توليد الطاقة من النفايات والحفاظ على البيئة

توليد الطاقة من النفايات

توليد الطاقة من النفايات هو من الأمور الهامّة والمستحدثة الذي تلجأ اليه بعض الدول الكبرى للاستفادة من النفايات وتحويلها إلى طاقة مع ضمان الحفاظ على سلامة البيئة، وذلك من خلال استخدام التقنيات الحديثة والتطور العلمي، حيث يوجد أطنان من النفايات يوميًا، وبفضل التطور العلمي أصبح الاستفادة من المخلّفات أمرًا ممكنًا لاسترداد الموارد اللازمة وُتعتبر فكرة تحويل النفايات لطاقة هو أمر قديم اتبعه الآباء والأجداد في استخدام روث الحيوانات ومخلفاتها للتدفئة وذلك عن طريق الحرق، ولكن يتم الآن الاستفادة منه بشكل لا يؤثر على الصحة والبيئة.

كيفية توليد الطاقة من النفايات

تتجه بعض الدول لاستخدام التقنية الحديثة والتطور العلمي في توليد الطاقة من النفايات الصلبة، حيث يتم معالجتها كيميائيًّا للحصول على الطاقة الحرارية والطاقة الكهربائية، فهنالك تزايد للنفايات على مستوى العالم بشكل كبير بسبب الزيادة الكبيرة في عدد السكان، ولكن تحتاج عملية الاستفادة من النفايات وتحويلها الى طاقة لتكلفة مالية كبيرة جدًّا تفوق إمكانيات الدول النامية والفقيرة.

ويعتبر خيار تحويل النفايات الصلبة لطاقة هو أمر مناسب وذلك لعدم توفير أماكن لردم النفايات، إضافة للتكلفة الماليّة الكبيرة التي تحتاجها عملية نقل القمامة، كما أن المخلفات لها أضرار كبيرة على تلوث البيئة، ويعد أشدّها خطر النفايات الصناعية عند التعامل الغير سليم معها فإنها تكون سامّة وضارّة بالبيئة.

وعند القاء النفايات الصناعية خارج المصانع فإنها تُخرج غازات وبفعل الرياح يتم تناقلها لأماكن بعيدة وتؤثر الغازات السامّة على صحة الانسان، بالإضافة أن البعض يقوم بإلقاء هذه النفايات في الأنهار مما ينتج عنها أضرار كبيرة وتسمّم في الماء وقتل الأسماء وإصابتها بالأمراض، وقلة الثروة السمكية.

أخطار النفايات على صحة الإنسان والبيئة

إلقاء المخلفات يؤدي لانتشار الذباب الذي ينقل الأمراض، وعند حرقها -أيضًا- تخرج غازات ضارة تضر بصحة الانسان وتلوّث الجو، وعندما تقترن النفايات بالمياه يؤدي ذلك لانتشار الفئران والذباب والصراصير وتكاثرها.

كما يجب مراعاة اتباع تعليمات الأمان عند حرق النفايات حتى لا يحدث تلوث في الأرض، حيث إن تحلّل المواد العضوية الموجودة بالنفايات سواء بالبكتيريا أو الميكروبات يؤدي لخروج الغازات السامّة منها النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، أكاسيد الآزوت.

تؤثّر النفايات على المياه الجوفية، وتلوّث التربة السطحيّة وارتفاع نسبة الأحماض مما يؤدي لعدم صلاحية التربة للزراعة، ويؤدي تراكم النفايات الصلبة لتشويه المنظر وشغل حيز يمنع من استغلال الأرض في الزراعة أو في البناء.

كما تهدّد النفايات صحة المواطنين، حيث يؤدي انتشار القمامة لتكاثر الجراثيم والبكتيريا والفيروسات، وانتشار الأمراض والأوبئة، ولذلك من الضروري عمل عزل للنفايات بشكل سليم وإبعادهها عن الدورة الغذائية للإنسان.

الاستفادة من النفايات

يمكن الاستفادة من القمامة، حيث تقوم بعض المدن باستخلاص غاز الميثان الذي يستخدم في زراعة الطماطم وتدفئة الصوبات الزراعية القريبة من هذه المقالب، ويوجد بعض الدول التي تستخدم حرق النفايات بطريقة سليمة واستعادة نسبة كبيرة من المعادن تصل 95% الناتج من الرماد الخشن الذي ينتج من الحرق مثل مدينة زيوريخ وفلوريدا.

وفي ألمانيا تقوم بعض القرى الريفية باستخلاص الغاز من النفايات واستخدامه في تدفئة المنازل وإمدادها بالكهرباء.

يتم حرق النفايات الصلبة باستخدام التكنولوجيا في اليابان وأوروبا وعدد من مناطق بريطانيا، ومن خلال التكنولوجيا الحديثة تم تجهيز الكثير من الشبكات المختصة في جمع القمامة ونقلها لأماكن الحرق، ويوجد 350 محرقة على مستوى العالم، حيث يتم الاستفادة من النفايات بتوليد الطاقة الكهربائية والاستفادة من الرماد في البناء والتشييد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *