كيفية اداء العمرة للنساء .. طريقة أداء مناسك العمرة للنساء خطوة بخطوة

كيفية اداء العمرة للنساء

كيفية اداء العمرة للنساء هو الموضوع الّذي سيطرح في هذا المقال، أما بعد فقد خلق الله تعالى البشريّة لتعبده وتوحّده وجعل منها الذّكر والأنثى، وكلّفهما بعبادته وإقامة شريعته على الأرض، وكان للأنثى نصيبٌ من هذا التّكليف يساوي نصيب الرّجال منه لأنّ الله عزّ وجلّ قد ساوى بين الرّجال والنّساء في العبادات والفرائض فالّذي أمر الله تعالى به الرّجل أمر بنظيره للمرأة أيضاً وهذا الأمر لا يقتصر على العبادات المفروضة فقط بل يشمل سنّة نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم  لكن قد يختصّ الله تعالى أحدهما بشيءٍ دوناً عن الآخر وذلك نظراً لاختلاف الذّكر والأنثى بالتّكوين والخلق واختلاف الظّروف ما بينهما.[1]

العمرة

العمرة في اللّغة العربية تعني الزّيارة أمّا في الشّرع فيتلخّص معناها على أنّها زيارةٌ لبيت الله الحرام لأداء مناسك مخصوصةٍ وتعبّداً لله سبحانه وتعالى وتعظيمه وذكره، ليس لها وقتٌ مخصوصٌ فيصحّ الاعتمار في جميع أيّام السّنة عدا أيّام الحجّ ومن الأوقات المستحبّة للاعتمار في رمضان لما لها من فضلٍ وأجرٍ كبيرين فقد ورد ذلك في السّنة النّبويّة الشّريفة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ الحَجَّ و العُمْرةَ لَمن سَبِيلِ اللهِ، و أنَّ عُمرةً في رمضانَ تَعدِلُ حَجَّةً”،[2] وكان النّفع والخير من عدم تخصيص وقتٍ للعمرة للمسلمين حيث أنّ المسلم إذا ما فاته الحجّ ولم يستطع إليه سبيلاً أدّى العمرة و كسب الأجر بإذن الله تعالى، أمّا عن حكم العمرة في الإسلام فهي مشروعةٌ في أصله وقد أجمع العلماء المسلمون على ذلك لكنّهم اختلفوا فيما إذا كانت العمرة واجبةً أم أنّها سنّة، فعند الشّافعيّ وأحمد رحمهم الله قالوا أنّها واجبةٌ أمّا في مذهب مالك والمذهب الحنفيّ فهي سنّة، وقد أتى كلٌّ منهم بأدلّة على ذلك، لكنّ الصّحيح الغالب هو أنّ العمرة سنّةٌ عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، والله ورسوله أعلم، ويأتي الحديث عن مناسك العمرة والّتي هي الإحرام والتلبية ثمّ الطّواف بالبيت والسّعي بين الصّفا والمروة وأخيراً الحلق أو التّقصير.[3]

كيفية أداء العمرة للنساء

تساوى الرّجال والنّساء في التّكاليف الشّرعية لكن قد تختلف بعض التفاصيل في أداء العبادات بين الجنسين مراعاةً للاختلاف بينهما وفيما يأتي تبيان كيفية أداء العمرة للنساء، فإذا أرادت المرأة الاعتمار فعليها أن تقوم بما يأتي:[4]

  • أوّلاً: الاغتسال والتّطهّر فهو واجبٌ عند الإحرام حتّى لو كانت نفساءَ أو حائض حيث قال العثيمين رحمه الله تعالى: والاغتسال عند الإحرام سنّةٌ في حق الرّجال والنّساء.
  • ثانياً: عليها أن تلبس ثياباً طاهرةً تسترها ولا يجوز لها أن تضع شيئاً من الزّينة ولا أن  تغطّي وجهها أو كفّيها عن غير محارمها.
  • ثالثاً: فيجب على المعتمرة من النّساء أن تُحرِم وتجعل إحرامها بعد فريضةٍ أو صلاة ركعتيّ سنّة الإحرام ثمّ تنوي العمرة وتباشر بالتّلبية ولا يجوز لها أن تلبّي بصوتٍ مرتفعٍ كالرّجال بل تلبّي بصوتٍ منخفضٍ تلبية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكن من المسموح لها أن تلّبي بتلبية أحد الصّحابة الكرام ممّا ورد بالذّكر، وإذا خشيت المرأة المعتمرة ما يعيقها عن إكمال عمرتها فعليها أن تقول: وإن حبسني حابسٌ فمحِلّي حيث حبستني، وذلك القول أمر به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ضُباعة بنت الزّبير عندما اشتكت من المرض.
  • رابعاً: على المعتمرة من النّساء دخول بيت الله الحرام برجلها اليمنى لتبدأ بالطّواف، حيث أنّها تستقبل المسجد الحرام  بالبسملة والصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والدّعاء فتقول: بسم الله والصّلاة والسّلام على رسول الله، اللّهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وأعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشّيطان الرّجيم.
  • خامسًا: تشرع بالطّواف بدايةً من الحجر الأسود، ووجب عليها أن تتجنّب الاختلاط بالرّجال ما استطاعت ومن شروط جواز طوافّها وصحّته هو أن تكون طاهرةً من الحدثين وعند انتهاء طوافّها سبعة أشواطٍ  فعليها أن تصلّي ركعتين  خلف مقام إبراهيم عليه السّلام تقرأ في ركعتها الأولى سورة الكافرون وفي الثّانية سورة الإخلاص، وتسعى بينهما سبعةَ أشواطً مستفتحةً سعيها بقراءة الآية الكريمة  قال الله تعالى في محكم تنزيله:{ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}،[5] ولا يجوز للمرأة اعتلاء الجبلين أثناء السّعي.
  • أخيراً: فإذا فرغت من السّعي أقامت النُّسك الأخير وهو التّقصير من شعرها مقدار إصبعٍ والأولى لها أن تقصّر من كلّ شعرها لا أن تحلق كالرّجال وبذلك تُتِمّ عمرتها بإذن الله عزّ وجلّ.

أنواع العمرة

للعمرة أجرٌ كبيرٌ وفضلٌ عظيمٌ وقد أجاز الإسلام للمسلم أن يعتمر أكثر من مرّةٍ  في عمره لما فيها من الخير والنّفع الكبير، وللعمرة نوعان  يختلفان عن بعضهما في طريقة أداء بعض مناسكهما وفي وقت أداء العمرة وهما:[6]

  • أوّلاً: العمرة المفردة وتصحّ العمرة المفردة في أيّ وقتٍ من أوقات السّنة عدا أيّام الحجّ ويجوز للمعتمر أن يُحرم من المواقيت القريبة لمكّة المكرّمة كما يُخيّر الرّجل المعتمر عمرةً مفردةً بين الحلق والتّقصير فيجوز له أن يحلق شعره ويجوز له أن يقصّره فقط.
  • ثانياً: عمرة التّمتّع وهي بعكس العمرة المفردة فلها وقت مخصّصٍ على أن تكون في أشهر الحجّ أي شهر شوال وذو القعدة وذو الحجّة كما يجب على المعتمر أن يُحرم من أحد المواقيت البعيدة عن مكّة المكرّمة، أمّا في نسك الحلق والتّقصير فواجبٌ عليه أن يقصّر فقط ولا يجوز له الحلق أبداً كما أنّ عمرة التّمتّع يجب أن تُتبع بحجّ التّمتّع في ذات السّنة والله أعلم.

فضل العمرة

وكما ذُكِر سابقاً أنّ العمرة هي عبادةٌ من العبادات وتلبيةً لأمر الله سبحانه وتعالى لإقامة ذكره وتعظيم بيته الحرام، فما فضل العمرة  والخير الّذي يجنيه المسلم المعتمر، فإنّ للعمرة فضلٌ عظيمٌ ونفعٌ وخيرٌ كبيران وقد ورد في الأحاديث النّبويّة الشّريفة عن أجرالمعتمر والخير الّذي يعود عليه، فمقيم نُسك العمرة أجره كأجر الغازي في سبيل الله تعالى، كذلك في بعض الأحاديث جاء أنّ العمرة تكفّر ذنوب فاعلها مهما كثرت حتّى يقيم عمرةً أخرى ويكتب الله عزّ وجلّ لمن طاف في بيته الحرام حسنةً بكلّ خطوةٍ يخطوها فيه، وكذلك كما ذُكِر فيما سبق أنّ من اعتمر في رمضان فعمرته تساوي حجّةً وفي رواياتٍ أخرى عمرته تساوي حجّةً مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وفي متابعة الحجّ بالعمرة غفرانٌ للذّنوب والآثام بإذن الله تعالى.[6]

كيفية اداء العمرة للنساء هو الموضوع الّذي تناوله هذا المقال، حيث تناول أيضاً تعريف العمرة ونُسكها وكذلك تضمّن أنواع العمل وشرح بشكلٍ مفصّلٍ كيفية اداء العمرة للنساء، وتحدّث أيضاً عن فضل العمرة والخير الّذي تعود به على مقيمها، كما جاء بذكر أنّ الله قد كلّف الرّجال والنّساء بنفس التّكاليف الشّرعية على حدٍّ سواء.

المراجع

  1. ^ alukah.net , التكاليف الشرعية بين الرجل والمرأة , 06/11/2020
  2. ^ صحيح الجامع , الألباني/أم معقل الأسدية/1599/صحيح
  3. ^ alukah.net , تعريف العمرة وحكمها , 06/11/2020
  4. ^ islamweb.net , صفة العمرة للمرأة , 06/11/2020
  5. ^ سورة البقرة , الآية 158
  6. ^ marefa.org , عمرة , 06/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *