الاساليب النحوية وأنواعها وخريطة مفاهيم الاساليب النحوية

الاساليب النحوية

الاساليب النحوية في اللغة العربية من الأشياء التي تميز لغتنا الخالدة، حيث أن اللغة العربية تميزت عبر العصور بشدة فصاحتها وبيانها بين لغات العالم، كما تنوعت الأساليب في اللغة العربية بين الأساليب الخبرية والإنشائية، ومنها ما عرف باسم الأساليب النحوية ضمن مفهومه الشامل وهذا ما تكلم عنه الباحِثون المحدثون الذين يطلقون على تَسْمِيَةِ المَعَانِيَ هذه بــ(الأساليب النحوية)، أما العلماء الأقدمين فَقد ذَكَرُوا لهذه الأساليب اسمًا آخر وهو (مَعَاني الكَلامِ)، وهذه الأَسَالِيْبُ مِنْهَا ما هي إنشائية، ومنها ما تكون طلبية أو غيرُ طلبية، ومنْهَا ما تكون خبرية. [1]

الاساليب النحوية

عرف عن العرب أنماط من أساليب نحوية لها تراكيب ثابتة، وقوالب غير متصرفة ثابتة وجامدة، وأنماط مخصوصة منتظمة، يقصد منها إعلام المخاطب بما يمكن للمتكلم أن يستشعره من معان شعورية وإفصاحية، سواء كان هذا الأسلوب أسلوب استفهام أو إغراء أو تحذير، أو مدح أو ذم، أو تعجب، أو نحو ذلك، فهذه جمل ذات تراكيب إنشائية صيغت لتحقيق أغراض ومقاصد دلالية؛ ولهذا السبب لا يعتريها ما يعتري تركيب الجمل من التغيير، من خلال التقديم والتأخير، أو الزيادة أو الحذف، أو الاستِبدَال؛ ففي ذلكَ انتقاصًا لأَغرَاضِهَا، ولمعانيهَا، وتغييرًا لِمَقَاصِدها.[1]

أهمية الاساليب النحوية

تبين دراسة الأسالب النحوية دقّة اللغة العربية في نظم أساليبها وقصدها في وضع أنماط التعبيرات المختلفة، بحيث تكون الأساليب والأنماط النحوية، لها تراكيبٍ ثابتة، وهيئات خاصة، لا يُمكن التلاعبُ بها من خلال أي نوع من أنواع التغييرات؛ وذلك لِمَا فيه من نقضٍ للأغراض التي خُصَّت  الأساليب النحوية لأن تؤديها، وفوات لمعانيها ودلالتها، من خلال نقلها إلى معنى ثانٍ، أو بأن تتداخل مع موضوعاتٍ أخرى.[1]

ولعلّ ذلك المعنى يمكنك ملاحظته في أسلوب الاستفهام، من أنَّ المخاطَب يمكن أن يتشوش ذهنه إن نحن قلنا مثلًا: حضر من، بتأخيرنا اسم الاستفهام، وتقديمنا للمستفهم منه عليه؛ فهو لا يدري، أأُريد الاستخبار عمن حضر، أم أن هناك تتمة في الكلام، أو أنه أريدَ به الإشارة إلى اسم علم، فإن التُزمَ الأصل بتصدير المغيّر، دلَّ ذلك على الاستفهام بشكل حصري، فيفُهم القصد ويتضح المراد، ولم يحتمل الكلام أكثر من ذلك المعنى.[1]

أنواع الاساليب النحوية

تتنوع أساليب اللغة العربية بين أمر، ونهي، ونداء، وندبة، واستغاثة وغيرها الكثير من الأساليب التي تميزت بها لغتنا الخالدة، وفيما يأتي سوف نذكر لكم هذه الأساليب مع شيء من التفصيل:

الأمر

ويعرف بأنه طلب الفعل على وجه الاستعلاء والإلزام، أو كما يقال: وهو صيغة تستدعى الفعل، أو قول ينبىء عن استدعاء الفعل من جهة الغير على جهة الاستعلاء”. وللأمر أربع صيغ هى:[2]

  • فِعل الأمر: نحو (خُذْ هذا الكتاب).
  • المُضارع المقترن بلام الأمر: مِثل (ليُنفقْ الرجل مما أوتي من مال).
  • اسم فِعل الأمر: نحو: (عليكم) بمعنى الزموا، نحو: (عليكم أنفسكم لا يهمّكم الظّالمون)، ومِثله:(صهٍ)؛ أي اسكت، و(مه) ؛ أي كف، و(آمين)؛ أي استجب، و(بله) بمعنى دع، و(رويده)؛ ومعناها أمهله، وغير ذلك.
  • المصدر النّائب عن فِعل الأمر: “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”.

النهي

حيث يعرف النهي بأنه أسلوب طلَبيّ المراد منه التّوقّف عن فعل الأمر بصورة إلزاميّة من قبل الغير، ويّتفق النّهي مع الأمر في مبدأ استعلاء طرف على الآخر، لكنهما يختلفان في الصّيغ، حيث أنه في الأمر يُطلب الشّيء، وفي النّهي يُمنع عنه. ويقع النّهي في صيغة واحدة،؛ هي الفِعل المُضارع المقترن بـ(لا) النّاهية الجازمة، نحو: لا تكذبْ.[2]

النداء

يعرف المنادى بأنه اسم منصوب يُطلَب إقباله بواحد من أحرف النداء، وهي [يا، أيا، هيا، أيْ، والهمزة للقريب]. وإن كان المنادى عَلَمًا أو كان نكرة مقصودة فإنه يبنى على ما كان يرفع به، ويكون في هذه الحالة في محل نصب. ومثال ذلك: (يا أحمد، يا رجلُ). أما إن كان المنادى من النكرة غير المقصودة أو كان مضافًا أو شبيهًا بالمضاف فإنه يُنصَب لفظًا، ومثال ذلك: يا رجلاً مؤمنًا، يا فاعلاً خيرًا. [3]

الاستغاثة

تعرف الاستغاثة بأنها نداء شخص من أجل إغاثة غيره بحرف النداء (يا)، ثم زيادة لام مفتوحة بعدها، وأيضًا لام مكسورة في أول المستغاث له، ومثال ذلك: (يا لحمزة لعُمر)؛ أي: أدعو حمزة ليغيث عمر)، ويكون كل منهما مجرور باللام في محل نصب.[3]

الندبة

يعرف أسلوب الندبة بأنه؛ نداء المتفجع عليه أو له أو منه، من خلال إضافة حرف النداء (وا)، ويعرب: منادى، مبنيًّا على الضم في محل نصب. ويأتي هذا الأسلوب على ثلاثة أوجه:[3]

  •  (وامعتصم).
  • (وامعتصما).
  • (وامعتصماه).

الاستثناء

الاستثناء هو إخراج الاسم الواقع بعد أحد أدوات استثناء من حكم الجملة قبل أداة الاستثناء. فالمستثنى؛ هو الاسم الذي يذكر بعد إحدى أدوات الاستثناء، ويكون مخالفًا في حكمه لما يقع قبل أداة الاستثناء. مثل: جاء الطلاب إلا محمد. فالاسم الذي وقع بعد أداة الاستثناء وهو هنا: (محمد) أخرج من الحكم الذي سبق أداة الاستثناء وهو مجيء الطلاب، أي أن (محمد)  هو المستثنى من حكم المجيء.[4]

ويختلف إعراب المستثنى الذي يأتي بعد (إلا) وفق صور الاستثناء، وسنلخص ذلك فيما يأتي:[5]

  • إن جاءت جملة الاستثناء تامة؛ أي أن المستثنى منه كان مذكورًا فيها، وكانت موجبة فإن ما بعد أداة الاستثناء (إلا) يكون منصوبًا، ويعرب على أنه مستثنى، مثل: جاء القوم إلا محمدًا.
  • إن كانت جملة الاستثناء تامة، وكانت منفية فما بعد (إلا) يجوز فيه الحالتين الآتيتين:
    • أن يكون المستثنى منصوبًا ويعرب على أنه مستثنى، نحو: لم يأت أحد إلا حازمًا.
    • أن يكون المستثنى بدلًا لما قبل (إلا) وتابع له في الإعراب نحو: لم يأت أحدٌ إلا حازمٌ.
  • إن كانت جملة الاستثناء ناقصة؛ أي أن المستثنى منه لم يذكر فيها، وكانت منفية فإن ما بعد (إلا) يتم إعرابه بحسب ما قبلها مثل: ما جاء إلا محمدٌ (محمدٌ: فاعل جاء)، أو ما زرت إلا محمدًا (محمدًا: مفعول زار).

التحذير

ويعرف أسلوب التحذير بأنه تنبيه المخاطب على أمر مكروه ليتجنَّبه، ومثال ذلك: يدَك والنار؛ ومعناها: (قِ يدَك واحذرِ النارَ)، حيثأن كلًا المحذَّر والمحذَّر منه يكون منصوبًا على أنه مفعول به من الفعل المقدر، وقد يَقتصِر التحذير أحيانًا على ذكْر المحذر منه فقط؛ وهو هنا النار.[3]

الإغراء

يعرف أسلوب الإغراء بأنه تنبيه المخاطب على أمرٍ محمود حتى يفعله، ومثال ذلك: (الصدق)؛ ومعناه: الزمِ الصدق. ويكون مفعول به منصوب لفعل الزم المقدر.[3]

العرض والتحضيض

ومعناهما طلَب الشيء. وحروف العرض هي: [ألا، أما، هلاَّ، لولا، لوما]. الفرق بين العرض والتحضيض أن العرض هو طلب بلين، أما التحضيض فهو طلب بحث، وتختص بالفعلية، نحو: “أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ”، وأيضًا مثال: (هلا قُمتُم بالواجب). [3]

الاختصاص

ويعرف الاختصاص بأنه ما يكون عندما يُذكَر بعد ضمير المتكلم (أنا، نحن)، أو ضمير المخاطب (أنت، أنتم) اسم ظاهر منصوب بالفعل المحذوف (أخص). ومثال ذلك: نحن (المسلمين) مخلصون. فالمقصود من هذه الجملة؛ نحن (أخص المسلمين) مخلصون.[3]

الاشتغال

وضابطه: إذا اشتغل فعل متأخر بنصبه لمحل ضمير اسم متقدم عن نصبه للفظ ذلك، ويعرف الاشتغال بأنه: أن يتقدم اسم واحد ويتأخر عنه مشتغل عن العمل في ذلك الاسم بالعمل في ضميره، أو في سببه، بحيث أنه لو فرغ من ذلك المعمول وسلط على الاسم المتقدم؛ لعمل فيه النصب من ناحية اللفظ أو المحل. وما يراد بسبب الاسم المتقدم: هو كل شيء وعلاقة به.[6]

وأركان الاشتغال ثلاثة كما يأتي:[6]

  • مشغول عنه: وهو الاسم المتقدم.
  • مشغول: وهو الفعل المتأخر.
  • ومشغول به: وهو الضمير الذي تعدى إليه الفعل بنفسه أو بالوساطة.

ومثال عليه: إن الكتاب قرأته ينفعك، بحيث يعرب الكتاب هنا بأنه؛ مفعول به منصوب على الاشتغال لفعل محذوف وجوبًا يُفسِّره الفعل الظاهر.

الاستفهام

ويعرف أسلوب الاستفهام بأنه أسلوب يُستخدم للعِلم بأمرٍ ليس معلومًا بالنسبة إلى لسائل، وهذا ما قال فيه بعضهم أنّه طلب خبر ليس لدى السائل فيه علم، ولأسلوب الاستفهام أداوت تُقسّم إلى قسمين؛ الأول هو أحرف الاستفهام: وهُما (هل) وتُكون إجابتها نعم أو لا، مِثل: هل أتى محمد؟، أما الحرف الثّاني فهو (الهمزة) ويُجاب عن السؤال المبدوء بها بنعم أو لا، كما في السؤال (أقام محمد؟). ومنها ما تسمى أسماء استفهام نحو: ( ما، ماذا، لماذا، كيف، أي أين، أنى، أيان، متى). [2]

خريطة مفاهيم الاساليب النحوية

تنوعت الخرائط الذهنية التي تتضمن الأساليب النحوية لتسهل على الطالب الإلمام بهذه الأساليب جملة وتفصيلًا، وذلك بسبب كثرة هذه الأساليب وتنوع الأغراض منها، وسوف ندرج لكم فيما يأتي صورة لخريطة ذهنية عن الأساليب النحوية:

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، وقد بينّا فيه الأساليب النحوية وأنواعها جملة وتفصيلًا، فضلًا عن ذكر مفهوم الأساليب النحوية بصورتها العامة، وما هي أهميتها في إضفاء طابع مميز على اللغة العربية، كما أدرجنا لكم خريطة ذهنية عن الأساليب النحوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *