التاريخ هو تدوين الاحداث التي حدثت في الماضي وتفسيرها

التاريخ هو تدوين الاحداث التي حدثت في الماضي وتفسيرها

التاريخ هو تدوين الاحداث التي حدثت في الماضي وتفسيرها ، ولكلمة تاريخ معانٍ عديدة، حيث يمكن أن يعني كلّ ما حدث في الماضي، أي هو السجل المكتوب لما حدث في الماضي. وبعبارةٍ أُخرى، التاريخ هو ما يكتبه المؤرخون؛ لكن المؤرخين عادةً ما يشيرون إلى مجموعة كتاباتهم على أنّها تأريخ وليس تاريخًا.

التاريخ هو تدوين الاحداث التي حدثت في الماضي وتفسيرها

التاريخ هو تدوين الاحداث التي حدثت في الماضي وتفسيرها ، صحيح، وهو السفر بين الماضي والحاضر، حيث يعتمد السجلّ المكتوب على المصادر الأوليّة، ما يسميه المؤرّخ بالدليل، الذي يبني عليه تفسيرًا معقولًا لما حدث في الماضي. في أوقات وأماكن مختلفة، قدم النّاس مجموعة واسعة من التعريفات للتاريخ. ولأن المصادر غير مكتملة، يقوم المؤرخون ببعض التخمينات المستنيرة. ومع ذلك، هذا لا يختلف كثيرًا عن العديد من التخصّصات الأخرى. كما ينكر العديد من المؤرخين أنهم يستخدمون الفن في كتاباتهم، ولكن كيف يمكنهم وصف العمليّة بخلاف ذلك؟ في الواقع أنّ التاريخ الجيّد يتطلّب الكتابة الجيدة، وليس بالعكس؛ فإنّ الكاتب الجيد ليس بالضرورة أن يكون مؤرّخًا جيدًا. علاوة على ذلك فإنّ كاتب التاريخ يشارك الكاتب المبدع في بعض الأهداف، لكن بقواعد مختلفة تمامًا. إنّه لا تخترع التاريخ، لكنه يستخدم الفن لنقله.

شاهد أيضًا: التاريخ يقوم على تدوين القصص ومحوره الاساسي هو

ما هو التاريخ وأهمية دراسته

من خلال موضوعنا التاريخ هو تدوين الاحداث التي حدثت في الماضي وتفسيرها، لا بدّ من التعرّف على التاريخ وأسباب دراسته وطرق الدراسة، على الشكل التالي:

  • في الواقع، تدخل التجربة والخطأ وليس الأفعال العشوائيّة، في المنهجيّات للعديد من التخصّصات. وبذلك فإنّ التاريخ مشابه تمامًا ومختلف أيضًا عن التخصّصات الأخرى التي قد نكون على درايةٍ بها.
  • على سبيل المثال، يتضمّن التاريخ مجموعة كاملة من المعارف، ومن الحقائق، إلى فرضيات العمل. ومع ذلك، يمكن أن تكون الأدلّة مجزأة وغير كاملة ومتناقضة.
  • يجب على كل تخصّص أن يفرز الكثير من البيانات، معظمها دخيل، أثناء عمليّة البحث والتقصّي.
  • في حين سيقوم العالم بمراجعة الأدبيات الرئيسيّة، وقراءة العديد من المقالات التي ليس لها في النهاية أيّ تأثيرٍ على الحالة المطروحة. فيمكن تخيل عالم آثار يحاول تجميع الآثار من الأجزاء المكسورة، من أحجار البناء وشظايا الأواني وبقايا النسيج والعظام البشريّة من موقع يعود لما قبل التاريخ. هذا مشابه لما يجب أن يفعله المؤرّخ، حيث يقوم بجمع معلوماتٍ من الماضي، تبدو غير ذات صلة في كثير من الأحيان. في هذه العملية، سيصادف دليلًا لا يتناسب مع القضيّة المطروحة. وهذا جزء من أي عمليّة بحث واستفسار.
  • يجب الوضع في الاعتبار أن مثل هذه الأدلّة قد تصبح ذات صلة بمشروعٍ بحثيّ لاحقًا، حيث لا يوجد استفسار يضيع.
  • وهكذا يصبح التاريخ أكثر إثارة عندما ننتقل من مجرّد تجميع للحقائق إلى شرحها.
  • وبالطريقة نفسها التي ينظر بها الكيميائيّ إلى مركّبٍ جديد، أو يستكشف عالم الاجتماع علاقة اجتماعيّة جديدة، كذلك يتوجّب على المؤرخين دراسة الماضي من أجل فهمه وشرحه على أفضل وجه ممكن.

مفهوم التاريخ في تدوين الأحداث

يبدو أن المفهوم الشائع للتاريخ على أنّه مجرد سجل للأحداث الماضية له نتيجة طبيعية واضحة لعدم التغيير الأساسي للتاريخ. أو بمعنى أوضح، إنّ التاريخ هو تدوين الاحداث التي حدثت في الماضي وتفسيرها. فغالبًا ما يُنظر إلى التاريخ على أنّه مجموعة واسعة من الحقائق، مرتّبة ترتيبًا زمنيًّا إلى حد ما، وغير قابلة للتغيير. تكمن المشكلة في تقديم التاريخ كقصّةٍ ذات حبكة ثابتة، ومجموعة من الشخصيات. علاوة على ذلك، لا يزال التاريخ يتعامل مع الماضي، لكنه يصوّر الماضي في حوارٍ مستمر مع حاضر دائم التقدّم، والذي يستجيب للأسئلة الجديدة، ويكشف عن رؤى جديدة للحالة الإنسانية. هذا هو التاريخ كما يفهمه المؤرخون المحترفون. غالبًا ما يستفيد المؤرخون من نظريات السلوك البشريّ التي طوّرها علماء الاجتماع الآخرون. يمكن لنظريات السلوك الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي هذه أن تساعد المؤرخين في فهم البيانات الكثيفة والمتناقضة. ومع ذلك، فإن المؤرخين يهتمون بالعمل تجريبيًّا واستقرائيًّا. في حين قد تساعد الاعتبارات النظريّة في تفسير البيانات، ولكن المؤرخين لم يتخذوا قرارًا بناءً على النظريّة قبل مواجهة الأدلة. يرفض معظم المؤرخين الممارسين البدع الحديثة للعدميّة الفلسفية ومعاداة التجريبية، وما بعد الحداثة، والتفكيك والدراسات الثقافية.

شاهد أيضًا: من أبرز المؤلفات التاريخية لابن الأثير كتاب الكامل في التاريخ

تعريف التاريخ من الباحثين والمؤرخين

من خلال موضوعنا التاريخ هو تدوين الاحداث التي حدثت في الماضي وتفسيرها، لا بدّ لنا من الاطلاع على رأي المؤرخين والمهتمين بعلم التاريخ، كما يلي:

  • يقول والتر ل. أرنستين: يمكن للتاريخ أن يجعلنا مواطنين أكثر اطلاعًا ومعرفة لقرونٍ من الخبرة الإنسانية.
  • كما تقول عفاف لطفي السيد: التاريخ إبداعيّ، لكنه يستند إلى جميع سجلات وتصورات الماضي. وعلى هذا النحو، يمكن للتاريخ أن يوسّع ويعمّق خبرتنا المحدودة. ويمكن تعلّم الكثير من دراسة الماضي بعناية.
  • بينما توماس دي كلارك: فيرى أنّه يمكن للتاريخ أن يمنح الأجيال الحاليّة ليس فقط شعورًا بالانتماء إلى منطقة سياسيّة واجتماعيّة وجغرافيّة معينّة، ولكن أيضًا شعورًا بالإنجازات البشريّة الماضية، بغض النظر عن مدى تواضعها. في الواقع يقدم كل شخصٍ نوعًا من المساهمة، سواء كانت سلبيّة أو إيجابيّة، في تقدم الحضارة، إذا أخذناها بشكلٍ جماعيّ، لها معنى. ويعتقد أن البشريّة يجب أن تأخذ بعض العزاء في فهم أن كلّ جيلٍ يعاني من مشاكله وخسائره ومصائبه وخيباته، وانتصاراته.

حقًّا إنّ التاريخ هو تدوين الاحداث التي حدثت في الماضي وتفسيرها . كما يُعتقد أن فهم العمليّة التاريخيّة يمنع قِوَى الانقسام المدمرة من تجاوزنا. في الواقع هناك قيمة نفسيّة في فهم التاريخ، حيث أنه يعطينا أفكارًا عن ماهية البشر. ولحسن الحظّ، لدينا إحساس قابل للاسترداد لما حدث في الماضي، حيث يمكن للمؤرخين توثيقه. وقد لا يكون الغد مختلفًا لأننا سنستمر في ارتكاب الأخطاء الفادحة.

المراجع

  1. ^ faculty.chass.ncsu.edu , What is History about and why should we care? , 15/09/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *