنسان الاجتماعية، ومن هذه السلوكيات؛ التعاون، والتكافل الاجتماعي، وعادًة تتميز العلاقات الاجتماعية بالتماسك الاجتماعي، بما يضمن تكون التجاذب الاجتماعي بين الأفراد. كما يكتسب من خلال هذه العلاقات الفرد مختلف المعايير الاجتماعية والخلقية والنفسية الهامة، ويتعلم كيف يستمر في العيش بطريقة اجتماعية يوافق عليها المجتمع ويرتضيها. إذ يتحول الفرد من طفل يتمركز حول ذاته لا يهدف إلا إلى إشباع حاجاته الفسيولوجية، إلى فرد ناضج يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية، ويصبح قادرًا على إدراك معنى الفردية والاستقلالية، فيعتمد على نفسه ويضبط انفعالاته، ويتحكم في إشباع حاجاته بما يتفق والمعايير الاجتماعية، كما يدرك قيم المجتمع ويلتزم بها. وعندما لا يستطيع أن يقيم هذا التعلق فإن علاقته بأفراد المجتمع تتأثر سلبيًا، فيعيش في وحدة وعزلة؛ التي هي مظهراً من مظاهر السلوك الإنساني.[2]

معتقد يدعو الى الانعزال الكامل عن المجتمع

يعتبر الانعزال الكامل عن المجتمع خبرة وجدانية ضاغطة يمر بها الفرد، وتؤثر على شخصيته وعلى علاقاته بمحيط، فيميل فيها إلى التباعد والانسحاب من الأجواء الاجتماعية، فهي تشير إلى انخفاض قدرة الفرد على التفاعل الاجتماعي الفعال؛ والذي يشمل شبكة العلاقات الاجتماعية، فظاهرة الانعزال الاجتماعي من الظواهر التي تؤثر على الفراد من الناحيتين؛ الناحية الشخصية والناحية الاجتماعية في آن واحد، وهذا لأن العلاقة بين العلاقات الشخصية والعلاقات الاجتماعية علاقة وثيقة؛ فكل ما هو شخصي له جذور اجتماعية وكل ما هو اجتماعي له انعكاسات شخصية ونفسية.[3]

ويؤدي الانعزال الاجتماعي إلى تفكك المجتمع وعـدم الارتباط بـين أعضـائه مـع غـــياب العلاقـات الاجتماعيـة، وقــد يرجــع ذلـك إلـى التغيـر السـريع الـذى شـهدته الحيـاة فـى الفترة الأخيرة، مما سـاهم الـى حـد كبيـر فـى إنتشـار القلـق، والاكتئـاب، اضـافة إلـى تبـدد القـيم وتبدلها، واضطراب العلاقات الإنسانية وعدم الأمن النفسي.

أعراض الانعزال الاجتماعي

أعراض الانعزال الاجتماعي تختلف من فرد إلى آخر، وقد تكون مجتمعة في شخص واحد، وقد يكون سبب واحد كاف لحدوث العزلة عند الفرد، وهذه الأسباب تنقسم إلى:

  • جسدية: وتتمثل في الصداع، والخمول، وفقدان الشهية أو زيادة في الوزن، واضطرابات النوم، وقلة النشاط.
  • نفسية: وتتمثل في القلق، والاكتئاب، وميول انتحارية، وقلة الثقة بالنفس، والشعور بالدونية، والإحساس باليأس.
  • سلوكية: وتتمثل في التدخين بشراهة، وتعاطي المواد المخدرة، وتناول الخمور والكحول.

أسباب الوحدة والانعزال الاجتماعي

أسباب الوحدة والانعزال متعددة، وجميعها تؤثر سلبًا بشكل كبير على الفرد المنعزل. ومن هذه الاسباب:

  • تربوية: وتكون بسبب طريقة تربية الوالدين للأبناء؛ عن طريق التخويف والزجر والتعنيف في حالة الاختلاط بالأطفال بمحيط بيئتهم.
  • هاجسية: وهي عن طريق تفكير الشخص أنه دائمًا على صواب والجميع على خطأ، ويتحول هذا الهاجس إلى مبدأ في التعامل، وأن مشاركتة الآخرين في رأي ما أو موضوع ما أمر غير مرغوب، فهو يُفضل عدم الاختلاط بأي أحد نهائيًا.
  • عمرية: يمكن أن تكون التغيرات الفسيولوجية عند المراهقين سببًا في ترك التواصل مع الآخرين، حيث تعتبر المراهقة مرحلة انتقالية يمر بها الشخص، فتتغلب عليه وساوسه القهرية في تقييم الأمور، والأوضاع النفسية والاجتماعية والأسرية بالعموم.
  • نفسية: وتتمثل بالقلق والتوتر وهي اضطرابات نفسية شائعة، وعند تعرُض الاشخاص لها قد يؤدي ذلك إلى الانطواء والوحدة والعزلة، ويكون القلق هو المساحة التي تشغل الشخص، لذا يُفضِل الاعتزال، لتفادي زيادة القلق الذي يُعاني منه.

أنواع الانعزال الاجتماعي

تنقسم أنواع الانعزال الاجتماعي إلى قسمين:

  • انعزال إيجابي: ويتمثل في الخلوة، وإعادة الحسابات، واتخاذ قرارات مصيرية، والابتعاد عن السلبيات والإحباط والفشل.
  • انعزال سلبي: ويتمثل في التهور في اتخاذ القرارات، وتباطؤ التواصل مع الفاعلين في القرار، والتردد والتبرير الدائم. [4]

الانعزال الاجتماعي مرض يصيب الأشخاص ممن يُعانون من اضطرابات اجتماعية، أو ثقافية، أو جغرافية، أو عائلية، ويتوجب علينا كلما وجدنا معتقد يدعو الى الانعزال الكامل عن المجتمع  أن ننصحه باستشارة متخصص، ليأخذ العلاج المعرفي السلوكي ويحصل على أفضل النتائج.