هل التبرع بالاعضاء حرام

هل التبرع بالاعضاء حرام

هل التبرع بالاعضاء حرام هو سؤال من أهم الأسئلة الفقهية التي ينبغي على المسلمين جميعًا أن يكونوا على علم بإجابته الشرعية الشافية الوافية، فالتبرع بالأعضاء مع تطور العلم الحديث أصبح أمرًا منتشرًا بكثرة، فمن الناس من يتبرع بقصد المال ومنهم من يتبرع من باب الإنسانية ومنهم من يتبرع بأعضاء جسده بعد وفاته، وفي هذا المقال سوف نتحدَّث عن حكم التبرع بالأعضاء كما ورد في الشريعة الإسلامية وسوف نتحدَّث عن حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت بالتفصيل أيضًا.

هل التبرع بالاعضاء حرام

إن التبرع بالأعضاء البشرية ليس حرامًا كما قال معظم أهل العلم، ولكنَّ هذا التبرع يجب أن يُضبط وأن يكون بشروط محددة، وهذه الشروط هي:[1]

  • أن تكون الأعضاء التي سيتبرع بها الإنسان من الأعضاء التي لا تؤثر على الأنساب، كالمبيض او الخصية أو غير ذلك.
  • أن يكون المتبرع كامل الأهلية وأن يكون بالغًا عاقلًا راشدًا، وقد جاء في الموسوعة الفقهية ما يأتي: “اشترط الفقهاء في الواهب أن يكون من أهل التبرع وذلك بأن يكون عاقلًا بالغًا رشيدًا”.
  • أن يكون المُتبرَّع له معصوم الدم، أي ألَّا يكون دمه مهدورًا لحد أو لسبب، سواء كان كافرًا أو مسلم، وإذا كان كافرًا فيجب أن يكون كافرًا مسالمًا ولا يجوز أن يكون كافرًا حربيًا لأنَّ دمه مهدر في الشريعة الإسلامية، وقد استدلَّ أهل العلم في هذا الشرط على ما جاء عن أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- حيث قالت: “قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهي مُشْرِكَةٌ في عَهْدِ قُرَيْشٍ إذْ عَاهَدَهُمْ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهي رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قالَ: نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ”[2]
  • أن يكون نقل أعضاء الجسد بطريقة التبرع وليس بطريقة البيع التي تهين كرامة الإنسان وجسده، فالإنسان ليس سلعة تُباع وتشترى، والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز ختم القرآن للميت

حكم التبرع بالاعضاء مقابل المال

ثمَّة إجماع بين أهل العلم على أنَّه لا يجوز بيع الأعضاء البشرية، أي لا يجوز للإنسان أن يتبرع بأعضاء جسده مقابل المال، وإذا كان الإنسان مريضًا وبحاجة لعضو فيجوز له شراء هذا العضو ودفع ثمنه للضرورة، ويكون في هذه الحالة الثمن محرمًا على صاحبه، والله تعالى أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز شرب الماء والمؤذن يؤذن

حكْم الْتبرع بالأعْضاء بعد الموت

إنَّ مسألة التبرع بالأعضاء بعد الموت من المسائل المهمة، نذكر فيما يأتي تفصيلًا في رأي مجموعة من مراكز الإفتاء المهمة في العالم الإسلامي:

حكم الْتبرع بالاعْضاء بعد الموت إسلام ويب

بحسب ما جاء في موقع إسلام ويب فإنَّه لا يجوز للمسلم أن يتبرع بأعضائه بعد الموت، لأنَّ المتبرع يجب أن يكون مالكًا لجسده حتَّى يتبرع به، والإنسان لا يملك جسده ولا هو مفوض عنه، ولهذا لا يجوز للإنسان أن يتبرع أو أن يبيع أعضاء جسده بعد موته، والله أعلم.[4]

حكم الْتبرع بالاعْضاء بعد الموت ابن باز

يرى بن باز أن التبرع بالأعضاء سواء كان في الحياة أو بعد الموت أمر مختلف فيه بين أهل العلم، فمن العلماء من أجاز هذا التبرع ومنهم من منعه، ويرى بان باز أنَّه لا يجوز للمسلم أن يتبرع بجثته حتَّى يتم تشريحها وأن يتبرع بأحد أعضائه بعد الموت لأنَّ أعضاءه ليست ملكه وهي ملك لله، فلا يجوز للمسلم أن يتصرف بجسده الذي هو ليس ملكًا له في الأساس، والله أعلم.[5]

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على إجابة سؤال هل التبرع بالاعضاء حرام وتحدَّثنا فيه عن حكم التبرع بالاعضاء مقابل المال وعن حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت أيضًا.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , مسلم، أسماء بنت أبي بكر، 1003، صحيح.
  2. ^ islamqa.info , حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت للمسلم وغير المسلم , 20-04-2021
  3. ^ al-eman.com , موسوعة الفقه الإسلامي , 20-04-2021
  4. ^ islamweb.net , حكم نقل الأعضاء والتبرع بها. , 20-04-2021
  5. ^ binbaz.org.sa , حكم التبرع بعضو من الأعضاء حال الحياة أو الموت , 20-04-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *