هل يجوز صيام القضاء بدون نية
جدول المحتويات
هل يجوز صيام القضاء بدون نية بعد شهر رمضان المبارك، ولو كان المسلم صائمًا صوم تطوع ثم أراد أن يبدل نيته ليكون قضاء أو بالعكس فهل يمكنه ذلك، وما هو الوقت الأفضل من أجل تبييت نية الصيام، وما هي أنواع الصيام في الشريعة الإسلامية، ولو نوى الصائم أن يصوم صوم قضاء ومن ثم لم يصم فهل يترتب عليه شيء حسب الشريعة الإسلامية، كل هذه الأمور سيتم الوقوف معها في هذا المقال.
هل يجوز صيام القضاء بدون نية
لا يجوز صيام القضاء من دون نية وهذا ما قد أجمع عليه كافة أهل العلم والعلماء، وذلك لأنَّ صيام القضاء هو في حقيقته صيام فريضة ولكن قد أفطر المسلم بسبب عارض ألمّ به، ومن ثم سيتابع صومه بعد شهر رمضان المبارك، وقد ذكر النووي في هذه المسألة: “ولا نعلم أحداً خالف في ذلك”، أي من العلماء.[1]
شاهد أيضًا: حكم صيام القضاء بعد رمضان الثاني
هل يجوز تغيير نية صيام القضاء
لا يمكن تغيير الصائم لنية صيام التطوع الذي انتهى منه ليكون قضاء عن أيام شهر رمضان التي أفطرها؛ إذ إن صوم القضاء لا بد من تبييت نيته من الليل؛ والقضاء له حكم الأداء، وقد ذكر الإمام النووي في ذلك: “لا يصح صوم رمضان ولا القضاء ولا الكفارة ولا صوم فدية الحج وغيرها من الصوم الواجب بنية من النهار ، بلا خلاف”، ولو ابتدأ الصائم الصيام تطوعًا ومن ثم قد بدا له أن يقلب صومه أثناء النهار إلى أداء القضاء؛ فإنه لا يجزئه ذلك عن صوم الفرض؛ إذ الأعمال بالنيات، وقد صام المسلم بذلك بعض اليوم بنية التطوع، والله في ذلك هو أعلم.[2]
شاهد أيضًا: ما حكم دعاء نية الصيام
حكم قطع نية صيام القضاء
إن الجزم بقطع نية صوم القضاء يبطل الصيام، أما التردد في قطع نية الصيام على الراجح من أقوال أهل العلم لا يفسد الصيام، وبذلك فإنه لو نوى الإنسان أن يؤدي صومه ثم تردد في نيته فيمكنه أن يتمه، ولا تبطل نيته بذلك التردد سواء كان صيامه فرضًا أو نفلًا، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “وأما إذا لم يعزم، ولكن تردد فموضع خلاف بين العلماء: فمنهم من قال: إن صومه يبطل، لأن التردد ينافي العزم، ومنهم من قال: إنه لا يبطل، لأن الأصل بقاء النية حتى يعزم على قطعها وإزالتها، وهذا هو الراجح عندي لقوته”، والله في ذلك أعلى وأعلم.[3]
شاهد أيضًا: النية في الصيام .. اهم الاحكام المتعلقة بالصيام
وقت نية الصيام
إنَّ النية من أجل الصيام تبدأ من الليل ولو كان في آخر الليل، ولو نوى الصائم صومه في اليوم التالي في آخر الليل فلا بأس بذلك، والنية أمر لا بد منه في صيام الفريضة لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن الأعمال بالنيات، أمَّا في صيام النافلة فلا يشترط على الصائم ذلك، ولو كان قد صام في أثناء النهار، وأصبح وهو لم ينو الصيام، لكنه لم يأكل أو يتعاطى مفطرًا، ثم أراد أن يصوم نافلة فلا حرج عليه بذلك لما ثبت من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر.[4]
شاهد أيضًا: تعجيل صيام الست من شوال
حكم من نوى صيام القضاء ولم يصم
من نوى صيام القضاء وأصبح ولم يصم فإنّه يكسب إثمًا وعليه أن يصوم قضاءه فقط ومن ثم يتوب إلى ربه، وإذا كان الصائم قد نوى قضاء صيام واجب عليه كقضاء رمضان ومن ثم استيقظ بعد الفجر فقد وجب عليه الصيام ولم يجز له بذلك الفطر؛ لأن الصائم قد دخل في صوم واجب عليه ولم يجز إفساده، قال ابن قدامة: “وَمِنْ دَخَلَ فِي وَاجِبٍ، كَقَضَاءِ رَمَضَان, أَوْ نَذْرٍ، أَوْ صِيَامِ كَفَّارَةٍ، لَمْ يَجُزْ لَهُ الْخُرُوجُ مِنْهُ, وَلَيْسَ فِي هَذَا خِلافٌ بِحَمْدِ اللَّهِ”، والله أعلم.[5]
كيفية نية صيام القضاء
بالنسبة لطريقة نية صيام القضاء فإنَّ الصائم يكفيه أن ينوي في الليل صيام اليوم الثاني ولو أنَّ الصائم لم ينو الصيام إلا قرب الفجر فإنّه يصح عنه ذلك، ومتى نوى الصائم صومه صدق عليه أنه بيتها، فلو هو نوى الصوم في آخر الليل أو نواه في وسط الليل أو حتى في أول الليل بأن يصوم غداً فقد نوى ولا شيء عليه، وهذا كله يكون في مسألة صوم الفريضة.[4]
شاهد أيضًا: هل يجوز صيام ست شوال متفرقة ؟ وما حكم صيام ستة من شوال
وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا وأجبنا عن مسألة هامة وهي هل يجوز صيام القضاء بدون نية وهل يختلف حكم النية باختلاف نوعية الصيام، وما هي أهم المسائل المتعلقة بذلك، وكيف يمكن للصائم أن يعرف الفرق بين الصيام الواجب أو النفل وغير ذلك مما أطال العلماء في الحديث عنه.