من هم العتوب

من هم العتوب

من هم العتوب ؟ إحدى الأحلاف القبلية التي اشتهرت في شبه الجزيرة العربية، بعد أن نجح فرعان منها في تأسيس دولٍ في شبه جزيرة العرب، وستقدّم السطور القادمة معلومات عن أصل العتوب وأسباب هجرتهم من هضبة نجد، والأماكن التي غادروا إليها.

من هم العتوب

العتوب، هو حلفٌ قبليٌّ تم بين مجموعةٍ من الأسر في شرق شبه الجزيرة العربية، وهم آل صباح و آل خليفة و الجلاهمة و آل بن علي و الزايد وأسر أخرى، وقد تمكّن فرعان من هذه الأسر في القرن الثامن عشر من تأسيس دولٍ عربيةٍ على امتداد ساحل الخليج العربي، وهما آل صباح وآل خليفة، في حين لم يتمكن الجلاهمة، وهم الفرع الثالث من الحلف، من تأسيس أي كيانٍ سياسيٍّ خاصٍّ بهم، وقد هاجرت هذه الأسر المتحالفة من موطنها الأم في نجد لتستقر على شواطئ الخليج العربي، لتنشأ بينهم علاقات مصاهرة، وعلى الرغم من أن العتوب ضمّ العديد من الأسر إلا أنهم يرجعون إلى عنزة في أصلهم الأول.[1]

سبب تسمية العتوب

اختلفت الآراء حول سبب تسمية العتوب، فقد ذهبت بعض المصادر إلى القول بأن العتوب اكتسبوا هذا الاسم من اسم إحدى القبائل الكبيرة التي انضمت إلى الحلف، ومن جهةٍ أخرى فقد ذكرت بعض المصادر أن كلمة العتوب هي كلمةٌ مشتقةٌ من الفعل (عتب) وهو يعني ارتحل، وقد أطلقت التسمية عليهم عندما عتبوا نحو الشمال أي غادروا إلى الشمال، كما أطلقت بعض المصادر اسم بني عتبة على العتوب.[1]

شاهد أيضًا: من هو اول حاكم لدولة الكويت

سبب هجرة العتوب من نجد

سكن العتوب منذ القدم في منطقة الهدار في مقاطعة الأفلاج في نجد، ومع بداية القرن الثامن عشر الميلادي غادروا المنطقة وتوجهوا نحو سواحل الخليج العربي، واختلفت المصادر في أسباب ارتحال العتوب من نجد، حيث ذهب البعض إلى القول بأنهم غادروا بسبب الجفاف الذي حلّ بالمناطق الوسطى من شبه الجزيرة العربية، مما أدى إلى حدوث مجاعة، الأمر الذي اضطر العتوب وغيرهم من القبائل على الهجرة ومغادرة المنطقة، في حين يرجح البعض الآخر أن يكون سبب الهجرة عائداً إلى نشوب نزاعٍ مع أبناء عمومتهم من بطن (جميلة) من عنزة، وبعد أن تمكّن العتوب من التغلب على خصومهم، وإخراجهم من البلاد، لجأ هؤلاء الخصوم إلى قبيلة الدواسر، التي ساندتهم في نزاعهم ليتمكنوا من التغلب على العتوب وإخراجهم من المنطقة، وذكر المؤرخ النجدي عثمان بن بشر أن التاريخ المرجح لخروج العتوب كان بين عامي 1085-1087هـ/ 1674-1676م، وذلك بعد أن اشتد القحط وزادت هجمات الجراد، الأمر الذي اضطر العديد من القبائل إلى الهجرة نحو شرق الجزيرة العربية.[1]

شاهد أيضًا: الفضالة وش يرجعون وإلى أي القبائل ينتمون

المناطق التي استقر بها العتوب بعد هجرتهم من نجد

بعد خروج العتوب من وسط شبه الجزيرة العربية توجهوا إلى العديد من المناطق على امتداد شواطئ الخليج العربي، ومن هذه المناطق: الإحساء وقطر والكويت، وصولاً إلى البصرة.[1]

الإحساء

بعد هجرتهم من هضبة نجد في بداية القرن الثامن عشر، ترجح بعض المصادر التاريخية أن العتوب استقروا في بداية الأمر في الإحساء، كما تذكر بعض المراجع التاريخية مشاركتهم “براكَ بن غرير” في السيطرة على القطيف، الأمر الذي دفع براك بن غرير إلى منح أحد زعمائهم أرضًا زراعيةً في القطيف.

قطر

بعد الإحساء انتقل العتوب إلى قرية الفريحة القريبة من الزبارة في قطر، حيث طلبوا المساعدة من آل مسلم الذين كانوا أمراء قطر في ذلك الوقت، وعلى الرغم من إجماع الباحثين على استقرار العتوب في قطر، إلا أنهم اختلفوا في مدة بقائهم فيها، فذهب بعضهم إلى القول بأنهم استقروا لفترة تقارب الخمسين عامًا، تمكنوا خلالها من تعلم ركوب البحر، ولكن يرى البعض الآخر أن مدة إقامتهم لم تتجاوز 30 عامًا، وخلال هذه الفترة استطاعوا أن يتأقلموا مع البيئة البحرية، فتعلموا الغوص وصيد اللؤلؤ، وشاركوا غيرهم من سكان الخليج في عمليات النقل البحري، وتذكر المصادر التاريخية أن سبب مغادرتهم لقطر هو حدوث مشادةٍ بين ضيفٍ لهم آتٍ من نجد وبين أحد أهالي قطر، وقد تطورت المشادة إلى عراكٍ أدى إلى مقتل القطري، الأمر الذي أثار غضب حكام قطر، مما دفعهم إلى مطالبة العتوب بتسليم القاتل أو مغادرة قطر، فما كان منهم إلا ركوب السفن والمغادرة نحو الشمال عبر البحر في عام 1086هـ/ 1676م.

شاهد أيضًا: من اول من سكن الكويت

بندر ديلم

بعد مغادرتهم قطر تفرق العتوب في البلاد، فمنهم من استقر في مناطق في فارس، ومنهم من سكن ميناء جزيرة قيس وبندر ديلم، حيث اعتمدوا في معيشتهم على ثلاثة أعمالٍ أساسيةٍ وهي: الغوص من أجل جمع اللؤلؤ، وصيد الأسماك، بالإضافة إلى النقل البحري.

البصرة

وصل العتُوب إلى البصرة في عام 1113هـ/ 1701م، وطلبوا الإذن من والي البصرة العثماني علي باشا كي يقيموا فيها، ولكن الوالي طلب منهم التوجه إلى مكانٍ بعيدٍ عن البصرة، وتفرق العتوب بعدها، فمنهم من استقر في الصبية ومنهم من سكن عبادان ومنهم من بقي بالمخراق قرب البصرة، أما آل الصباح وآل خليفة والزايد والجلاهمة فقد استقروا في خور عبد الله، وسكنوا في بندر أم قصر قرب شط العرب، وبدأوا بالعمل في الرعي والتنقل بسفنهم البحرية عبر موانئ الخليج، وبعد حربهم مع الهولة، طلب الوالي إبعاد العتُوب والخليفات من أم قصر، فتوجهوا نحو الجنوب إلى الصبية، حيث التقوا إخوانهم السابقين، فلما علمت قبيلة الظفير بوجودهم في الصبية توجهوا لقتالهم، فغادر العتوب الصبية واتجهوا نحو الكويت.

الكويت

عندما وصل العتُوب إلى الكويت في عام 1127هـ / 1715م، استأذنوا من بني خالد حكام الإحساء للإقامة فيها، فأذنوا لهم، فأقاموا فيها تحت حماية بني خالد، حيث عملوا في التجارة وممارسة الغوص لصيد اللؤلؤ، كما عملوا في التجارة البحرية من وإلى الهند، فازدهرت أعمالهم وازدادت أعدادهم في المدينة، وفي عام 1129هـ / 1716م تحالف ثلاثةٌ من أكبر زعماء القبائل التي تسكن الكويت وهم صباح بن جابر بن سلمان بن أحمد، وخليفة بن محمد، وجابر بن رحمة العتبي رئيس الجلاهمة، واتفقوا على تولي صباح الرئاسة وشؤون الحكم، شريطة التشاور معهم، كما اتفقوا على تولي خليفة شؤون المال والتجارة، في حين تولى جابر شؤون العمل في البحر، وتم تقسيم جميع الأرباح بينهم بالتساوي، وكل ذلك تحت الحكم الخالدي المباشر.

انفصل آل خليفة عن العتوب في الكويت وغادروا إلى الزبارة في قطر، كما تمكنوا لاحقًا من فتح البحرين في عام 1783م، وقاموا بطرد جنود حاكم بوشهر نصر آل مذكور بمشاركة آل صباح حكام الكويت.

شاهد أيضًا: ما هي أكبر قبيلة في سلطنة عمان

يصل المقال إلى خاتمته هنا بعد أن بين من هم العتوب، وقدّم معلوماتٍ عن أصلهم وسبب هجرتهم من هضبة نجد، كما ذكر المقال الأماكن التي توجه إليها العتوب وتفاصيل إقامتهم فيها.

المراجع

  1. ^ marefa.org , العتوب , 29/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *