من الأمثلة التي تدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال

من الأمثلة التي تدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال

من الأمثلة التي تدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال ، فمن الجدير بالذّكر أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان قرآناً يمشي على الأرض، ومن أعظم دلائل نبوته -صلى الله عليه وسلم- من القرآن الكريم، قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وقد كانت سيرته -صلوات الله عليه- عبارة عن تطبيق عمليّ لما جاء في القرآن الكريم، كما أنه كان يعامل كافة الناس بخلق حسن ولا سيّما مع الأطفال.

من الأمثلة التي تدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال

إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم كان خير معلم للبشرية في كافة الأزمنة، وهو القدوة الأولى والأخرى التي تستقي منها الأمة الخلق الطيّب وحسن العشرة والسلوك الخيّر، وفيما يأتي بيان بعض من الأمثلة الدالة على حب الرسول الكريم للأطفال:[1]

  • حب الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحفيديه الحسن والحسين -رضي الله عنهما- ويتّضح ذلك من خلال حضنهما وتقبيلهما، ووضعهما بقربه في جلوسه، والالتزام بالذهاب إليهما والاقتطاع من وقته لتربيتهما، والدعاء لهما، حتّى أنَّه في أحد المرّات كان يصلي وركب على ظهره أحدهما فأطال السجود لكي لا يزعجه، وقد خشي الصحابة أن يكون قد حدَث له شيء أو أنَّه يوحى إليه.
  • معاملة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع أبناء أصحابه الذيد ولودوا حديثًا؛ فقد كان من عادته القدوم بالصغار عند ولادتهم فكان يُقبّلهم، ويحنّكهم بالتمر، ويضُمّهم إليه ويدعو لهم بالبركة، وهذا ما فعله مع أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عندما رُزق بمولوده الأول.
  • حرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على دعوة الغلام اليهوديّ الذي كان في حجره ليخدمه إلى الإسلام وتحذيره من النَّار، واستجابة الغلام ووالده تدلّ على رحمة الرسول -عليه السلام- به وشفقته عليه بالرغم من عدم إسلامه.
  • الرسول -عليه السلام- كان حنونًا على حفيدته أُمامة بنت أبي العاص عندما ماتت والدتها زينب -رضي الله عنها- فكان يصحبها معه في بعض الأحيان للصلاة وإذا سجد أجلسها بجانبه، وإذا قام حملها.
  • إكرام الرسول -صلى الله عليه وسلم- للبنات وحفظ حقوقهنَّ، وذلك في وقت كان المجتمع الجاهليّ يحب الذكور أكثر، ويخاف من عار البنات ويكرههنَّ، بينما جعل الرسول -صلوات الله عليه- تربيتها ورعايتها والإنفاق عليها سبباً لدخول الجنَّة ونيل الثواب والرضا من الله تعالى، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ).
  • بكاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- ورحمته وحزنه عند وفاة ابنه إبراهيم؛ فقد ضمه وشمّه وقد ورد عن أنس -رضي الله عنه- قوله: (دَخَلْنَا مع رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- علَى أَبِي سَيْفٍ القَيْنِ، وكانَ ظِئْرًا لِإِبْرَاهِيمَ -عليه السَّلَامُ-، فأخَذَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ، وشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عليه بَعْدَ ذلكَ وإبْرَاهِيمُ يَجُودُ بنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- تَذْرِفَانِ، فَقالَ له عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-: وأَنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَقالَ: يا ابْنَ عَوْفٍ إنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بأُخْرَى، فَقالَ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ)،[2] والمقصود بالقَيْنِ: إقامة الحداد، والمقصود بالظِئْر: المرأة المرضعة التي ترضع الطفل، أو تحنّ عليه.

شاهد أيضًاكم مكث الرسول في مكة

تعامل النبي مع أولاده

تزوج المبشر – صلى الله عليه وسلم – من السيدة خديجة وهو في الخامسة والعشرين من عمرها ، وأنجب منها جميع بناتها وهن: زينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة – رضي الله عنها – وكانوا كلهم ​​على الإسلام ، وماتت ثلاث من بناته في حياته ما عدا فاطمة الذين ماتوا بعد ستة أشهر ، وكان الرسول حريصًا جدًا ومهتمًا بهم ، وقد تم ذكر مؤلفات السيرة النبوية بكثرة. دليل يؤكد ذلك. جاء الحديث تحت سلطة عائشة ، مما يدل على كيفية تعامل النبي مع ابنته فاطمة ، واحترامها وكرمها.: (كانت إذا دخَلَتْ عليه قام إليها، فأخَذَ بيدِها وقبَّلَها وأَجْلَسَها في مجلسِه، وكان إذا دخَلَ عليها قامت إليه، فأَخَذَتْ بيدِه فقَبَّلَتْه وأَجَلَسَتْه في مجلسِها).[3]

ومما يدل على حرصه الشديد على بناته واهتمامه بما يردن ما رواه بعض الصحابة أنه لما ماتت بعض بناته في حياته وقف على القبر عينيه دامعة ومن شدة تعاطفه معهم ، وعاطفته لهم أيضًا أنه اهتم باحتياجاتهم وحل مشاكلهم ، على سبيل المثال ، أتت إليه ابنته فاطمة ذات يوم تشتكي من معاناتها من العمل الشاق ، فطلبت منه ذلك. أحضر لها خادمة فقال لها ولزوجها: ( ألا أدُلُّكُما علَى ما هو خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ؟ إذا أوَيْتُما إلى فِراشِكُما، أوْ أخَذْتُما مَضاجِعَكُما، فَكَبِّرا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، واحْمَدا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَهذا خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ).[4][5]

شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم

كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ذا شخصيّةٍ سويّةٍ مُتّزنةٍ نفسيّاً، فلم يكن عبوساً أو كثير الحزن والبكاء فيَنفر الناس من حوله، وما كان يبكي إلّا من خشية الله -تعالى-؛ كبكائه في صلاة الليل، أو عند سماع آيات القرآن الكريم؛ ومن ذلك عندما قرأ عليه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قوله -تعالى-: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ شَهِيدًا)،[6] أو قد يبكي حزناً وشفقةً على أمّته؛ كبكائه وهو يصلّي صلاة الكسوف.[7]

شاهد أيضًاكم كان عمر الرسول عندما تزوج خديجة .. في أي عام تزوج الرسول من خديجة

إلى هنا نكون قد بينا من الأمثلة التي تدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال ، وبينا أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو القدوة الأول والأخير في التعامل مع أهل بيته ولا سيّما أبنائه، كما بينا تعامله مع الأطفال على وجه العموم وهو ذا رحمة ولين وعطف.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , مواقف نبوية مع الاطفال , 17-02-2021
  2. ^ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 516، صحيح
  3. ^ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5217 ، صحيح
  4. ^ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 6318، صحيح
  5. ^ عبد الملك القاسم، يوم في بيت الرسول، صفحة 27. بتصرّف , 17-02-2021
  6. ^ النساء , 41
  7. ^ saaid.net , التوازن النفسي والسلوكي , 17-02-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *