ما هو الطلح المنضود
ما هو الطلح المنضود ؟ هو من الأسئلة التي يسألها الكثير من المسلمين في تفسير آيات القرآن الكريم، والتي سنجيب عنها في هذا المقال، لنعرف ما تفسير المفردات “الطلح” و “المنضود”، وأين جاءت هذه الآية الشريفة، فالقرآن الكريم بالإضافة لكونه المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلاميّ، هو الكتاب الذي حفظ اللغة العربيّة بمفرداتها القويّة وتراكيبها الجزلة.
معنى الطلح المنضود
قبل أن نعرف ما هو الطلح المنضود كما ذكر في القرآن الكريم، يمكن أن نعود للجذر اللغوي لهذه المفردات، فطلح هو من الفعل طَلَح، ولهذه الكلمة معاني كثيرة، ومنها الموز،[1] أمّا المنضود فهي منن الفعل نضد، وهي اسم المفعول منه أي ما تمّ تنسقيه وترتيبه بطريقة معينة[2]، وقد جاء هذا الوصف في القرآن الكريم في سورة الواقعة في قوله تعالى: “وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ“[3].
ما هو الطلح المنضود
جاء في تفسير قول الله تعالى في سورة الواقعة: “وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ”[4]، أنّ الطلح هو من الأشجار العظيمة الموجود في أرض الحجاز، أي السعودية اليوم، والواحد منه طلحة، وهو من الأشجار كثيرة الشوك، والمنضود هو المُنسّق والمتراكم الثمر، أو كما قيل هو الثمر المصفوف والمقود به في الآية الكريمة ثمر أعده الله تعالى لأصحاب اليمين في الجنة يشبه الطلح الذي في الدنيا ولكنّ ثمر ذو مذاقٍ أحلى من العسل، وقيل الطلح المقصود في الآية هو الموز الذي يكون ثمره متراصًّا ومصفوفًا ومتراكمة بعضه فوق بعض، وقيل بأنّ أهل اليمن يسمون الموز بالطلح.[5]
من هم أصحاب اليمين
بعد أن عرفنا ما هو الطلح المنضود، من الجيد أن نعرف من هم أصحاب اليمين الذي نزلت فيهم الآية: “وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ“[3]، وهم السابقون إلى الجنة وعددهم قليل ولكنّهم الأعلى مكانًا في الجنة بين الناس، وقد أعدّ الله تعالى لهم دارًا من النعيم المقيم فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؛ وذلك جزاء صبرهم وعفتهم وإخلاصهم في طاعة الله تعالى، ومما في هذه الدار الطلح المنضود أي ثمر كالموز الذي في الدنيا ولكن بطعمة ألذّ، ولهم من النعيم غيره الكثير، والله تعالى أعلم.[6]
وهكذا نكون قد عرفنا ما هو الطلحُ المنضود الذي جاء في آيات سورة الواقعة، وهو الموز المتراصّ الثمر، كما عرفنا أنّه جزء من النعيم المقيم الذي أعدّه الله تعالى لأصحاب اليمين الذي أخلصوا وصبروا على عبادة الله عز وجلّ.