هل من السنة الاغتسال مع الزوج

هل من السنة الاغتسال مع الزوج هو الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال،  فالإغتسال من الطّهارة، والطّهارة لغةً تعني النّظافة والنّزاهة عن الأقذار والأوساخ في البدن والمكان والملبس وهي شرعاً ارتفاع الحدث، وتعتبر الطّهارة من أهمّ الأمور الواجب على المسلمين رجالاً ونساءً أن يدركوها،  لأنها لا تجوز العبادات من دونها وذهابها سببٌ من أسباب عذاب القبر وهي موافقةٌ للفطرة السّليمة، وتعتبر الطّهارة أمرٌ واجبٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمة.[1]

هل من السنة الاغتسال مع الزوج

إنّ من الطّهارة التخلّص من الحدثين الأكبر والأصغر ومن الطّهارة أيضاً الغسل،  والغسل من العبادة وهو غسل جميع البدن بالماء الطّهور على وجه المصري وله ثلاثة أقسام المباح والمسنون والواجب، فيكون الغسل مباحاً للتّبرّد أو السباحة ويكون مسنوناً يوم الجمعة ويوم العيد والغسل لكلّ جماع والغسل للإحرام،  ويكون واجباً عند خروج المني دفقاً بلذّة عند الرجل أو المرأة وعند الإيلاج ولو من دون إنزال وبعد الطّهر من الحيض وعند إسلام الكافر والله ورسوله أعلم، ومن السّنّة أن يغتسل المسلم  بالصّاع إلى خمسة أمداد فإن دعت الحاجة لأن يزيد فيزيد من. غير إسرافٍ ولا تبذير،  وقد كان النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام يغتسل وعلّم المسلمين كيفية الاغتسال فقد ورد في الحديث الشّريف عن أمّ المؤمنين ميمونة رضي الله عنها أنّها قالت: “أدنَيتُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غُسلًا منَ الجَنابةِ، فغسَلَ يدَيْه مَرَّتَينِ أو ثَلاثًا، ثُمَّ أدخَلَ يدَه في الماءِ فأفرَغَ على فَرجِه وغسَلَ بشِمالِه، ثُمَّ دَلَكَ بشِمالِه الأرضَ دَلكًا شَديدًا، ثُمَّ توَضَّأَ وُضوءَه للصَّلاةِ، ثُمَّ غسَلَ سائرَ جَسدِه بمِلءِ كَفَّيه، ثُمَّ تَنحَّى من مَقامِه فغسَلَ قَدَمَيه، وأتَيتُه بالمِنديلِ فرَدَّه”،[2] وقد يتساءل البعض هل الاغتسال مع الزوج واجب والجواب أنّه ليس واجباً إنّما هو من السّنّة وذلك ما ورد عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام،  فالنّبيّ كان يغتسل مع نسائه من إناءً واحد والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: لماذا امر الرسول الزوجين بالاستحمام معًا

استحمام الرسول صلى الله وسلم مع زوجاته

إن الإجابة عن سؤال هل الاغتسال مع الزوج واجب لا ليس واجباً لكنّه مباحٌ وهو من السّنّة حيث أن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام كان يستحمّ ويغتسل مع زوجاته،  وقد ورد الكثير من الأحاديث عن استحمام الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته ومن نفس الإناء،  وقد روت السّيدة عائشة أنّها كانت تستحمّ مع النّبيّ بنفس الإناء بحيث تختلف أيديهما في ذات الإناء، فبذلك يجوز للرّجل أن يستحمّ ويغتسل مع زوجته في إناءٍ واحد كما فعل النّبيّ صلى الله عليه وسلّم، واغتسال النّبيّ مع زوجاته من إناءٍ واحد فيه دلالةٌ على جواز نظر الزّوجين لعورتيهما، وفي اختلاط يدي النّبيّ صلّ الله عليه وسلم بأيدي زوجاته في الإناء نفسه فوضعه يده لا يسلب طهوريّة الماء الموجودة في الإناء لأنّ اليدان نظيفتان وليس عليهما أيّة قذارة، فالنّبيّ عليه الصلاة والسلام اغتسل مع زوجاته من إناءٍ واحد وعلّم المسلمين كيفيّة الطّهارة من الجنابة فالطهارة واجبةٌ على المسلمين.[4]

شاهد أيضًا: تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته

حكم اغتسال الزوجين معاً في رمضان

إنّ الطّهارة تستوجب الغسل بعد الجماع وبعد الطّهر من الحيض وغيرها من موجبات الغسل، فهل الاغتسال مع الزوج واجب سؤالٌ يراود البعض وقد أجاب عنه المقال بأنّه ليس واجباً لكنّه جائز وهو من السنّة، فالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام كان يغتسل مع زوجاته ومن إناءٍ واحد فذلك مباحٌ للزّوجين كما أبيح لهما أن ينظر أحدهما لعورة الآخر، ولكن لو تمّ الجماع في رمضان فما حكم اغتسال الزوجين معاً في رمضان، فيجوز للرّجل أن يجامع زوجته في رمضان بغير وقت الصّيام في الليل ولا يجوز له أن يأتيها وهو صائم، فإن أتاها في الليل وكما ورد عن أهل العلم أنّه لا بأس له في أن يؤجل غسله لبعد آذان الفجر ثم يغتسل منفرداً وليس مع زوجته، ويجوز للزّوجين أن يغتسلا معاً في رمضان لكن بغير وقت الصّيام أيضاً وذلك بعد المغرب وحتى الفجر فذلك لابأس فيه، لكن بغير هذا الوقت فهو غير جائز لأنّه أقرب لتحريك الشّهوة وبذلك يتسبب بالفطر لكليهما فمن باب أولى أن لا يغتسلا معاً أثناء صيامهما لأنّ ذلك غير جائزٍ أبداً والله ورسوله أعلم.[5]

هل من السنة الاغتسال مع الزوج هو الموضوع الذي تناوله هذا المقال وفي ورد الجواب عن هذا التّساؤل وتحدث المقال عن استحمام الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وذكر حكم اغتسال الزوجين معاً في رمضان.