علاج الرهاب الاجتماعي

اسباب الرهاب الاجتماعي

على الرغم من أن علاج الرهاب الاجتماعي فعال جدًا، إلا أن هناك 5 بالمائة من الأشخاص المصابين به لا يطلبون العلاج إلّا بعد السنة التالية لظهوره لديهم، وأكثر من ثلث الأشخاص يعانون من أعراض الرهاب الاجتماعي لمدة 10 سنوات أو أكثر قبل أن يطلبون المساعدة، وبالتالي يساعدنا فهم اعراض الرهاب الاجتماعي على اكتشاف المرض بسرعة، كما أن اسباب الرهاب الاجتماعي يمكن أن تساعدنا أيضا في فهم أكثر قربا على هذه الحالة التي تكون مزعجة للكثيرين .

الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي الذي يسمى أيضا القلق الاجتماعي عبارة عن حالة تتميز بوجود قلق أو خوف شديد لدى الشخص من أن يتم الحكم عليه أو تقييمه بصورة سلبية، أو يتم رفضه اجتماعيا، لذا نجد الأشخاص المصابون بهذه الحالة يعانون من قلق اجتماعي شديد يظهر عليهم في صورة أعراض مثل الاحمرار أو التلعثم في الكلام، ويخاف هؤلاء الأشخاص من أن ينظر لهم الآخرين على أنهم أغبياء أو مملون وبالتالي يتجنبون المواقف الاجتماعية قدر الإمكان وينطوون على الذات، وفي المرات التي لا يمكن فيها تجنب الموقف الاجتماعي نجدهم يعانون من ضيق وقلق شديد .

ولا تنحصر اعراض الرهاب الاجتماعي في مجرد شعور أو احمرار وتلعثم، بل هناك أعراض جسدية نجدها واضحة لدى من يعاني من هذه الحالة، مثل : ارتفاع معدل ضربات القلب، التعرق، الغثيان، النوبات وغيرهم، وعلى الرغم من أن هؤلاء الأشخاص يعرفون جيدا أن قلقهم وخوفهم غير مبرر ومفرط، إلا أنهم يشعرون بالعجز في السيطرة على هذا الخوف .

يعاني حوالي  مليون أمريكي بالغ من اضطراب القلق الاجتماعي، ويتم تصنيف هذا الاضطراب كثاني أكثر اضطرابات القلق شيوعا، وأكثر عمر يظهر فيه هذا الاضطراب خلال سنوات المراهقة، على الرغم من ذلك فإن المصابين بهذا الاضطراب أبلغوا أنهم يعانون من الخجل الشديد منذ مرحلة الطفولة، لكن يجب معرفة أن هذا الاضطراب ليس مجرد خجل، وإنما هو حالة مرضية تتطلب تدخل طبي ونفسي، لأنها تؤثر بصورة كبيرة على حياة الشخص، وقد تمنعه من الحصول على الكثير من الفرص، على سبيل المثال قد يرفض المصاب فرصة عمل مهمة جدا لأنها تتطلب تفاعل كثير مع الأشخاص، أو قد يرفض الذهاب مع الأصدقاء لتناول الطعام بسبب خوفه من اهتزاز يده أثناء تناول الطعام أو الشراب .

ويمكن أن تكون الحالة أشد من هذا بحيث تعطل الحياة اليومية تماما، فمثلا يمكن أن تتداخل مع الروتين اليومي أو الحياة الاجتماعية مثل الذهاب للمدرسة أو الذهاب للعمل أو تكوين صداقات أو الدخول في علاقة عاطفية، أيضا الأشخاص المصابة باضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أو اضطرابات استخدام الكحول [1] .

علاج الرهاب الاجتماعي

على الرغم من أنه ليس من السهل على المصاب بالرهاب الاجتماعي في البداية طلب المساعدة الطبية، بحيث يصبح متردد في التحدث مع طبيب لأنه شخص غريب بالنسبة له، لكن يجب على كل شخص وصل لمرحلة يتجنب فيها الاتصال الاجتماعي بحيث يفقد معها السيطرة على حياته أن يتحدث لطبيب أو أخصائي الصحة العقلية على الفور ولا يتردد لأن هناك الكثير من العلاجات التي تساعد في علاج الرهاب الاجتماعي، وهذه الحالة تجعل الشخص منطوي وربما يتطور الأمر إلى الاكتئاب وقلة احترام الذات الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى أفكار سلبية أو انتحارية، وإذا كان أحد يعاني من تجنب المواقف الاجتماعية لعدة أشهر على الأقل مع التعرض لضغوطات شديدة فهذا هو الوقت المناسب للحصول على العلاج .

وتُعدّ أفضل طريقة يمكن من خلالها علاج الرهاب الاجتماعي هي من خلال العلاج السلوكي المعرفي أو الأدوية أو كلاهما، ويحتاج المصاب في الغالب إلى حوالي 12 إلى 16 جلسة علاج، يقوم خلالها المعالج بتعليمه كيفية بناء الثقة، وتعلم مهارات تساعد في إدارة المواقف التي تسبب الشعور بالخوف والقلق، ومن ثم الخروج للعالم، وسيقوم المعالج بالاتحاد مع المصاب لتحديد الأفكار السلبية والبدء في تغييرها، وسيحاول المعالج جعل المصاب يركز أكثر على الحاضر بدلا من التركيز على أحداث الماضي .

ويمكن في إطار جلسات العلاج أن يقوم المصاب بتمثيل بعض الأدوار بهدف التدريب على المهارات الاجتماعية، والحصول على دروس في التحدث أمام جمع من الناس، وتعلم كيفية التنقل بين مجموعة من الغرباء، وينصح المعالج أيضا باتباع بعض العادات الجيدة أثناء العلاج مثل : ممارسة الرياضة، الحصول على عدد ساعات كافية من النوم، التوقف عن شرب أي كحوليات أو كافيين، وهذا كله من شأنه أن يجعل المصاب أكثر قدرة على التركيز على التحديات العقلية .

علاج الرهاب الاجتماعي بالأدوية

ومن أهم الأدوية التي يمكن أن يصفها المعالج للمصاب بـ الرهاب الاجتماعي هي بعض مضادات الاكتئاب، مثل الأدوية التي تعرف باسم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالانجليزية: SSRIs)، وهذه الأدوية مثل :

  • فلوكستين (بروزاك)
  • باروكستين (باكسيل)
  • سيرترالين (زولوفت)

وقد يصف الطبيب أيضا مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورادرينالين ( بالانجليزية: SNRIs) مثل :

  • دولوكستين (سيمبالتا)
  • فنلافاكسين (إيفيكسور)

ويجب أن يعلم المصابين أن الدواء ليس حل فوري لعلاج الرهاب الاجتماعي لديهم، حيث أنهم سيحتاجون الانتظار من أسبوعين إلى ستة أسابيع من بعد البدء بتناول الدواء، وبعض الأشخاص يحتاجون لوقت أكثر يتمثل في بضعة أشهر وهكذا، وهناك أشخاص يخف قلقهم بعد الدورة الأولى من العلاج، وأشخاص تكون رحلتهم أطول، إلا أن الأمر المؤكد أن اتخاذ الخطوات الأولى في العلاج سيجعل الحياة أقل تعبًا وإرهاقًا [2] .

اعراض الرهاب الاجتماعي

يمكن تصنيف اعراض الرهاب الاجتماعي إلى نوعين :

اعراض الرهاب الاجتماعي العاطفية والسلوكية

تتمثل هذه الأعراض في [3] :

  • خوف المصاب من المواقف التي قد يتم فيها الحكم عليه .
  • قلق المصاب من التعرض للإحراج والإذلال .
  • خوف المصاب الشديد من التفاعل والتحدث مع أي غريب .
  • خوف المصاب من أن يلاحظ الآخرون توتره وقلقه .
  • خوف المصاب من أن أعراضه الجسدية سوف تسبب له الإحراج، كاحمرار وجهه أو تعرقه أو ارتعاش يده وصوته .
  • تجنب المصاب فعل أشياء أو التحدث للناس خوفا من الإحراج .
  • تجنب المصاب لكل المواقف التي يكون فيها محط اهتمام .
  • قلق المصاب من توقع أحداث مخيفة .
  • خوف المصاب وقلقه الشديد لأي وضع اجتماعي مضطر أن يتحمله .
  • قضاء المصاب وقته بعد أي تفاعل اجتماعي وهو يحلل أدائه ويحدد العيوب في تفاعلاته .

اعراض الرهاب الاجتماعي الجسدية

يمكن أن يصاحب الرهاب الاجتماعي علامات وأعراض جسدية مثل [4] :

  • احمرار الوجه من الخجل
  • سرعة ضربات القلب
  • الرجفة
  • التعرق
  • اضطراب المعدة أو الغثيان
  • صعوبة التنفس
  • الدوخة أو الدوار
  • تشتت العقل
  • الشد العضلي

اسباب الرهاب الاجتماعي

على الرغم من أن الأسباب الدقيقة للرهاب الاجتماعي غير معروفة، إلا أن الأبحاث والدراسات الحديثة قالت أنه يمكن أن تتمثل اسباب الرهاب الاجتماعي في مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية بجانب حدوث بعض التجارب السلبية، ومن أبرز هذه الأسباب [5] :

  • التسلط .
  • النزاعات العائلية .
  • التعرض للعنف الجنسي .
  • التشوهات الجسدية مثل اختلال السيروتونين، والسيروتونين مادة كيميائية في الدماغ تنظم المزاج وعند وجود خلل فيها يمكن أن يظهر اضطراب الرهاب الاجتماعي .
  • تعلم سلوك القلق من أحد الوالدين إذا كان يعاني أحدهما من الاضطراب .
  • التربية في بيئة مسيطرة أو بيئة تعاني من الحماية الزائدة .

المراجع

  1. ^ adaa.org , Social Anxiety Disorder , 16/03/2020
  2. ^ webmd.com , What Are the Treatments for Social Anxiety Disorder? , 16/03/2020
  3. ^ mayoclinic.org , Social anxiety disorder (social phobia) , 16/03/2020
  4. ^ medicalnewstoday.com , What's to know about social anxiety disorder? , 16/03/2020
  5. ^ healthline.com , Social Anxiety Disorder , 16/03/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *