معنى الخناس الذي أمر الله تعالى بالاستعاذة منه هو الذي

معنى الخناس الذي أمر الله تعالى بالاستعاذة منه هو الذي

معنى الخناس الذي أمر الله تعالى بالاستعاذة منه هو الذي ؟ من الأسئلة الهامة، فلابد للمسلم أن يعلم معنى وسوسة الشيطان ومعنى خنسه، لكي يتقي شر الشيطان ووسوسته، وفي هذا المقال سنوضح حقيقة علاقة الشيطان بالإنسان، ومعنى الخناس الذي أمر الله -سبحانه وتعالى- بالاستعاذة منه، كما سنوضح سبل الوقاية والبعد عن وسوسات الشيطان والتخلص منها.

علاقة الشيطان بالإنسان

إن أحد أسباب التشخيص الخاطئ لبعض المشاكل التي يمر بها الإنسان في حياته، هو جهل الإنسان بطبيعة العلاقة بينه وبين الشيطان، وهذه العلاقة تتلخص بقوله -تعالى-: “قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ“،[1] فقد أقسم الشيطان على منع الإنسان من سبل الخير والفلاح، لإدخاله معه في نار جهنم، والشيطان لابنشغل أبدًا عن وظيفته الوحيدة التي يعيش من أجلها، وهي إضلال العباد، ولا يبتعد عن الإنسان إطلاقا، سواء أكان خيرًا أم فاسدًا، وهمه الوحيد هو عرقلة الخير، فقد قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: “إنَّ الشَّيطان يَجْرِي مِن الإنسانِ مَجْرى الدَّمِ“،[2] ومع كل هذه العداوة الشديدة من الشيطان، والكراهية التي في قلبه على الإنسان، ولكنه ضعيف، لإن الله-سبحانه وتعالى- لم يعطه القدرة للتغلب على العباد فقال -تعالى-: “إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا“.[3][4]

معنى الخناس الذي أمر الله تعالى بالاستعاذة منه هو الذي

اختلف العلماء في معنى الخناس فقال أكثر العلماء ومنهم: ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، أن معنى الخناس: “هو الذي يخنِس مرّة ويوسوس أخرى، وإنما يخنِس فيما ذُكر عند ذكر العبد ربه”، وقال بعض العلماء أن معنى الخناس: “هو الذي يوسوس بالدعاء إلى طاعته في صدور الناس، حتى يُستجاب له إلى ما دعا إليه من طاعته، فإذا استجيب له إلى ذلك خَنَس”، والذي رجحه الإمام الطبري -رحمه الله- الجمع بين المعنيان فقال: “والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله أمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ به من شرّ شيطان يوسوس مرّة ويخنس أخرى، ولم يخصَّ وسوسته على نوع من أنواعها، ولا خنوسه على وجه دون وجه، وقد يوسوس بالدعاء إلى معصية الله، فإذا أطيع فيها خَنَس، وقد يوسوس بالنَّهْي عن طاعة الله فإذا ذكر العبدُ أمر ربه فأطاعه فيه، وعصى الشيطان خنس، فهو في كلّ حالتيه وَسْواس خَناس، وهذه الصفة صفته”.[5]

التخلّص من وسوسة الشيطان

أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على أمور، لطرد وسوسة الشيطان والتخلص منها، وفيما يلي بعضًا من تلك الطرق:[6]

  • أن يلجأ المسلم إلى الله ويستعيذ به من شرِّ الشّيطان وشركه، وصيغة الاستعاذة أن يقول المسلم: (أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم).
  • التوقف عن اتباع الشيطان في وسوسته التي قد تؤدي بالمسلم إلى الشرك بالله، أو ادخال الشك في قلبه.
  • الاستشهاد بالأدلة والحجج لدحض الأفكار التي يدخلها الشيطان في قلب المؤمن، فإن الشيطان كثير الوسوسة والجدل، وسبب ذلك اختبار الله -سبحانه وتعالى- عبيده الذين يخضعون لتلك الوساوس، ويختبر قوة إيمانهم بالله ورسوله.
  • أن ينشغل المسلم بعظمة خلق الله في خلق السموات والأرض، ومعجزاته في خلق الإنسان، وغيرها من الحقائق التي تدل على عظمة الخالق، وبهذا يعلم المسلم يقينًا بوجود الله.
  • أن يمتنع المسلم عن التفكير فيما يأتي إليه من وساوس الشيطان الكثيرة، وأن يمتنع عن التجاوب معها والاستماع إليها، لأن هذا ما يريده الشيطان.

معنى الخناس الذي أمر الله تعالى بالاستعاذة منه هو الذي يخنِس مرّة ويوسوس أخرى، وإنما يخنِس فيما ذُكر عند ذكر العبد ربه، وبينا اختلاف معنى الخناس على قولين عند أهل العلم، كما بينا حقيقة علاقة الإنسان بالشيطان، وبينا الطرق للتخلص من وسوسة الشيطان.

المراجع

  1. ^ تفسير سورة الأعراف - الآية 16-17. , 2020-12-23
  2. ^ الراوي : صفية أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3281 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] , 2020-12-23
  3. ^ سورة النساء - الآية 76 , 2020-12-23
  4. ^ quran.ksu.edu.sa , تفسير الطبري , 2020-12-23
  5. ^ أبو الفضل العراقي، طرح التثريب في شرح التقريب، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 163-164، جزء 8. بتصرّف. , 2020-12-23

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *