الاعتماد على النفس .. كيف نربي أبناءنا على الاعتماد على النفس؟

كيف نربي أبناءنا على الاعتماد على النفس؟

من بين الأسئلة التي تضعنا في محطات عديدة للتفكير في مستقبل أبنائنا هو سؤال كيف نربي أبناءنا على الاعتماد على النفس ؟ فإن الأطفال تماماً كالبذور إن أحسنا رعايتها، ودعمها صالحاً، أتت بثمار صالحة. ولهذا سوف نتعرف في مقالنا التالي على أهم المعايير التي يجب وضعها بالاعتبار، وكذا القيم، والخطوات التي يجب الأخذ بها أثناء معرفة كيف نربي أبناءنا على الاعتماد على النفس؟

طفل يساهم في تنظيف المنزل، يساهم في جعل مجتمعه نظيف
طفل يساهم في تنظيف المنزل، يساهم في جعل مجتمعه نظيف

متى يبدأ الإدراك عند الطفل؟

يبدأ الطفل في إدراك ماهية العالم من حوله بمرحلة الطفولة المبكرة والتي تبدأ من سن سنة أو سنة ونصف وحتى سن ست سنوات. وبهذه المرحلة يكون إدراكه بالعالم في حدود مجتمع الأسرة، والعائلة، وأصدقائه بالحضانة.

وربما يبدأ الطفل في الشعور بالمسؤولية إذا رأى العمل سمة بكل من بالبيت، فالأم مثلا تضع الغسيل بالغسالة، أو تحرك الأطباق من وإلى المطبخ، وكذا فهي تنظف المنزل، مما يجعل طفلتها تريد بالفطرة مساعدتها في الأمر.

وكذلك إذا قام الوالد بممارسة الرياضة، أو إرتداء قميصه وبنطاله والحزاء، وإذا حرص على قراءة الجرائد فإنه يُنمي بذلك رغبة إبنه في تقليده بهذه الأمور.

هكذا هو الأمر إذن..”القدوة”، فأول ما يُدرك الطفل في عالمه البريء هو أن يرى في أمه وأبيه القدوة التي يُقلدها في كل أمر، وهذا بدوره يساهم في تعلم الطفل الإعتماد على نفسه بكل بساطة.

تساهم القراءة وإن كان المحتوى بسيطاً في تنمية إعتماد الطفل على نفسه
تساهم القراءة وإن كان المحتوى بسيطاً في تنمية إعتماد الطفل على نفسه

كيف يكتسب الطفل الاعتماد على النفس في عدم وجود الوالدين؟

إن كسب المُعلمة أو المُعلم حب الأطفال، أمر سيجعله بلا شك قدوة للتلاميذ، وبهذا يكون المُعلم هو القدوة التالية التي يثق الأطفال بها، ويتبعونها في كل الأوامر والضوابط والتي تُكمل نظام التربية مع الأهل.

وقد يحدث أن يرى الطفل في المعلم الملجأ الذي يحب، فيحكي له كل ما يحدث، ومالا يستطيع أن يقص على والديه مثلاً.

كما أن بدعم نظام المكافأة في حالة القيام بالأفعال الصالحة، مع مراقبة الانضباط فيها يسعى الأطفال لتعلم المنافسة الشريفة، وبالتلي يكون تدريبهم على القيام مثلاً بجمع أقلامهم، ودفاترهم في حقائبهم المدرسية أبسط ما يُمكن أن يتعلموه بالمؤسسة التعليمية للاعتماد على النفس.

يتعلم الطفل الأكبر الاعتماد على النفس، فينقله بتلقائية للأصغر وبالتالي يكون الأخ الأكبر هو الوالد الثالث بالمنزل
يتعلم الطفل الأكبر الاعتماد على النفس، فينقله بتلقائية للأصغر وبالتالي يكون الأخ الأكبر هو الوالد الثالث بالمنزل

كيف نربي أبناءنا على الاعتماد على النفس؟

إن الوصول إلى الثقة أولاً، أمر يتطلب الكثير من الإلتزام من قبل الوالدين قبل الأبناء، هذا بالإضافة إلى مراعاة نقطة تأثر الأبناء بشكل كبير وهم في مرحلة الطفولة بكل ما يدركونه بالعاطفة قبل العقل.

ولهذا فإن ما يلي نقطة إتخاذ القدوة، يكون أصعب. فمحاولة تعليم الطفل الإلتزام بتصرفات الإعتماد على النفس المختلفة في أوقات عدم تواجد الوالدين هو ما يدعم بحق لديه قيمة الإعتماد على النفس.

هذا بالإضافة إلى أن تعلم قيامه بكل الأمور التي تخصه مثل إرتداء ملابسه، أو وضعها في مكانها بعد تبديلها، وكذا وضع حقيبة المدرسة على المكتب، وتوضيب فراشه، أو حتى الاستحمام بمفرده، لا بد وأن يتم بمجرد وصوله لسن السادسة.

كذلك فإن الأثر الذي يعود من تدريب الطفل على الإعتماد على النفس يتمثل في قدرته على تحمل مسؤولية ما يقوم به، وتدريبه على قول الصدق دائماً، ويعلمه كيفية إحترام أبويه في وجودهما وغيابهما، وكذا النظر لحلمه ومستقبله بنظرة جدية.

من منا لا يحب أن يكن لأبنائه مستقبل مستقل منذ الصغر؟ ومن لا يتمنى أن يحقق أبناءه نجاحاً وتميزاً في مراحل عمر مبكرة؟ بالتأكيد كلنا يريد الأمر وهذا ما نسعى إليه جميعاً.

لهذا وجب علينا التبكير في تربية أبنائنا على الأمر، فالشجاع هو من يفوز في هذه الحياة لأنه تعلم الإعتماد على نفسه لا على الآخرين.

توفر مشاركة الأطفال في فعل ما يحبون جزءاً هاماً من قوة شخصياتهم وإعتمادهم على أنفسهم
توفر مشاركة الأطفال في فعل ما يحبون جزءاً هاماً من قوة شخصياتهم وإعتمادهم على أنفسهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *