هل يجوز صيام العشر من ذي الحجه من ثاني يوم
جدول المحتويات
هل يجوز صيام العشر من ذي الحجه من ثاني يوم، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- حثَّ على الإكثار من الأعمال الصالحة في هذه الأيام الفضيلة، ومن المعلوم أيضًا أنَّ الصيام يعدُّ من جملة الأعمال الصالحة، فما حكم صيامِ هذه الأيامِ؟ وهي يجوز البدئُ بصيامهنَّ من ثانيَ يومٍ، وهل يجوز صيامهنَّ قبل القضاء وبنية القضاء وهل يجوز تشريك النية في صيامهنَّ؟ وما هو فضل هذه الأيامِ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيتمُّ الإجابة عليها في هذا المقال.
حكم صيام العشر من ذي الحجة
إنَّ صيامَ العشرِ من ذِي الحجةِ مندوبٌ ومستحبٌ، ودليلُ ذلك ما رُوي عن ابن عباسٍ -رضي الله عنه- حيث قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ قالَ : ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ”، ومن المعلوم أنَّ الصيامَ من جملة الاعمال الصالحةِ، وإنَّ ورود كلمة الأيام في الحديث الشريف دلَّ على استحباب الصيامِ، إذ أنَّ اليوم يبدأ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وإنَّ أفضل عمل النهار هو الصيامِ.[1]
شاهد أيضًا: فضل الليالي العشر من ذي الحجة
هل يجوز صيام العشر من ذي الحجه من ثاني يوم
بعد أنَّ بيان استحباب صيام هذه الأيام الفضيلة وليس وجوبها، فيُمكن القول بجواز البدئِ بصيامِ هذه الأيام الفضيلة من ثانيَ يومٍ، كما يجوز للمسلم صيامَ بعضًا من أيامِ ذي الحجةِ وإفطارَ بعضًا منها، ومن فعل ذلك فله الأجر والثواب بإذن الله تعالى.[2]
شاهد أيضًا: فضل التكبير في ذي الحجة
أحكام الصيام في العشر من ذي الحجة
هناك بعضًا من الأسئلة الفقهية الخاصة بصيامِ العشرِ من ذِي الحجةِ، والتي سيتمُّ تناولها في هذه الفقرة والإجابة عليها بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:
شاهد أيضًا: متى يبدأ صيام العشر الأوائل من ذي الحجة كم باقي على ذي الحجة
هل يجوز صيام ذي الحجة قبل القضاء
يجوز صيام أيام ذي الحجة لمن عليه صيام قبل قضاء رمضان، بشرط أن يكون معه متسعٌ من الوقتِ للقضاء، وألَّا يكون الوقت قد ضاق به، لكن الأولى أن يصوم من عليه القضاء في هذه الأيام؛ راجيًا من الله أن يكتب له أجر صيام هذه الأيام.[3]
شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
هل يجوز صيام ذي الحجة بنية القضاء
لا حرج على المسلمة في صيام القضاء في العشر الأوائل من ذي الحجة، بل يُرجى أن يكون ثوابها أعظم في هذه الأيام المباركة الفضيلة من غيرها، مع ضرورة التنبيه إلى أنَّ بعض الفقهاء قالوا بكراهة ذلك، إلَّا أن الراجح عدم الكراهة، والله تعالى أعلم.[4]
شاهد أيضًا: صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة
هل يجوز صيام ذي الحجة بنية القضاء والتطوع معًا
لا يجوز للمسلم تشريك نيته بين عبادتين مستقلتين، ومن المعلوم أنَّ صيامَ ذي الحجةِ عبادةٌ مقصودةٌ لذاتها، وكذلكَ صيامَ القضاءِ يعدُّ عبادة مقصودةً لذاتها، وبناءً على ذلك فإنَّه لا يجوز صيام ذي الحجةِ بنيةِ القضاءِ والتطوعِ معًا.[5]
شاهد أيضًا: صحة الحديث من صام 9 ذي الحجة كمن تعبد عامين
فضل العشر الاوائل من ذي الحجة
فضَّل الله -عزَّ وجلَّ- العشرَ الأوائل من ذي الحجةِ، على غيرها من الأيامِ من عدةِ وجوهٍ، وفي هذه الفقرة من مقال هل يجوز صيام العشر من ذي الحجه من ثاني يوم، سيتمُّ ذكر هذه الفضائل، وفيما يأتي ذلك:
- أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أقسم بهنَّ في سورة الفجر، حيث قال تعالى: {وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ}.
- أنَّ هذه الأيام تشمل على يومٍ فضيل، وهو يوم عرفة، وهو يوم الحَجّ الأكبر الذي تُغفَر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتَق فيه الرِّقاب من النار، ومنها أيضاً يوم النَّحر؛ لقَوْل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: “إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ”.
- أنَّ عبادة الحجِّ، والذي يعدُّ ركنًا من أركان الخمسة تؤدى في هذه الأيام.
- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- شهد لهذه الأيام بأنَّها أعظم أيام الدنيا، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ”.
شاهد أيضًا: صحة حديث لا تطفوا سرجكم ليال العشر
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل يجوز صيام العشر من ذي الحجه من ثاني يوم كما تمَّ بيان حكم صيامِ هذه الأيام الفضيلة، ثمَّ تمَّ طرح بعد الأسلة الفقهية الخاصة بصيامِ هذه الأيام والإجابة عليها، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان فضلِ هذه الأيام.