من أشهر المفسرين من الصحابة .. تفاصيل علم التفسير وما هي اشهر مدارس التفسير ؟

من اشهر المفسرين في عهد الصحابة

من  أشهر المفسرين من الصحابة ؟ حيث جرت سنة الله سبحانه وتعالى أن يرسل الرسول بلسان قومه. حتى يتخاطب معهم ويبين لهم ما يقول، وأن يكون الكتاب الذي أنزل عليه بلسانهم أيضًا، وبما أن لسان الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- عربيًا فإن الكتاب الذي أنزل عليه وهو القرآن الكريم كان بلسان عربي، فالقرآن ألفاظه عربية، ووجوه المعاني فيه القرآن توافق المعاني عند العرب، لكن يبقى هناك بعضًا من دقائق الأمور وتفصيلاتها تحتاج إلى بيان وتفسير.[1]

من أشهر المفسرين من الصحابة

في عصر الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، اشتهر بعلم التفسير عدد من الصحابة، وقد ذَكَر السيوطيّ أن منهم الخلفاءَ الأربعة؛ أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليًّا رضوان الله عنهم جميعًا، غير أنَّ الرّواية عن أول ثلاثة منهم لم تَكُنْ كثيرة؛ بسبب انشِغالِهم بأمور الخِلافة، بالإضافة إلى قلَّة الحاجة إلى النَّقل في هذا؛ لكثرة العالمين بالتفسير. وسأذكر هنا عددًا من الصحابة الذين اشتهروا بالتفسير وأكثروا منه.[2]

علي بن أبي طالب

هو ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، وأوَّل مَن آمن بالرسول مِن أقربائه، وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب، وقد ولد قبل بعثة الرسول – صلى الله عليه وسلم – بِعَشْرة أعوام، وتربَّي في بيت النبوة، كما شهِد معه المشَاهِد جميعها، وقد كان صاحب اللِّواء في أغلبها، ولم يتخلَّف إلا في غزوة تبوك، خلفه الرسول – صلى الله عليه وسلم – في أهله وعياله، له من المناقب والفضائل ما ليس لغيره.[2]
واشتهرعلي كرم الله وجهه بالشَّجاعَة والذَّكاء والعلم حتَّى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- كان يتعوذ من مُعضِلة ليس لها أبو حسَن، وروي عن علي -لرضي الله عنه- أنه كان يقول: “سلوني سلوني، وسلوني عن كتاب الله تعالى؛ فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنَزَلتْ بِليلٍ أو نَهار”، وقد قال ابْنُ عبَّاس رضي الله عنهما: “إذا جاءنا الثبت عن عليّ لم نعدل به”، وروي عن ابن عباس أنه قال: “ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب”.[2]

عبدالله بن مسعود

هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي، كان من السابقين في دخول الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا والمشاهد كلها. وقد تلقَّى من الرسول – صلى الله عليه وسلم – بضعًا وسبعين سورة من القرآن الكريم، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: “لقد علم أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنّي من أعلَمِهم بكتاب الله”، كما قال: “واللهِ الَّذي لا إله غيرُه ما أُنزِلتْ سورةٌ من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أُنْزِلتْ آيةٌ من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلَمُ أحدًا أعلَمَ مني بكتاب الله تبلغه الإبلُ لركبتُ إليه”، وكان رضي الله عنه مِمَّن خدم الرسول – صلى الله عليه وسلم – فلقب بصاحب نعلي رسول الله.[2]
ومن خلال ملازمته للرسول – صلى الله عليه وسلم – تأثَّر بهديه، كما بعثه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى الكوفة؛ من أجل تعليمهم أمورَ دينهم، ثم أمَّره عثمان بن عفان على الكوفة، ثم عزله، وأمَره بالعودة إلى المدينة، فتوفي فيها سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع.[2]

عبدالله بن عباس

هو ابْنُ عمّ الرَّسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد قبل ثلاث سنين من الهجرة النبوية الشريفة، وقد لازم الرسول – صلى الله عليه وسلم – لأنَّه ابن عمّه، كما ضمَّه الرسول – صلى الله عليه وسلم – نحو صدره، ودعا له بتعلم الحكمة والتفقه بالدين، فكان بذلك الدعاء حبرَ الأمة الإسلامية في نشر علم التفسير والفقه، وقد وفَّقه الله سبحانه للحرص على العلم، والصبر على تلقِّيه، فنال مكانًا عاليًا، حتَّى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان يدعوه إلى مجالسه، ويأخذ بقوله، هذا على الرغم من أنَّ ابن عباس عاش بعده ستًّا وثلاثين سنة.[2]
وقد قال ابنُ عمر لسائلٍ جاء يسأله عن آية: “انطلقْ إلى ابْنِ عبَّاس فاسألْهُ؛ فإنَّه أعلَمُ مَن بقي بِما أُنزل على مُحمَّد – صلى الله عليه وسلم”. لاَّه عثمانُ على موسم الحج، وولاَّه عليّ بن أبي طالب على البصرة، وعندما قتل مضى إلى الحجاز، فأقام في مكة، ثم خرج إلى الطائف، فمات فيها عام ثمانٍ وستين.[2]

التفسير في عهد الرسول

تكفل الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بحفظ القرآن وبيانه، فكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يفهم القرآن كله جملة وتفصيلًا، وقد أوجب الله عليه أن يبينه لأصحابه.[1]

طريقة تفسير الصحابة للقرآن الكريم في عهد الرسول

وكان الصحابة -رضوان الله عنهم- يفهمون القرآن; لأنه نزل بلغتهم اللغة العربية، لكنهم كانوا لا يفهمون دقائقه، وقد كان الصحابة يعتمدون في تفسير القرآن في عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- على:[1]

  • القرآن الكريم: فالقرآن جاء مجملا في موضع ومبينا في موضع آخر، تأتي الآية فيه مطلقة أو عامة، بعد ذلك ينزل ما يقيدها أو يخصصها، وهذا يسمى بتفسير القرآن بالقرآن، وله أمثلة كثيرة، فقصص القرآن جاء بإيجاز بعض المواضع وإسهاب مواضع أخرى.
  • الرسول صلى الله عليه وسلم: فهو المبين والموضح للقرآن ، وكان الصحابة يرجعون إليه إذا أشكل عليهم فهم آية من الآيات ، عن ابن مسعود قال : لما نزلت هذه الآية الكريم، فكان يجيبهم عن أسئلتهم، ويبين لهم ما يشاء عند الحاجة إلى ذلك.
  • الفهم والاجتهاد: فقد كان الصحابة إن لم يجدوا التفسير في كتاب الله تعالى، ولم يجدوا شيئا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك الموضوع اجتهدوا في الفهم، فهم من خلص العرب، يحسنون فهمها، ويعرفون وجوه البلاغة.

اشهر مدارس التفسير

من أشهر مدارس تفسير القرآن الكريم:[3]

  • مدرسة مكة: وزعيمها الصحابي عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، وكان من أبرز تلاميذه من التابعين؛ مجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، وطاووس بن كيسان.
  • مدرسة المدينة المنورة: وكان زعيمها الصحابي أبي بن كعب رضي الله عنه، ومن أبرز تلاميذه؛ محمد بن كعب القرظي، وأبو العالية الرياحي، وزيد بن أسلم.
  • مدرسة العراق: وزعيمها الصحابي عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وأبرز تلاميذه كانوا؛ مسروق بن الأجدع، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي، ومرة الهمذاني.

فيما سبق ذكرنا بعضًا من اشهر المفسرين في عهد الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا، كما بينّا كيف كان التفسير في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وما كان يعتمد عليه الصحابة في تفسير كتاب الله في ذلك الوقت، بالإضافة إلى ذكر أهم مدارس التفسير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *