حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية

حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية حيث أن الامتناع عن الأخذ من الشعر والأظافر للمضحِّي من ضمن شعائر الذبح، فيلتزم من أراد الأضحية بوقت معين ومن بداية هذا الوقت يمتنع عن قص شعره أو تقليم أظافره، وذلك ما كان يفعله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يضحي في العيد الأضحى المبارك، والأضحية يقوم بها من لديه القدرة عليها، ويوزع اللحم على الفقراء والمحتاجين والأقارب.

حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية

وضحت دار الإفتاء المصرية في تصريحات لها بسبب اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، أن الامتناع عن الأخذ من الشعر والأظافر للمضحِّي ليس بواجب، وإنما من المستحب أن لا يقص المضحي أظافره ولا يأخذ من شعره شيء، وقال بذلك الفقهاء الأربعة، والإمام النووي، ووافق عليه الكثير من العلماء.

حيث قال النووي أن من دخل عليه بداية العشر من ذي الحجة يستحب له أن يمتنع عن قص شعره وتقليم أظافره، إذًا لا يترتب على الأخذ من الشعر والأظافر للمضحِّي أي حرمه أو كفارة، ولا يترتب على ذلك أي تأثير بالسلب على ثواب المُضحِّي.

وقت الامتناع عن الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية

قال الفقهاء الأربعة أن وقت الامتناع عن الأخذ من الشعر والأظافر من بداية مغرب أخر يوم من شهر ذي القعدة، أي أن آخر موعد لقص الأظافر والشعر للمضحي هو بداية العشر الأوائل من ذي الحجة، حيث قال الإمام النووي أن من دخل عليه أيام العشر الأوائل من ذي الحجة وأراد أن يضحي من المستحب له أن لا يقص شعره أو يقلم أظفاره حتى يضحي.

وهذا الأمر مندوب ومستحب شرعًا وليس بواجب، ولا يترتب علي فواته حرمه أو كفارة أو دم، لِمَا قالته أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه واله وسلم قال: (مَنْ كَانَ عِنْدَهُ ذِبْحٌ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهُ فَرَأَى هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضِحي).

شاهد أيضًا: هل يجوز أن أضحي عن والدي المتوفي

هل قص الشعر ينقص من ثواب الأضحية

الامتناع عن الأخذ من الشعر والأظافر، من السنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفعل مستحب ومندوب، ولكن ليس من الواجب على المسلمين الامتناع عن الأخذ من الشعر والأظافر.

الشخص الذي امتنع عن القص والتقليم فقد فعل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الاستحباب، ومن لم يقم بفعل بذلك وقام بقص شعره أو بتقليم أظافره فليس عليه كفارة، ولا ينقص من ثوابه شيء، وأن الثواب على الأضحية فقط لما فيها من حِكم كثيرة وفضل وثواب كبير، كالتقرب من الله سبحانه وتعالي، وشكره على الكثير من النعم.

الحكمة من الإمساك عن قص الشعر والأظافر للمضحي

الحكمة من عدم تقليم الأظافر وقص الشعر للمضحي هي فعل ما يفعله الحاج أثناء إحرامه، وذلك لمن يستطع الحج، لذلك على من أراد الأضحية من المسلمين أن يمتنع عن قص أي شيء من شعر جسمه، أو تقليم أظفاره.

ويتم ذلك بمجرد بداية شهر ذي الحجة، ويستمر إلى يوم النحر، وليس من المكروه على المضحي استخدام العطور، أو اتيان زوجته، أو ما إلى ذلك، ولو قصّ المضحي شعره أو قلّم أظافره فإنّ أضحيته صحيحةً ومقبولة تمامًا، وهذا ما قال به علماء المسلمين.

الفرق بين الرجل والمرأة في حكم امتناع المضحي عن الأخذ من الشعر والأظافر

قال الفقهاء الأربعة أنه لا يوجد فارق بين الرجل والمرأة في حكم الامتناع عن الأخذ من الشعر والأظافر للمضحي، فإذا أرادت المرأة أن تضحي، فعليها أن تمتنع عن قص شعرها وتقليم أظفارها.

الدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ) وفي رواية: ( فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا).

شاهد أيضًا: حكم ذبح الاضحية في الليل

حكم قص الشعر والأظافر لمن عزم على التضحية

العزم على الأضحية ثم قص الشعر الأظافر بعد بداية ذي الحجة ليس عليه شيء، لأن الامتناع عن قص الشعر وتقليم الأظافر من السنة النبوية المطهرة ومستحب ومندوب فعله فقط، ولا يترتب علي فعله أي جزاء أو كفارة أو دم لأنه ليس من الأفعال الواجب فعلها شرعًا.

إذًا الممتنع عن القص والتقليم له الأجر والثواب لامتثاله لأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، ومن لم يلتزم بالامتناع فليس عليه أي شيء وبالتالي لا ينتقص من ثواب أضحيته شيء.

هل على المضحي إذا حلق شعره أو قص أظافره فدية

لا ليس على المضحي إذا حلق شعره أو قص أظافره فدية، لأن الامتناع على سبيل الاستحباب وليس على سبيل الوجوب، ولكن من المكروه على المضحي أن يقص شعره أو يقلم أظافره، ولكن لا تجب عليه فدية، لأن الفعل ذاته مستحب فقط.

هل يسمى امتناع المضحي عن الأخذ من شعره وأظافره إحرامًا

لا، لا يعتبر امتناع المضحي عن الأخذ من شعره أو تقليم أظافره قبل الأضحية إحرامًا، فلا يطلق لفظ الإحرام إلا على الحاج الذي يؤدي مناسك الحج، وأحيانًا يسميه الناس إحرامًا عن طريق المجاز امتثالًا لما قال به رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ “.

شاهد أيضًا: ما حكم من لا يضحي في العيد

هل يجب علي من أراد أن يضحي ولكن لم يستطع لعدم قدرته أن يمتنع عن الأخذ من شعره وأظافره

لا لا يمتنع عن الأخذ من الشعر والأظافر، لأن المنع عن الأخذ من الشعر أو تقليم الأظافر مقترن بفعل الأُضحية، ومستحب لمن قدر عليها، ولم يتوافر هنا فعل الأضحية، فبالتالي لا يترتب وجود الامتناع عن الأخذ من الشعر والأظافر.

وأيضًا من كان في مقدرته الأضحية ليس من الوجوب في حقه الامتناع عن قص الشعر وتقليم الأظافر، ولكن على سبيل الاستحباب والندوب فعل ذلك لأنه من الأفعال المندوبة، تركها لا يؤثر أو ينقص من الثواب في شيء.

حديث النهي عن أخذ الشعر والأظافر للمضحي

رَوَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه واله وسلم قال: (مَنْ كَانَ عِنْدَهُ ذِبْحٌ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهُ فَرَأَى هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ)، و ما رواه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ) وفي رواية : ( فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ).

وقت ذبح الأضحية

إن ذبح الأضاحي قبل صلاة عيد الأضحى المبارك لا يحتسب، فمن الضروري أن يكون الذبح بعد الصلاة، أي في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، سواء صلى المضحي العيد أم لم يصلي، ويمتد وقت الذبح من بعد صلاة العيد لنهاية أيام التشريق، أي لمغرب أخر يوم من أيام عيد الأضحى المبارك، ويشترط بالطبع وجود نية الذبح، وإذا كان المكان الذي يعيش فيه المضحي لا يوجد فيه صلاة للعيدين يذبح بعد أن تشرق الشمس.

وفي النهاية نكون قد عرفنا حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية الامتناع عن الأخذ من الشعر والأظافر سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بدليل قوله (مَنْ كَانَ عِنْدَهُ ذِبْحٌ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهُ فَرَأَى هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضِحي)، فمن المستحب والمندوب للمسلمين فعل ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *