من هو الخليفة العباسي الذي بنى مدينة بغداد

من هو الخليفة العباسي الذي بنى مدينة بغداد

من هو الخليفة العباسي الذي بنى مدينة بغداد ، حيث كان الجزء الأول من الحكم العباسي في فترة سلام وازدهار، وتم إحراز تقدم كبير في العديد من مجالات العلوم والرياضيات والطب، كما وتم بناء مدينة بغداد، وتم بناء مدارس التعليم العالي والمكتبات في جميع أنحاء المدينة، وازدهرت الثقافة مع وصول الفن والعمارة العربية إلى آفاق جديدة، فمن هذا المنطلق سنتعرف على من هو الخليفة العباسي الذي بنى مدينة بغداد.

الخلافة العباسية

كانت الخلافة العباسية سلالة رئيسية حكمت الخلافة الإسلامية خلال ذروتها مثل الخلافة الأموية قبلها، وكان زعيم العباسيين يسمى الخليفة، وخلال فترة العباسيين كان الخليفة عادة يكون ابن للخليفة السابق؛ وشهدت الخلافة العباسية فترتين رئيسيتين، واستمرت الفترة الأولى من 750-1258 م، وخلال هذه الفترة كان العباسيون قادة أقوياء سيطروا على مساحة شاسعة وخلقوا ثقافة يشار إليها غالبًا باسم العصر الذهبي للإسلام، ولكن في عام 1258 م نهب المغول العاصمة بغداد مما تسبب في فرار العباسيين إلى مصر؛ واستمرت الفترة الثانية من عام 1261-1517 م، وخلال هذا الوقت كانت الخلافة العباسية تقع في القاهرة مصر، بينما كان العباسيون لا يزالون يعتبرون القادة الدينيين للعالم الإسلامي، وكانت هناك مجموعة أخرى تسمى المماليك وتمتلك القوة السياسية والعسكرية الحقيقية. [2]

من هو الخليفة العباسي الذي بنى مدينة بغداد

الخليفة العباسي الذي بنى مدينة بغداد هو أبو جعفر بن محمد المنصور (712-775)، وهو الخليفة الثاني والمؤسس الحقيقي للدولة العباسية، وأبو جعفر هو ابن جارية أمازيغية تدعى سلمة وشقيق للخليفة العباسي الأول أبو العباس، وأدى تمرد القوات العباسية في خراسان عام 747 إلى هزيمة آخر خليفة أموي وهو مروان الثاني عام 750 وتأسيس الدولة العباسية، وأدار أبو جعفر أرمينيا وأذربيجان وبلاد ما بين النهرين في عهد أبو العباس، وتم الإعلان عن خلافة أبو جعفر في منصب المنصور أثناء الحج إلى مكة ولكن على الفور تم الطعن فيه من قبل عمه عبد الله بن علي حاكم سوريا.[1]

اقرأ أيضًا: من هو صقر قريش

متى تم بناء مدينة بغداد على يد الخليفة العباسي  

في عام 762 بدأ أبو جعفر المنصور ببناء عاصمة جديدة في بلدة سوق قديمة تسمى بغداد على الضفة الغربية لنهر دجلة بالقرب من قناة الفرات، وتسمى رسميًا مدينة السلام وقد تم الانتهاء منها عام 766 وتم بناؤها في جزء من مواد مأخوذة من العاصمة الفارسية القديمة قطسيفون، فعلى الرغم من أن بغداد كانت في الأصل عبارة عن حامية دائرية محصنة تتكون من مسجد وقصر، فقد نمت في نهاية المطاف إلى عاصمة كبيرة، وكانت مركز العالم في أيام حفيد المنصور هارون الرشيد. [1]

انجازات الخليفة العباسي الذي بنى مدينة بغداد

فشل المنصور في محاولاته لإخراج الأسرة الأموية من ملجأها في إسبانيا لكنه نجح بمساعدة خراسانيان في استعادة النظام المضطرب في شمال إفريقيا عام 772، وعلى طول الحدود البيزنطية كانت الإغارة مستمرة، وبنى الخليفة ابو جعفر المنصور عدة حصون لتقوية قبضته على المسيرات، وتم إضافة طبرستان إلى الإمبراطورية في 759 ؛ كما وتم صد غزو الخزر لجورجيا بعد 3 سنوات ونُفذت رحلات استكشافية إلى ما وراء النهر والهند ولكن دون فائدة مرجوة، وأعاد المنصور تنظيم الإدارة في الحكومة، وأنشأ مكتب الوزير، الذي تم بموجبه إنشاء عدة وزارات (ديوان) مثل الجيش والمالية والمناصب، وأشهر وزير له كان خالد بن برماك الذي شغل منصب مدير المالية وكان نشطًا في تأسيس بغداد وافتتح نفوذ البرماسيين.

كما وكان للمنصور اهتمامًا نشطًا بالأدب وكان معروفًا كمتحدث عام ولكنه عاش حياة بسيطة، ولقد كان حاكمًا مطّلعًا ومكرسًا للإدارة، واهتم بشكل خاص بتحسين الموارد المالية وترك خزانة كبيرة لورثته، وكان نظام حكمه حازمًا ومقتصدًا لدرجة أنه مر أكثر من قرن قبل أن يؤدي إسراف خلفائه إلى زعزعة الاقتصاد، وتوفي ابو جعفر المنصور في أكتوبر 775 أثناء أداء فريضة الحج إلى مكة. [1]

كيف تم بناء مدينة بغداد في الخلافة العباسية 

أقامت الخلافة العباسية عاصمتها في مدينة بغداد عام 762 م، حيث ازدهرت الثقافة الإسلامية على مدى القرون الخمسة التالية، وأصبحت بغداد مشهورة كمركز للتعلم والتسامح، وتم تشجيع المنح الدراسية وحقق العلماء والأطباء والفلاسفة والمهندسون تقدمًا كبيرًا في مجالاتهم، كما وتم الجمع بين الفن والعمارة لبناء المساجد وقصور جميلة؛ وفي عام 762 م نقلت الخلافة العباسية تحت حكم الخليفة ابو جعفر المنصور عاصمة العالم الإسلامي إلى مدينة بغداد التي تأسست حديثًا.

وبغداد المعروفة باسم “المدينة المستديرة” تم بناؤها على شكل دائرتين كبيرتين مع مسجد في المركز وتضم قصر الخليفة والمكتبات والمباني الحكومية والعسكرية كما احتوت على وحدائق وساحات وشوارع واسعة حتى تدميرها من قبل المغول عام 1258ً، وكانت بغداد مركزًا عالميًا للثقافة والتعلم، وتُعرف هذه الفترة أحيانًا بالعصر الذهبي للإسلام، كما وتشير التقديرات إلى أنه خلال الفترة ما بين 900-1200 بلغ عدد سكان بغداد ما بين 1200000 و 2000000 نسمة.

كما وكان بيت الحكمة في بغداد يضم مكتبة، وجذب علماء من جميع أنحاء العالم قاموا بترجمة نصوص من العالم الكلاسيكي إلى اللغة العربية، وتم الحفاظ على الكثير من المعارف القديمة وتحفيز تطوير اللاهوت والفلسفة والعلوم والطب في الإسلام، وكانت بغداد موطنًا للعديد من الطوائف الدينية والعرقية المختلفة وشمل هؤلاء المسيحيين واليهود و الغنوصيين الزرادشتيين الذين نظموا شؤونهم المجتمعية وعاشوا في مناطق مختلفة من المدينة، كما تم تبني العديد من عناصر الثقافة الفارسية والمصرية.

وكانت بغداد تقع على ضفاف نهر دجلة، واستوعبت أرصفة المدينة المئات من القوارب المختلفة بما في ذلك السفن التجارية ومراكب النزهة والسفن الحربية، وجلب التجار والبحارة البضائع الثمينة والأخبار والمعرفة من جميع أنحاء العالم إلى المدينة. [3]

سقوط الخلافة العباسية

شهدت أوائل القرن الثالث عشر ظهور الإمبراطورية المغولية في شرق آسيا حيث احتل المغول الصين ثم بدأوا مسيرتهم غربًا إلى الشرق الأوسط، وفي عام 1258 وصل المغول إلى بغداد عاصمة الخلافة العباسية، واعتقد الخليفة في ذلك الوقت أنه لا يمكن احتلال بغداد ورفض تلبية مطالب المغول، ثم فرض زعيم المغول هولاكو خان ​​ حصارًا على المدينة في أقل من أسبوعين، وبعدها استسلمت بغداد وتم إعدام الخليفة. [2]

اقرأ أيضًا: متى سقطت الدولة العباسية

وفي ختام هذه المقالة نلخص لأهم ما جاء فيها حيث تم التعرف على من هو الخليفة العباسي الذي بنى مدينة بغداد ، وما الانجازات العديدة التي قام بها ، كما وتم التعرف على كيف تم بناء مدينة بغداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *