ما هو عيد النيروز وأصل تسمية عيد النيروز بهذا الاسم

ما هو عيد النيروز

ما هو عيد النيروز سؤال مهم تتفرَّع إجابته كثيرًا من أجل أن تشمل عيد النيروز عند أكثر من ثقافة وأمة تحتفل بهذا العيد سنويًا لاعتبارات مختلفة، فهذا العيد مشهور عند أكثر من شعب وثقافة وأمة حول العالم، يحتفل كل واحد من هذه الشعوب وهذه الثقافات بعيد النيروز لسبب مختلف عن الآخر، لذا ولأهمية هذا العيد سوف نتحدَّث في هذا المقال بالتفصيل عن إجابة سؤال ما هو عيد النيروز، وسوف نتحدَّث عن أصل تسميته وعن البلدان التي تحتفل به اليوم وعن تاريخ هذا العيد عبر العصور السابقة أيضًا، وعن رأي الإسلام بهذا العيد.

ما هو عيد النيروز

عيد النَّيرُوز أو النَّوْرُوز، الذي يُعرف باللغة الفارسية باسم :نوروز”، هو عيد رأس السنة الفارسية وعيد رأس السنة عند الأكراد في مختلف أنحاء العالم، ويصادف هذا العيد يوم الحادي من مارس آذار من كل عام ميلادي، أي أنَّه يصادف يوم الاعتدال الربيعي في كل عام، ويعود هذا العيد في أصله إلى تقاليد زرادشتية قديمة عُرفت عند أتباع الديانة الزرادشتية في بلاد فارس، حيث كان يحتفل الزرادشتيون بعيد النيروز قبل الفتح الإسلامي لفارس، واستمروا أيضًا بعد فتح المسلمين لبلاد الفرس، ويُعدُّ عيد النيروز واحدًا من أهم وأكبر الأعياد القومية في إيران وفي مختلف الدول المحيطة بها اليوم، كما يحتفل به الأكراد الموجود في شمال العراق على وجه الخصوص.

ومع مرور الزمن بدأ الاحتفال بعيد النيروز ينتقل بين الشعوب والأمم والحضارات، حتَّى أصبح اليوم هذا العيد عيدًا رسميًا في إيران وأذربيجان والعراق وقيرغيزستان وغيرها من الأمم والدول والشعوب، كما أنَّ الأمم المتحدة قامت بإقرار يوم الاعتدال الربيعي الذي يتساوى به الليل والنهار في السنة يومًا رسميًا لعيد النيروز عند الشعوب التي تحتفل بهذا العيد، وجدير بالقول إنَّ هذا اليوم أصبح عطلة رسمية في عدد من الدول التي تحتفل بهذا العيد سنويًا.[1]

أصل تسمية عيد النيروز بهذا الاسم

إن كلمة النيروز أو نوروز كلمة فارسية قديمة جُمعت من كلمتين اثنتين، كلمة “نو” والتي تعني الجديد في اللغة الفارسية، وكلمة “روز” ونعني يوم، فتصبح بمعنى اليوم الجديد، وقد تمَّ تعريب هذه الكلمة منذ القدم، حتَّى أنَّها كانت موجودة في معاجم اللغة العربية مثل: معجم لسان العرب، وجدير بالقول إنَّ سعيد الخوري الشرتوني مؤلف معجم أقرب الموارد قال في تعريف كلمة النيروز: “النيروز والنوريز والأول أشهر: أول يوم من السنة الشمسية، لكن عند الفرس عند نزول الشمس أول الحمل، معرب نوروز بالفارسية ومعناه يوم جديد، وربما أريد به يوم فرح وتنزه: قيل: قدّم إلي عليّ شيئًا من الحلوى فسأل عنه، فقالوا للنيروز، فقال نيرزونا كل يوم. وفي المهرجان قال: مهرجونا كل يوم”، ومعنى عند نزول الشمس أو الحمل، يعني أنَّ النيروز أول الربيع، ومن هُنا جاءت تسمية هذا العيد بهذا الاسم.[2]

شاهد أيضًا: هل عيد الام حرام

البلدان التي تحتفل بعيد النيروز

تحتفل دول وشعوب وأمم كثيرة اليوم بعيد النيروز، وخاصة تلك الأمم والشعوب التي تعيش في المنطقة الفارسية، أي أنَّها أخذت الاحتفال بهذا العيد من التراث الفارسي القديم، فغالبية الدول والبلدان التي تحتفل بالنيروز اليوم هي الدول المحيطة بإيران، ومنهم من جعل من يوم الواحد والعشرين من آذار مارس عطلة رسمية احتفالًا بهذا العيد، وفيما يأتي قائمة بأشهر الدول التي تحتفل بعيد النيروز سنويًا:

  • أفغانستان.
  • ألبانيا.
  • أذربيجان.
  • جمهورية مقدونيا.
  • الهند.
  • إيران.
  • كازاخستان.
  • قيرغيزستان.
  • طاجيكستان.
  • تركيا.
  • تركمانستان.

تاريخ عيد النيروز

لقد عُرف عيد النيروز منذ العصور القديمة قبل الفتح الإسلامي بقرون طويلة، فقد جاء ذكر هذا العيد عند الساسانيين القدماء، وفيما يأتي سوف نفصل في تاريخ عيد النيروز في العصور القديمة، بالإضافة إلى عيد النيروز بعد الفتح الإسلامي لإيران:

عيد النيروز في العصور القديمة

إنَّ معنى كلمة النيروز في اللغة الفارسية اليوم الجديد، وفي تاريخ الأساطير الفارسية جاء أنَّ ملكًا فارسيًا قديمًا اسمه جمشيد وكان يُسمَّى جم أيضًا، كان يمشي في العالم، فلمَّا بلغ أذربيجان نصب لنفسه عرشًا كبيرًا وجلس عليه، فلمَّا جلس عليه أشرقت الشمس على الناس، ففرحوا وهللوا بإشراقها، وقالوا فيما بينهم: هذا يوم جديد، ولهذا صار الناس يحتفلون بهذا اليوم على أنَّه اليوم الجديد الذي تشرق فيه الشمس على الناس، وجاء عيد النيروز أيضًا في النقوش الأثرية التي وردت عن الساسانيين القدماء وفي النصوص الأدبية الواردة عنهم، هذا يعني أنَّ هذا العيد قديم قبل دخول المسلمين إلى فارس بقرون بعيدة.[2]

عيد النيروز بعد الفتح الإسلامي

بدأ ظهور الإسلام قلَّ الاحتفال والاهتمام بهذا العيد بشكل كبير لأنَّ الإسلام حرَّم على المسلمين الاحتفال بكل الأعياد الجاهلية القديمة، إلى أنّ جاء العهد الأموي الذي تغيَّر فيه حال هذا العيد، حيث قام خلفاء بني أمية بتوزيع الهدايا والأعطيات على الشعوب التي تحتفل بهذا العيد، حتَّى أنَّ الحجاج بن يوسف الثقفي كان من أول من وزع الهدايا على من يحتفلون بعيد النيروز في العراق وفارس، وتذكر المصادر أنَّ الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز كان قد أصدر قرارات بإلغاء كل مظاهر الاحتفال بهذا العيد.

وفي الدولة العباسية عاد الاحتفال بعيد النيروز بشكل كبير، وجدير بالقول إنَّ موعد عيد النيروز أيام الدول العباسية والأموية كان يختلف عن موعده اليوم، حيث كان يحتفل به الناس في 18 حزيران، وقيل في 17 حزيران أيضًا، وقد ذكر الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات ما يأتي: “جاء زمن هشام فاجتمع الدهاقنة إلى خالد بن عبد الله القسري فشرحوا له وسألوه أن يؤخر النيروز شهرًا فكتب إلى هشام بن عبد الملك وهو خليفة، فقال هشام” أخاف أن يكون هذا من قول الله تعالى: {إنما النسيء زيادة في الكفر}، التوبة فلما كان أيام الرشيد اجتمعوا إلى يحيى بن خالد البرمكي وسألوه أن يؤخر النيروز نحو شهر فعزم على ذلك فتكلم أعداؤه فيه فقالوا هو يتعصب للمجوسية فاضرب عنه فبقي على ذلك إلى اليوم فاحضر المتوكل إبراهيم بن العباس وأمره أن يكتب كتابا في تأخير النيروز بعد أن يحسبوا الأيام فوقع العزم على تأخيره.

ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الخليفة المعتضد أخر النيروز ستين يومًا في زمنه بالسنة الهجرية، فوافق يومها الحادي عشر من حزيران بالتقويم الميلادي، وذكر ابن الأثير فيما ذكر من حوادث وقعت في سنة 282 للهجرة ما يأتي: “فيها أمر المعتضد بالكتابة إلى الأعمال كلها جميعها بترك افتتاح الخراج في النيروز العجمي، وتأخير ذلك إلى الحادي عشر من حزيران، وسماه النيروز المعتضدي، وأنشئت الكتب بذلك من الموصل، والمعتضد بها، وأراد بذلك الترفيه عن الناس، والرفق بهم”، وفي أيام الدولة الفاطمية في مصر، سُمِّي عيد النيروز بالنيروز القبطي، وقد صادف يوم الرابع عشر من رجب  من عام 584 هجرية، ثمَّ استمر الاحتفال بهذا اليوم حتَّى أيام الدول الفارسية التي جاءت لاحقًا باسم الدولة الصفوية، ولم يزل الاحتفال بهذا اليوم قائمًا حتَّى يومنا هذا على اختلاف وقته ومظاهر الاحتفال به.

مظاهر الاحتفال بعيد النيروز

إن مظاهر الاحتفال بعيد النيروز كثيرة مختلفة باختلاف الشعوب التي تحتفل بهذا العيد واختلاف عادات كل شعب عن الآخر اليوم، وبشكل عام إنَّ الاحتفال بيوم النيروز أو عيد النيروز يكون بالقيام بخمس شعائر، وهي:

  • أداء صلاة الحب أو ما يُعرف باسم التسبيحة.
  • أداء صلاة تكريم يازاتاس التي شعارها: هؤلاء الذين يستحقون العبادة.
  • شرب الحساء المقدس.
  • أداء صلاة إحياء لذكرى الأموات.
  • ترحيب الناس ببضعهم من خلال المصافحة باليد اليمنى بين يدي الشخص المصافَح، مع تمني الأمنيات الجميلة للآخرين.

لا بدَّ من القول أيضًا إنَّ الاستعداد لهذا العيد يكون بترتيب المنزل وتنظيفه تمامًا، لاستقبال العام الجديد بطريقة ممتازة، وفي يوم ليلة الأربعاء الأخيرة قبل موعد العيد، تُشعل النيران ويقفز المحتفلون من فوقها بنية التخلص من المرض، ثمَّ تُعدُّ الولائم التي تتألف من سبع أطباق رئيسة تبدأ كل هذه الأطباق بحرف S، كما يم تزيين طاولات الطعام وتوضع الشموع احتفالًا بعيْد النَّيروز.[3]

عيد النيروز عند الأكراد

يحتفل في كل عام أكثر من 300 مليون إنسان على وجه الأرض بعيد النيروز، وهم الأكراد والفرس والبشتون والآذريين وغيرهم من الأمم والشعوب التي تعيش في منطقة فارس القديمة وما حولها، ويصادف هذا العيد يوم الواحد والعشرين من آذار مارس من كل عام، ويرى الأكراد أنَّ هذا العيد بدأ في ثقافتهم في عام 612 ميلادية، أي أنَّهم يحتفلون به منذ حوالي 2633 سنة، وبالنسبة للشعب الكردي في كل أنحاء العالم يشكل هذا العيد عيدًا قوميًا وحدثًا مهمًا بالنسبة إليهم لأنَّهم يحاولون من خلاله التمسك بالهوية الكردية التي يسعون من خلالها إلى تحقيق الكثير من المكاسب السياسية.

حكم عيد النيروز في الإسلام

جاء في حكم الاحتفال بعيد النيروز في الإسلام أنّه لا يجوز للمسلمين الاحتفال بأي عيد غير عيد الأضحى وعيد الفطر، وكل عيد غير هذين العيدين يُعدُّ عيدًا محدثًا لا يجوز الاحتفال به أبدًا، واستدلَّ العلماء في هذا القول بحديث الصحابي الجليل أنس بن مالك الذي قال: “قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ”[4] وجاء عن الذهبي أنَّه قال في هذه المسألة أيضًا: “أما مشابهة الذِّمة في الميلاد، والخميس، والنيروز، فبدعة وحشة، فإن فَعلها المسلم تديُّنًا فجاهل، يزجر وُيعَلَّم، وإن فعلها حُبًّا -لأهل الذِّمة- وابتهاجاً بأعيادهم فمذموم أيضًا، وإنْ فعلها عادةً ولعبًا، وإرضاءً لعياله، وجبرًا لأطفاله فهذا محل نظر، وإنما الأعمال بالنيَّات، والجاهل يُعذر ويبين له برفق..”، والله تعالى أعلم.[5]

شاهد أيضًا: ما حكم الاحتفال بعيد الأم

شعر عن عيد النيروز

لقد جاء ذكر عيد النيروز في أشعار العرب في أكثر من قصيدة واضحة لشعراء عباسيين وأمويين، وفيما يأتي نذكر بعض القصائد التي مرَّ فيها ذكر عيد النَّيروز:

  • قال البحتري:أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكًا
    من الحُسن حتَّى كاد أن يتكلماوقد نبَـه النوروز في غلس الدُجى
    أوائل ورد كـُن بالأمس نوَما
  • قال ابن الرومي:تملیتَ فی النیروز عیش المُـنـَوِّرز
    و عُمـِّرت إعمار السعید المفرز
  • قال البحتري أيضًا:لك في المجد أول وأخيرُ
    ومساع صغيرهن كبيرُإن يوم النيروز عاد إلى العهد الذي
    كان سنه ازدشيرُ

    أنت حولته إلى الحالة الأو
    لى وقد كان حائرًا يستديرُ

  • قال أبو الطيب المتنبي:جاءَ نَـيـرُوزُنَـا وَأنتَ مُرَادُهْ
    وَوَرَتْ بالذي أرَادَ زِنادُهْهَذِهِ النّـظْـرَةُ التي نَالَهَا مِنْك
    إلى مِثْلِها من الحَوْلِ زَادُهْ

    يَنْثَني عَنكَ آخرَ اليَـوْمِ مِنْهُ
    نَـاظِــرٌ أنْـتَ طَرْفُـهُ وَرقاده

    نحنُ فـي أرْضِ فـارِسٍ فـي سُـرُورٍ
    ذا الصّـبَـاحُ الـــذي نـــرَى مـيــلادُهْ

    عَظّمَـتْـهُ مَمَـالِـكُ الـفُـرْسِ حتى
    كُلُّ أيـامِ عَامِهِ حُسادُهْ

    مَـا لَبِسْـنَـا فـيـهِ الأكاليلَ حتى
    لَبسَـتها تِلاعُهُ وَوِهَادُهْ

    عندَ مَـنْ لا يُقـاسُ كسـرَى أبوسا
    سانَ مُلْكاً بهِ وَلا أوْلادُهْ

    عربيٌّ لِسَانُهُ فَلْسَفيٌّ
    رَأيُـهُ فَارِسِيـةٌ أعْـيَادُهْ

    كُلمَـا قالَ نائِلٌ أنَا مِنْهُ
    سَرَفٌ قالَ آخَرٌ ذا اقْـتِـصــادُهْ

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن إجابة سؤال ما هو عيد النيروز كما سلَّطنا الضوء على هذا العيد وعلى طقوسه وأصل تسميته ونظرة الأكراد إليه، بالإضافة إلى ذكر أشعار العرب التي ورد فيها اسم هذا العيد.

المراجع

  1. ^ independent.co.uk , NOWRUZ , 22-03-2021
  2. ^ wikiwand.com , نوروز , 22-03-2021
  3. ^ encyclopedia.com , nawruz , 22-03-2021
  4. ^ صحيح أبي داود , الألباني، أنس بن مالك، 1134، صحيح.
  5. ^ islamqa.info , حكم الاحتفال بعيد النيروز , 22-03-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *