القارئ الماهر من هو .. وخطوات القراءة الجيدة

القارئ الماهر من هو

القارئ الماهر من هو ؟ لا شك في أن القراءة لها فوائد عديدة ومتنوعة، والكثير من الناس حول العالم ما زالوا يتمسكون بالقراءة خاصة من الكتب، على الرغم مما وصل إليه عالمنا الحالي من التكنولوجيا والتطور في مجال المعلومات، فأصبح للشخص الواحد العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تلهيه عن القراءة، لكن الذين يقرأون يجدون في القراءة متعة غير موجودة في غيرها من الأنشطة، ويتوقف ذلك على مقدار الاستفادة من هذه القراءة.

القارئ الماهر من هو

القراءة بشكل عام، هي بوابتنا للإدراك والفهم، وحتى في عالمنا المعاصر فإنك لا يمكن لك أن تحصيل على معرفة تامة من غير  القراءة، وسيبقى كل نشاط تفعله من أجل تحصيل الثقافة والمعرفة نشاطا ناقصا أن لم تكن القراءة جزءًا منه، فهو يجعل صاحبه أسيرًا للاختزال المسيطر على الكثير من قنوات المعرفة بوجه عام.[1]

فالقراءة تهدف إلى تكثيف الكثير من الخبرات والتجارب، وكل ذلك خلال عبارات موجزة تستمد قيمتها من ثقة القارئ بقائلها، لكن هذه القيمة تبقى مرهونة بأن تقوم أنت بنفسك بتجربة هذه القواعد لتجدها صالحة لك؛ فلا ضمانة لشمول نفع هذه القواعد لكل من يقرأ نفس الكتاب، فالقارئ الماهر لا بد له من أن يعرف كيف ينتقي الكتاب الذي يوافق حالته النفسية، وميوله، واهتماماته، وفي نفس الوقت يعرف كيف يبدأ بقراءة الكتاب وما هي الطريقة المثلى للقراءة، فعليه أولا أن يعرف من أين يبدأ وكيف يأخذ المعلومة المهمة والخلاصة من الكتاب.[1]

خطوات القراءة الجيدة عند القارئ الماهر

هناك مجموعة من الخطوات التي لا بد للقارئ الماهر من اتباعها ليحصل على الفائدة الكبرى من قراءته، وسأجمل في ذكر الخطوات فيما يأتي: [1]

قبل البدء بالقراءة

هناك مجموعة من النقاط التي على القارئ أن يفعلها قبل البدء بالقراءة، وهي كما يأتي:[1]

  • حدد هدفك من القراءة أولًا، واسأل نفسك: لماذا أنا اقرأ؟ فإن معرفة الهدف الواضح في مخيلة القارئ هو أمر أساسي لعلمية الاستيعاب والفهم، وتجنب أن يكون هدفك للقراءة هو فقط القراءة، فلا بد من وجود هدف آخر يعزز ذلك، وممكن أن يكون لفهم قضية ما والإلمام بها في موضوع علمي، أو للحصول على ثقافة في أحد المجالات، أو ربما تكون لأجل المتعة.
  • اختر الوقت المناسب واتبتعد عن الضوضاء قدر المستطاع.
  • ضع خطة للمتابعة اليومية في عملية القراءة، وهذه الخطة يجب أن تشمل قراءاتك خلال شهر واحد، وانظرؤ إلى سير هذه الخطة، والثمرة التي سوف تنبتها في ذهنك وعقلك، وثقافتك، لتتحول القراءة من روتين ممل إلى متعة وهدف يومي.
  • لا تذهب للقراءة وأنت في مزاج سيء، أو تعاني من العصبية.
  • حدد الكتاب المناسب لك حسب الموضوع الذي يحتاج القارئ للإلمام به، وكمية المعرفة التي تحتاجها، فمثلا عليك أن تحدد هل تريد معرفة عامة في الموضوع أم أنك تريد أن تتبحر في تفاصيله وجزئياته.

استكشاف الكتاب

أولا عليك أن تستكشف الكتاب الذي بين يديك، فالقراءة الاستكشافية للكتاب ضرورية لتحديد الصورةالعامة عن الكتاب، وهي عبارة عن قراءة بسيطة لا تتعدى النصف ساعة، تقرأ من خلالها مقدمة الكاتب التي تتضمن تمهيد لطرحه للكتاب، ثم فهرس الكتاب لمعرفة العناوين الرئيسة والأفكار، ثم ينتقل القارئ إلى خلاصات كل فصل، ومراجعة المصادر التي اعتمدت للكتاب، وذلك لمعرفة أفكار الكاتب وما يتجه إليه، بالاضافة إلى النظرة السريعة إلى فقرات وصفحات الكتاب لفهم أسلوب الكاتب.[1]

 وهذه القراءة ستفيد في الإجابة عن التساؤلات لدى القارئ، عندما يسأل نفسه هل أنا من شريحة القراء المقصودة بالكتاب؟، كما أنه سيختبر فهمه للكتاب بالمجمل ولأفكاره العامة، وفي المحصلة فإن انتفاعك من الكتاب  يكون بقدر ما حصلت عليه من المعرفة، وهذه هي الجزئية التي يريد القارئ أن يختبرها قبل البدء في تحليل الكتاب؛ من أجل معرفة ما يحتاجه وإن لم يستطع فعليه اللجوء لاستشارة متخصص. [1]

أثناء قراءة الكتاب

أنت حددت الكتاب المناسب والآن أنت جالس للبدء بالقراءة، وما عليك فعله هنا هو التركيز على الحصيلة المعلوماتية لمواصلة القراءة، فإنك إن لم تتبع طريقة ممنهجة لن تفيدك قراءتك أكثر من أنها معلومات مفرقة قد تصلح في مسابقات من سيربح المليون، أما التفكير والتأمل المتصل، والسعي لتبادل الأفكار والمناقشة مع القراء، هذا  هو الذي يفتح الباب لاستعمال هذه المعلومات والربط بينها. [1]

فلا تجعل همك القراءة من أجل إنهاء الصفحات، فالقراءة الإيجابية يصاحبها التفكير وإعمال الفكر في المادة المقروء، وذلك بوضع الأسئلة واكتشاف الأجوبة عن طريق القراءة، لذا عليك أن تكتب أسئلتك الخاصة في ورقة خارجية، ثم تبحث عن أجوبة لجميع الأسئلة التي وضعتها.[1]

فوائد القراءة الجيدة

للقراءة الجيدة مجموعة من الفوائد سأذكرها فيما يأتي: [2]

  • التحفيز العقلي: أظهرت الدراسات أن التحفيز العقلي يمكنه تبطيء تقدم مرض الزهايمر والخرف، فالحفاظ على عقلك نشيطًا يمنعه من فقدان قوته.شأنه في ذلك شأن أي عضلة في الجسم، حيث يتطلب الدماغ التمرين الدائم لإبقائه قويًا
  • الحد من الإجهاد: كل الضغط الذي تواجهه أثناء العمل أو في علاقاتك اليومية سيتلاشى عندما تجد نفسك في صحبة كتاب رائع، حيث يمكن مثلًا للرواية المكتوبة جيدًا أن تنقلك إلى عالم آخر، وستشتت المقالة الجذابة انتباهك وتبقيك في الوقت الحاضر، فتبتعد عنك التوترات وتتلاشى وتسمح بالاسترخاء.
  • المعرفة: كل ما تقرأه يخزن في رأسك على شكل أجزاء جديدة من المعلومات، وكلما زادت معرفتك، كنت أكثر تهيئة لمواجهة أي ظرف وفي أي وقت.
  • التوسع في المفردات: فكلما قرأت أكثر، زاد معرفتك بالكلمات، وهذه الكلمات ستجد طريقها للدخول إلى مفرداتك اليومية. وأن تكون حسن الكلام يساعدك كثيرًا في أي مهنة، فستجد أن بإمكانك التحدث مع كبار المسؤولين بثقة تقدم لك دفعة هائلة لتقدير ذاتك.كما يمكن أن تساعدك أيضًا في حياتك المهنية، فالذين يقرؤون جيدًا ولديهم دراية بمجموعة متنوعة من المواضيع يتجهون للحصول على ترقيات بسرعة أكبر من الذين لديهم مفردات قليلة ويفتقرون إلى الوعي بالأدب والأحداث العالمية.
  • تحسين الذاكرة: فأنت عندما تقرأ كتابًا، عليك أن تتذكر مجموعة من الشخصيات وخلفياتهم وتاريخهم وفروقهم الدقيقة ، بالإضافة إلى مختلف والحبكات الفرعية في كل قصة. فالأدمغة يمكنها تذكر هذه الأشياء بسهولة نسبية. ومن المثير للدهشة أن كل الذاكرة الجيدة التي تقوم بإنشائها تصنع نقاط تشابك عصبية جديدة وتقوي تلك الموجودة بالفعل، فيساعد ذلك في استعادة الذاكرة قصيرة المدى، كما أنها تعمل على استقرار الحالة المزاجية.
  • تقوية مهارات التفكير التحليلي: القدرة على تحليل التفاصيل مفيد عندما يتعلق الأمر بنقد الحبكة؛ والتفكير فيما إذا تم تطوير الشخصيات بشكل صحيح، وما إذا كانت القصة تسير بشكل واضح، فإذا أتيحت لك فرصة مناقشة الكتاب مع الآخرين فإنها تمكنك من التعبير عن آرائك بوضوح ، لأنك استغرقت الوقت الكافي للنظر حقًا في جميع الجوانب المعنية.
  • تحسين التركيز: خاصة في عالم الانترنت، حيث يتم جذب الانتباه في الكثير من الاتجاهات المختلفة، في وقت واحد، ولكن عندما تقرأ كتابًا، يتركز كل انتباهك محتوى الكتاب، مما يساعد على الانغماس في كل التفاصيل الدقيقة التي تستوعبها.

ذكرنا فيما سبق إجابتنا عن سؤال: ” القارئ الماهر من هو ؟”، وبينا أهم خطوات القراءة الجيدة التي تعود على القارئ بالنفع والفائدة، ووضحنا أهم الفوائد التي يجنيها القارئ الماهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *