ما الفرق بين الكفر الاكبر والشرك الاكبر والنفاق الاكبر

ما الفرق بين الكفر الاكبر والشرك الاكبر والنفاق الاكبر

ما الفرق بين الكفر الاكبر والشرك الاكبر والنفاق الاكبر ؟ لقد توعد الله -سبحانه وتعالى- الكفار والمنافقين والمشركين بالعذاب الشديد في نار جهنم في الكثير من آيات القرآن الكريم جزاءً لما كانوا عليه في الحياة الدنيا من الضلالة والبعد عن الهدى، وكل من الشرك والكفر والنفاق له أقسام ودرجات، وكل منها له تعريفات وضوابط محددة.

ما الفرق بين الكفر الاكبر والشرك الاكبر والنفاق الاكبر

لا يوجد فرق بين الكافر والمشرك والمنافق نفاقا أكبر من حيث العاقبة والمآل؛ حيث أن ثلاثتهم خالدين مخلدين في نار جهنم. فقد قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ”، [1] كما قال سبحانه: “إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا”، [2] وقد اتفق العلماء على أن من أظهر الإسلام وأبطن الكفر في داخله هو المنافق، ومن صرف ما يجب لله لغيره، أو صرفه لله ولغيره من الإيمان والعبادات المختلفة وغيرها فهو المشرك، أما من أتى مناقضًا للإيمان من اعتقاد أو قول أو عمل وحكم الشارع  بأنها تناقض الإيمان فهذا هو الكافر. [3]

كما قال الشيخ ابن تيمي أن الكفر الذي هو نقيض الإيمان قد يكون تكذيباً في القلب وهو التصديق، وقد يكون عملاً قلبياً مثل بغض الله سبحانه وتعالى أو آياته أو رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو يناقض الحب الإيماني وهذا آكد أعمال القلوب، كما أن الكفر أيضًا قد يكون قولًا ظاهرًا يناقض قول اللسان، كما يمكن أن يكون عملًا ظاهرًا مثل الإعراض عن دين الله والبعد عن طاعة الله ونبيه صلى الله عليه وسلم، وهو بذلك يناقض عمل الجوارح القائم على الخضوع والقبول لدين الله سبحانه وتعالى. كما أن الشرك والكفر قد يطلقان بنفس المعنى، وقد يفرق بينهما فيختص الشرك بعبادة الأوثان والمخلوقات الأخرى مع اعترافهم بالله سبحانه وتعالى مثل كفار قريش، فيكون الكفر بذلك أعم من الشرك.[3]

أقسام الكفر والشرك والنفاق ولوازمها

ينقسم كل من الكفر والشرك والنفاق إلى قسميه الأكبر والأصغر ولكل منها أنواع أيضا، كما أن كل قسم من الأقسام له لوازم محددة، سنذكرها فيما يأتي: [4]

أقسام الشرك ولوازمه

هو تسوية غير الله مع الله فيما لا يجوز أن يكون إلا الله تعالى، وينقسم إلى قسمين:

  • شرك أكبر: وهذا ينافي التوحيد، ويكون الشرك في: المعتقدات، والأقوال، والأفعال، ولوازمه أنه يخرج من الملة. يُخلِّد صاحبه في النار. ويبيح الدم والمال، كما يحبط الأعمال جميعها.
  • شرك أصغر: وهو ينافي كمال التوحيد الواجب، ويكون في: الأقوال، والأفعال، والإرادات. وينقسم إلى نوعين؛ ظاهر، و يكون في الأقوال والأفعال، ومثاله في الأفعال؛ لبس الحلقة والتمائم مع عدم الاعتقاد فيها أنها تنفع وتضر بذاتها، وإنما سببًا تدفع الشر وتجلب الخير مع الاعتقاد أن النافع والضار هو الله تعالى. والنوع الثاني الخفي، ويكون في النية والإرادة، مثل السمعة والرياء، ولوازم الشرك الأصغر أنه لا يخرج من الملة، ولا يخلد صاحبه في النار إن دخلها، فهو متعلق بمشيئة الله، ولا يحبط جميع عمله، ولا يبيح الدم والمال.

أقسام النفاق ولوازمه

وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر والشر. وهو نوعان:

  • نفاق اعتقادي: وهو النفاق الأكبر؛ ولوازمه أنه يخرج من الملة، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار، كما لا ينفع معه عمل. ويكون في المعتقدات فقط، وهو لا يقع من مؤمن، كما لا يجوز اتهام أحد به إلا من شهد عليهم الوحي به، فهو من أعمال القلوب.
  • نفاق عملي: وهو أن يعمل الانسان بعمل من قبيل أعمال المنافقين مع بقاء علقة الإيمان في قلبه، مثل: إخلاف الوعد، والخيانة والتكاسل عن الصلاة مع أدائها، ولوازمه أنه لا يخرج من الملة، ويجتمع به في القلب الإيمان والنفاق والطاعة والمعصية، وهو يستحق العقوبة، لكنه لا يخلد به في النار إذا دخلها، ومثل هذا النوع يظهر في الأعمال، ويقع من المؤمن، وينقص من إيمانه مع بقاء أصله.

أقسام الكفر ولوازمه

ينقسم الكفر إلى نوعين:

  • كفر أكبر: وهو يخرج الإنسان عن الملة ويحبط الأعمال، ولا يغفره الله سبحانه وتعالى إلا بالتوبة، وهذا يوجب الخلود في نار جهنم إذا مات قبل أن يتوب إلى الله تعالى.
  • الكفر الأصغر: وهو ما ورد تسميته من الذنوب كفرًا، لكنه لم يصل إلى حد الكفر الأكبر، فهذا تحت مشيئة الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، ولا يخرج من الملة، ولا يحبط الأعمال، ولا يوجب الخلود في النار.

شروط التوبة النصوحة

 ومن الجدير بالذكر أن التوبة تبقى مفتوحة أمام العبد دائمًا، لكن بشرط أن تكون التوبة مستكملة ومستجمعة لشروطها، فمن تاب تاب الله عليه وقبل منه التوبة، وهذه الشروط هي: [5]

  • الإقلاع عن الذنب وعن الكفر.
  • الندم على ما مضى.
  • العزم الجازم على ألا يعود إلى هذا الذنب.
  • كون التوبة في الوقت الذي تقبل فيه؛ أي قبل بلوغ الروح إلى الحلقوم.
  • كون التوبة قبل طلوع الشمس من مغربها وهذا يحدث في آخر الزمان.
  • رد المظلمة إلى أهلها إن كانت تتعلق بالناس، فإن كانت تتعلق بالبدن، يسلم نفسه إن قتل لأولياء القتيل، أو يسلم نفسه لقطع طرف،حتى يقتص منه أو يعفى عنه بالدية أو غير ذلك، وإن كانت المظلمة مالاً فلا بد من رد المال إلى صاحبه.

عرفنا فيما سبق ما الفرق بين الكفر الاكبر والشرك الاكبر والنفاق الاكبر وبينّا ذلك من خلال التأكيد على أن العاقبة والمآل لهذه الأنواع الثلاث هي واحدة، وبينّا أقسام كل منها، وشروط التوبة النصوح التي يقبلها الله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *