اذا احرم الصغير المميز فإن حكم حجه

اذا احرم الصغير المميز فإن حكم حجه هو عنوان هذا المقال، فقد فرض الله الحج على عباده وجعله من أعمدة الإسلام الخمسة وركنًا من أركان الإسلام، ورحلة روحيّة تعبّدية يغسل فيها الإنسان آثامه وذنوبه، ويزهد فيها عن الحياة الدنيا ويتقرّب إلى وجه الله عزّ وجل، وفي هذا المقال سيتّم التعريف بعبادة الحج وحكمه في الإسلام، وشروط وجوبه، كما حكم حج واحرام الصبي الصغير المميز وغير المميز.

الحج

إنَّ عبادة الحج كغيرها من العبادات التي فرضها الله تعالى لها شروط معيّنة يجب على المرء أن يحققها لتكون عبادته صحيحة وسليمة، وخالصة لوجه الله تعالى.

حكم الحج

إنَّ الحج من العبادات الواجبة على المسلمين، فقد ورد ذلك في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، وورد ذلك في قوله تعالى في كتابه الكريم: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً”[1]، أما في سنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقد ورد الكثير من الأحاديث الشريفة التي تدل على وجوب الحج ومنها: “بُنيَ الإسلامُ على خَمسةٍ شَهادةِ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ وصومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ منِ استطاعَ إليهِ سبيلًا“[2]، لذا فإنَّ الحج واجب على كل مسلم لديه الاستطاعة عليه والقدرة على تحمّل مشاقه، فإن في ذلك إتمام لأركان الإسلام التي فرضها الله تعالى، والله أعلم.

شروط وجوبه

يجب على الإنسان أن يحقق ويلبي بعض الشروط لتكون عبادة الحج سليمة ومقبولة بإذن الله تعالى، وهي:[3]

• الإسلام: والإسلام هو الشرط الأساسي لتحقق وصحة أي عبادة يقوم بها الإنسان، لذا لابدّ أن يكون المرء مسلمًا ليصحّ حجّه.
• الاستطاعة: فإنَّ الله نفسًا إلا وسعها، والاستطاعة تشمل الاستطاعة البدنية والمادية، فإن لم تتوفر فلا يجب على الإنسان الحج لعدم توفرها.
• المحرم للمرأة: لا يجوز للمرأة الحج بمفردها دون محرم؛ وذلك لعدم جواز سفرها وحدها، ويقصد بالمحرم زوج المرأة أو أبيها أو أخيها، أو كل رجل تحرم عليه المرأة حرمة أبدية.
• أن يكون مكلّف: فالحج مفروض على كل مسلم عاقل راشد، ولا فرض عليه في ذلك، إلّا أنّ حج الطفل مقبول ويؤجر  عليه، لكن يجب عليه الحج عند البلوغ، فهي لا تغني عن حجّة الإسلام.

شاهد أيضًا: ما هو الركن الثاني من اركان الاسلام

اذا احرم الصغير المميز فإن حكم حجه

إنَّ سن التمييز هو السن الذي يصبح فيه الولد أو البنت قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ، وهو سنٌ يحدد تقريبًا بسن السابعة، وهو سنٌ يسبق سن البلوغ، ولا يكون الإنسان في هذا السن مكلّفًا بالعبادة، لكن يؤجر عليها، وفيما يلي سنوضّح حكم احرام الصغير في الحج إذا كان مميزًا وإذا كان غير مميزًا.

غير المميز

يجوز الحج للطفل غير المميز، ويحرم عنه وليّه ويرمي عنه، ويقوم وليّه بما لا يستطيع فعله، ولكنّ ذلك لا يغني عن حجّة الإسلام، ويجب عليه الحج مرّة أخرى بعد البلوغ، وقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ امْرَأَةً رَفَعَتْ صَبِيًّا، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، أَلِهذا حَجٌّ؟ قالَ: “نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ”[4]، ولا شكَّ في أنَّ تعليم الطفل وتنشئته على العبادات والأخلاق الإسلامية هو أمرٌ يؤجر عليه الطفل وأهله، والله أعلم.

المميز

أمّا الطفل المميز فيجوز له الإحرام بالحج ولكن بإذن وليه ولا يصحُّ بغير ذلك، وقد ورد عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنَّه كان يحج مع صبيانه، وكان يرمي عمّن لم يستطع الرمي، ومن استطاع ذلك فكان يدعه يرمي بنفسه، أمّا من كان مميزًا بالغًا فيحق له بإجماع أهل العلم الحج والإحرام وأداء مناسك الحج، وتقبل منه كحجّة الإسلام، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: ما هو سن التمييز عند الولد والبنت

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تناول عبادة من أهم العبادات في الدين الإسلامي وهي عبادة الحج، كما بيّنا فيه أهم الشروط الواجبة لتحقق فريضة الحج وصحّتها، كما شرحنا اذا احرم الصغير المميز فإن حكم حجه مقبول بإذن الله تعالى.