كم مره تحررت فلسطين

كم مره تحررت فلسطين

كم مره تحررت فلسطين، سكن العرب فلسطين قبل خمسة آلاف سنة، حيث اختارها اليبوسيون لتكون عاصمتهم. وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن. كما و حصّنوا عاصمتهم القدس بسور من كل جهاتها. ومن أطلال مدينة القدس اليبوسية الباقية إلى يومنا هذا عين سلوان التي هي (عين الدرج). وفي الواقع فقد عرف عن ملكها ملكي صادق أنه من خطط لبناءها، وهو من استقبل نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما جاء إلى فلسطين. كما وأن كل هذه الحقائق مثبتة في مخطوطات تل العمارنة الموجودة في المتحف المصري كل هذه الحقائق، وأن العرب فيها يشكلون غالبية سكانها عبر حقب التاريخ، وحتى بعد الاحتلال العبري لفلسطين منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد. كما و تعلم العبريون أصول الزراعة من العرب سكان فلسطين الأصليين وأصحاب الأرض.  وفيما سيأتي سنتعرف على كم مره تحررت فلسطين عبر تاريخها.

كم مره تحررت فلسطين

تحررت فلسطين عبر تاريخها 14 مرة. إلا أنه قد تحررت فلسطين بعد أن فتحها العرب ثلاثة مرات ، حيث أن أول من فتحها من حكم الصليبيين كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وثانياً القائد صلاح الدين الأيوبي ، وثالثاً الملك الأشرف قلاوون.

أورشاليم القدس عربية

تم العثور على ألواح طينية مصرية حملت اسم “نصوص اللعنة” وتعود لعام 1879 قبل الميلاد وقد ورد فيها ذكر اسم (أورسالم) التي تعني(مدينة السلام) كاسم للمدينة، وعاد الاسم وتكرر عام 1300 قبل الميلاد في ألواح (تل العمارنة) حيث كان اليبوسيون العرب يسكنونها في ذلك الحين. ومنها جاءت تسمية أورشاليم. وفيما يلي سنعرف كم مرة تحررت فلسطين .

فلسطين بين عامي 1300 ق.م – 636 .م

تحررت فلسطين أكثر من مرة. كما وتعرضت للغزو والاحتلال والتدمير، وشهدت أحداثاً مهمة خلال تلك الفترة؛ حيث احتلها المصريون القدماء، ومن بعدهم الإسرائيليون، والأشوريون، والبابليون، والفرس، فاليونان، فالرومان ، فالعرب.

فلسطين فترة الحكم الروماني

بالرجوع إلى سؤال كم مره تحررت فلسطين نجد أن  فلسطين وقعت تحت الحكم الروماني. كما أنه عام 70 م دمرها القائد الروماني تيطس. كذلك عام 139م  دمرها القائد الروماني (هدريان) وأنشأ مكانها مدينة (إيليا كابيتولينا). وفي عام 395 م انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى امبراطوريتين، وهما: روما، وبيزنطة. كما وتبعت القدس للإمبراطورية البيزنطية. وذلك من عام 614 م حتى 629م احتلها الفرس و أعادها الرومان إلى حكمهم من جديد من عام 629 -636 م . حين احتلها الصليبيون وارتكبوا مذبحة رهيبة قتلوا فيها معظم سكانها واستمر الاحتلال الصليبي للمدينة 88 سنة

اقرأ أيضاً: ما هي عاصمة فلسطين

تحرير فلسطين للمرة الأولى

لمعرفة كم مره تحررت فلسطين كانت المرة الأولى عام 636 م من قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. بعد أن عقد صلحاً مع أهلها أساسه العهدة العمرية. في حين دخلها سلماً على جمل واستقبله أهلها بكل حفاوة وترحاب، وتسلم مفتاح القدس من صفرونيوس أسقف القدس. كذلك في عام 691 م ، بنى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان مسجد قبة الصخرة المشرفة. كما في عام 705 م تم الانتهاء من بناء المسجد الأقصى على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وابنه الوليد. ومن عام 747 م وحتى عام 1099 م خضعت القدس لسيطرة العباسيين، وبعدهم الطولونيين، فالاخشيديين، فالفاطميين الذين اهتموا بالقدس، وقاموا بإعادة بناء وترميم المسجد الأقصى وقبة الصخرة وغيرهما من أبنية المدينة بعد ما أصابها من الدمار نتيجة الزلازل الذي ضربها. كما وتوالى على حكم فلسطين من القادة :

  • أبو جعفر المنصور.
  • المهدي.
  • هارون الرشيد.
  • المأمون.
  • المقتدر.
  • كافور الإخشيدي.
  • الحاكم بأمر الله.
  • الظاهر لإعزاز دين الله
  • والمنتصر بالله .

سياسة الفرنجة في فلسطين

بعد أن تحررت فلسطين ، في عام 1099م سقطت بيد الفرنجة  في عهد الفاطميين بعد حصار دام أكثر من شهر . وكانت القدس آنذاك تحت رعاية الحاكم الفاطمي في مصر الذي أهمل تحصيناتها. إلا أن أهلها استبسلوا في الدفاع عنها وصمدوا أكثر من شهر في مواجهه جيش قوامه 50 ألف مقاتل. الذي أحدث فيها القتل والتدمير إلى أن انهارت دفاعات المدينه وحدثت مذبحة عظيمة استشهد فيها أكثر من 70 ألفاً من المسلمين الذين احتموا في ساحات مسجدها .

تحرير فلسطين للمرة الثانية

بعد أكثر من 86 عاماً من حكم الفرنجة تحررت فلسطين للمرة الثانية من قبضتهم على يد القائد صلاح الدين الايوبي الذي خاض قتالاً عظيماً، حرر خلاله معظم فلسطين ولبنان من الصليبين، وحاول تحرير صور لكنه فشل أمام تحصيناتها. في حين بقيت إمارات الساحل الفرنجية من حيفا حتى سوريا مروراً بلبنان بيدهم ضمن صلح الرملة . ومن ثم توجه صلاح الدين إلى القدس وحررها بعد حصارها. بعدما اتفق مع الفرنجة على أن ينجوا بأنفسهم ويعودوا الى ديارهم. وهكذا عادت القدس مجدداً لحكم العرب.

تحرير فلسطين وملك إنجلترا ريتشارد

بعد أن تحررت فلسطين من حكم الفرنجة ، قاد رتشارد الأول ملك إنجلترا جيشاً عظيماً لتحرير القدس، فيما عرف بالحملة الصليبية الثالثة . فوقفت مدينة عكا الصامدة وحاميتها الباسلة سداً منيعاً أمام جيشه، حيث كان لصمود أهلها وتضحياتهم بعد حصار دام لأكثر من عامين أثراً كبيراً في فشل الحملة الثالثة في احتلال القدس. إلا أن عكا سقطت بيد الصليبيين. كما وسقطت بعض الممالك والمدن على الساحل ما عدا القدس. في الوقت الذي أنهك فيه كل من الجيشين الصليبي وجيش صلاح الدين مما حدا بالطرفين أن يوقّعا اتفاقية هدنة مدتها ثلاث سنوات يكون فيها حكم مدينة الرملة مشتركاً بين المسلمين والصليبيين. وهكذا تحررت فلسطين من حكم الصليبين المنفرد .

تسليم القدس للصليبيين

تحررت فلسطين مرّةً على يد صلاح الدين الأيوبي وبعد موته عام 1193 م اختلف أبناءه الإحدى عشر فيما بينهم وتناحروا مع أعمامهم على الحكم. الأمر الذي أدّى لتمزق الدولة وإضعافها، حيث دخلت في صراعات متلاحقة . فاستغل الصليبون الفرصة وخرقوا الهدنة ووسعوا مملكتهم . في حين بقيت القدس تحت حكم المسلمين إلى أن هاجم الصليبيون مصر في حملتين كبيرتين، سيطروا فيها على أجزاء كبيرة من الساحل الشمالي لمصر وعلى مدينتي العريش و دمياط . وليبعد الملك الكامل وهو أحد أحفاد صلاح الدين شر الصليبيين اتفق مع أحد ملوكهم  على أن يستسلم ويتنازل عن القدس والناصرة وبعض المدن و مع عقد هدنة لمدة عشر سنوات دون قتال وأن يكون التعايش في فلسطين مشتركاً بين المسلمين والمسيحيين، بشرط أن يسحب قواته من مصر وكان ذلك عام 1229 م.

تحرير فلسطين للمرة الثالثة

لمن يسأل كم مره تحررت فلسطين ، نجد أنه في أواخر العهد الأيوبي تحررت فلسطين  بعد تحالفات وتجاذبات بين المسلمين والصليبيين والخلاف الداخلي والاقتتال والتناحر بين ورثة صلاح الدين وغيرهم من القادة، بعد أن استعان الصالح نجم الدين أيوب بالخوارزميين وطلب منهم مساعدته في القضاء على الصليبيين وحلفائهم. فهب الخوارزميون على رأس جيش من 10 آلاف مقاتل وبيبرس البيرقداري من قوات الملك الصالح وسيطروا على القلاع الصليبية الواحدة تلو الأخرى ودخلوا القدس عام 1244 م. بعدها بدأ المماليك بقيادة الظاهر بيبرس والأشرف قلاوون حملة تحررت فلسطين  بفضلها من الوجود الصليبي. ففي عام 1250 م تولى المماليك الحكم واهتموا بالقدس، وأنشأوا فيها العديد من الزوايا والربط والتكايا والمدارس والمساجد والسبل.  ما عدا مملكة عكا وطرابلس وبيروت ..إلى أن تحررت جميعها عام 1261 م بقيادة الملك الأشرف قلاوون سلطان المماليك وكانت هذه الواقعة قد قطعت دابر الصليبيين من بلاد المسلمين حتى بداية القرن العشرين والحرب العالمية الأولى. وقد استمر حكم المماليك حتى سنة 1516م.

الحكم العثماني لفلسطين

تحررت فلسطين من العثمانيين بعد أن احتلوها  مدة 400 سنة ، وقام السلطان سليمان القانوني، بترميم السور في القدس وقبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى. كما وتسابقت الدول الغربية على فتح قنصليات لها في القدس؛ لزعزعة النفوذ التركي. كذلك عقدت الدول الغربية والدولة العثمانية “اتفاق الوضع الراهن” (ستاتيكو) فيما يخص الأماكن الدينية المقدسة في القدس. كذلك من عام 1831 م حتى 1840 م خضعت المدينة لحكم محمد على باشا. الذي بدأ البناء خارج سور البلدة القديمة، فيما أصبح يعرف باسم (القدس الجديدة). وبحلول عام 1863 م أنشئت بلدية القدس، ثم تمّ بناء كنيسة القيامة. أما في عام 1873 م فتمّ الإعلان عن (سنجق القدس) كوحدة إدارية منفصلة عن ولاية سوريا. في حين بدأت موجات الهجرة اليهودية الجماعية إلى فلسطين من روسيا

اقرأ أيضاً: من اول من سكن فلسطين

الانتداب البريطاني والكيان الإسرائيلي

ما لبثت أن تحررت فلسطين حتى أعلنت بريطانيا الانتداب عليها  عام 1922 م . كما وفرضت قوانين سهّلت تهجير اليهود من مختلف بلاد العالم إلى فلسطين، ومهدت لاستيلائهم على أرضها وطرد أهلها من خلال وعد بلفور. وتلته عام 1948 م نكبة فلسطين حيث منحت لإسرائيل . وفي عام 1950 م أعلنت إسرائيل أن القدس الغربية عاصمة لها، ونقل الكنيست ومقر الحكومة إليها. وتم تشكيل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1967 م. وقامت إسرائيل بالاحتلال كامل المدينة. وهدمت السور وصادرت أراضي العرب شرق القدس، وضمتها إلى القدس الغربية، وهدمت المباني وأقامت مبانٍ جديدة ليسكنها اليهود. وحلت مجلس أمانة مدينة القدس العربي. كما و صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (2253)، الذي ينص على اعتبار الإجراءات الإسرائيلية في القدس باطلة، ويجب إلغاؤها. وفي عام 2000 م اشتعلت انتفاضة الأقصى جراء اقتحام أريئيل شارون (رئيس حزب الليكود المعارض آنذاك) الحرم القدسي الشريف بحراسة ثلاثة آلاف جندي إسرائيلي .

من خلال تتبّعنا للأحداث التاريخية حول كم مره تحررت فلسطين نجد أن هذه الدولة عانت ماعانته من الاحتلالات. وشهدت معارك تحرير كلفتها الأثمان الباهظة من التضحيات والأرواح. وما زالت إلى يومنا تعاني وطأة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وممارساته العدوانية التي لم يسلم منها لا البشر ولا الشجر ولا الحجر. على أمل أن تتحرر فلسطين مجدداً من الصهاينة . وتعود الأرض لأصحابها.

المراجع

  1. ^ info.wafa.ps , القدس تواريخ وأحداث , 15/5/2021
  2. ^ mosoah.com , كم مرة فتحت القدس , 15/5/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *